وسط الخسائر الفادحة التي كبّدتها المقاومة لجيش الاحتلال، وشبح التمرد الذي يخيّم على الجنود، تريد القيادة العسكرية الإسرائيلية وقفًا لإطلاق النار في غزة "حتى لو تركت حماس تحكم القطاع"، حسبما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، نقلًا عن ستة مسؤولين أمنيين حاليين وسابقين.
وحسب الصحيفة، يعتقد جنرالات إسرائيل أن وقف إطلاق النار الدائم هو أفضل وسيلة لتحرير المحتجزين المتبقين لدى حركة حماس، وأن الجيش الإسرائيلي يحتاج إلى إعادة التهيئة قبل حرب محتملة مع حزب الله في لبنان، وفقًا للتقرير.
وأشارت "نيويورك تايمز" إلى أنه من شأن إنهاء القتال في الجنوب أيضًا أن يفتح الباب أمام حزب الله لوقف إطلاق النار.
ولا يشير التقرير إلى مدى الضغط الذي تم به دفع هذا الموقف إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي "وعد بمواصلة القتال حتى النصر الكامل"، وفق صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".
ردًا على ذلك، يصر الجيش الإسرائيلي على أنه "مصمم على مواصلة القتال حتى يحقق أهداف الحرب وتدمير قدرات حماس العسكرية والحكومية، وعودة الرهائن لدينا، والعودة الآمنة للسكان في الشمال والجنوب إلى منازلهم"، وفق الصحيفة العبرية.
وأشارت الصحيفة إلى أن جيش الاحتلال "سيواصل قتال حماس في جميع أنحاء قطاع غزة، إلى جانب الاستمرار في تحسين استعدادنا للحرب في الشمال، والدفاع عن جميع حدودنا".
نزيف خسائر
بينما تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة، لليوم الـ270 تواليًا، عبر شن عشرات الغارات الجوية والقصف المدفعي، مع ارتكاب مجازر ضد المدنيين؛ أفادت وسائل إعلام إسرائيلية -نقلًا عن جيش الاحتلال- بإصابة 44 جنديًا يومي الأحد والاثنين الماضيين، بينهم 14 جنديًا في قطاع غزة.
وأضاف الإعلام الإسرائيلي، أن 4021 عسكريًا أُصيبوا منذ بداية الحرب على غزة من بينهم 2032 خلال الهجوم البري على القطاع، لافتًا إلى أن الجيش يقترب من إنهاء العملية البرية بعد مرور 9 أشهر من اندلاع الحرب.
وذكر أنه من المتوقع استئناف العمليات العسكرية في خان يونس، مشيرًا إلى أن تقديرات في الجيش تتوقع باستمرار عملية رفح الفلسطينية 4 أسابيع أخرى.
في الوقت نفسه، طالب وزير مالية الاحتلال، بتسلئيل سموتريتش، بوقف نقل الكهرباء إلى قطاع غزة فورًا، بحسب وكالة "وفا".
وكتب الوزير الإسرائيلي في تدوينة عبر صفحته الرسمية بمنصة "إكس" اليوم الثلاثاء، "قرار إعادة الكهرباء لغزة يعني تسليم القطاع بأيدينا، خاصة المستشفيات التي تعد مراكز للإرهاب"، بحسب زعمه.
ودعا سموتريتش رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى وقف ما وصفه بـ"تلك الحماقات"، داعيًا إلى عدم تكرار ما حدث بعد الإفراج عن عشرات المعتقلين الفلسطينيين، من بينهم مدير مجمع الشفاء محمد أبو سلمية.