أثار الأداء المتعثر للرئيس الأمريكي جو بايدن في المناظرة أمام سلفه الجمهوري دونالد ترامب، مخاوف لدى الديمقراطيين بشأن خسارة مرشحهم في الانتخابات الرئاسية المقرر لها في 5 نوفمبر المقبل.
وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أن المناظرة أثارت حالة من القلق في أوساط حلفاء بايدن من بعض الديمقراطيين، وهو ما دفع مشرعين ومانحين أثرياء للتفكير "في ما إذا كان يجب أن يظل بايدن" مرشحًا للحزب الديمقراطي من عدمه، بسبب مخاوف تتعلق بعمره وقدراته على أداء مهام الرئيس.
ودعت هيئة تحرير صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، بايدن إلى الانسحاب من السباق الانتخابي غداة المناظرة.
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن الديمقراطيين بإمكانهم بالفعل اختيار بديل له، لكن من المرجح أن يقود ذلك إلى "اضطرابات سياسية" داخل الحزب، ما لم يقرر بايدن بنفسه التنحي، وفق شروطه الخاصة.
واستعرضت بعض وسائل الإعلام الأمريكية أسماء مرشحين محتملين يمكن أن يدفع بهم الحزب الديمقراطي، مثل نائبة الرئيس كامالا هاريس، أو حاكم ولاية كاليفورنيا جافين نيوسوم، أو حاكمة ولاية ميشيجان جريتشن ويتمر، بجانب أسماء أخرى.
وأوضحت "نيويورك تايمز"، أن الإجابة المختصرة على سؤال إمكانية اختيار مرشح بديل لبايدن هي "نعم"، لكن مع افتراض أنه اتخذ قرار التنحي بنفسه، مضيفة أنه إذا قرر الاستمرار في السباق، فإن الإجابة المختصرة "ربما تكون لا".
وأشارت الصحيفة إلى أنه في الحالتين ستكون العملية معقدة، وستفتح الباب أمام اضطرابات سياسية في الأوساط الديمقراطية.
ولا يمكن لبايدن إجبار المندوبين الذين منحوه أصواتهم من الولايات على دعم مرشح آخر غيره، وحال قرر الانسحاب من السباق سيكون لديهم الحرية في اختيار أي مرشح، وفق الصحيفة، كما أنه سيكون هناك "صراع" حول المرشح البديل في ظل "الانقسامات الأيديولوجية المتفاقمة" في الحزب بالفعل، وفق نيويورك تايمز، مما سيضعف المرشح المستقبلي.
وأوضحت الصحيفة، أنه إذا تم اتخاذ قرار باختيار بديل، وقاوم بايدن تلك الضغوط، فستكون هناك مساحة مناورة في القواعد الرسمية للحزب، ولن تكون الإجابة على إمكانية اختيار بديل له هي "لا" بشكل مطلق.
وبحسب الصحيفة، قالت إيلين كامارك، الزميلة في معهد بروكينجز بواشنطن، إن الطريقة الوحيدة التي يمكن بها سحب الترشيح هو "أن تقرر أغلبية قوامها نحو 4 آلاف مندوب، بأن بايدن لا ينبغي أن يكون المرشح، وأن لديهم شخصًا أفضل".
وإذا قرر بايدن الانسحاب، سيجتمع الديمقراطيون في شيكاغو أغسطس المقبل، فيما يعرف بالمؤتمر "المفتوح"، حيث سيعاد خلط الأوراق، لا سيما أصوات المندوبين الذي صوتوا للرئيس.
وسيكون هذا السيناريو، إن حصل بالفعل، غير مسبوق منذ عام 1968، حين تعيّن على الحزب إيجاد بديل عن الرئيس ليندون جونسون، بعد أن سحب الأخير ترشحه في خضم حرب فيتنام، ليتم ترشيح نائب الرئيس حينها هوبرت همفري، الذي خسر الانتخابات أمام الجمهوري ريتشارد نيكسون.