بينما تواصل إسرائيل حصارها على قطاع غزة وتمنع منظمات الإغاثة من الوصول والحصول على ما يكفي القطاع من الغذاء، تتفاقم الظروف المعيشية القاسية وتزداد المخاطر الصحية لمئات الآلاف من الفلسطينيين المحرومين من المأوى والغذاء، خصوصًا في ظل حرارة الصيف الخانقة وعدم قدرة القطاع التخلص من القمامة ومعالجة مياه الصرف الصحي وتوفير المياه النظيفة بشكل كبير.
وفي تقرير رصدته "أسوشيتد برس"، يقول سكان المخيمات إنَّ القذارة المحيطة بهم ليست سوى حقيقة أخرى لا مفر منها من الحرب كما أنهم يقضون حاجتهم في حفر مغطاة بـ "الخيش"، ولا يوجد مكان قريب لغسل أيديهم.
تفشي الكوليرا
بعد 8 أشهر من الحرب الوحشية الإسرائيلية، تتزايد حالات التهاب الكبد الوبائي (أ)، ويخشى الأطباء أنه مع وصول الطقس الدافئ، من المرجح بشكل متزايد تفشي الكوليرا دون حدوث تغييرات جذرية في الظروف المعيشية.
وتسعى الأمم المتحدة وجماعات الإغاثة والمسؤولون المحليون جاهدين لبناء المراحيض وإصلاح خطوط المياه وإعادة محطات تحلية المياه إلى العمل.
وقالت هيئة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق، وهي الهيئة العسكرية الإسرائيلية التي تنسق جهود المساعدات الإنسانية، إنها تشارك في جهود لتحسين “الوضع الصحي”. لكن الإغاثة لا يمكن أن تأتي قريبا بما فيه الكفاية.
81 ألف إصابة باليرقان
إلى ذلك، أعلنت منظمة الصحة العالمية عن تفشي التهاب الكبد الوبائي (أ)، والذي أدى، حتى أوائل يونيو، إلى 81.700 حالة إصابة باليرقان وهو أحد الأعراض الشائعة.
وينتشر المرض في المقام الأول عندما يستهلك الأشخاص غير المصابين الماء أو الطعام الملوث بالبراز، وبسبب إغلاق محطات معالجة مياه الصرف الصحي، تتسرب مياه الصرف الصحي غير المعالجة إلى الأرض أو يتم ضخها إلى البحر الأبيض المتوسط، حيث تتحرك المد والجزر شمالاً نحو إسرائيل.
وقال مكتب تنسيق أعمال الحكومة في المناطق إنه يعمل على تحسين عمليات إدارة النفايات ويدرس مقترحات لإنشاء مكبات جديدة والسماح لمزيد من شاحنات القمامة بالدخول إلى غزة.
485 ألف إصابة بالإسهال
وقالت جوان بيري، وهي طبيبة تعمل في جنوب غزة مع منظمة أطباء بلا حدود، إنّ ظروف الازدحام، ونقص المياه، والحرارة، وسوء الصرف الصحي، هذه هي الشروط المسبقة لانتشار الكوليرا.
وأضافت أنَّ معظم المرضى يعانون من أمراض أو التهابات ناجمة عن سوء الصرف الصحي والجرب وأمراض الجهاز الهضمي والطفح الجلدي شائعة.
وأوضحت منظمة الصحة العالمية أنه تمَّ الإبلاغ عن أكثر من 485 ألف حالة إسهال منذ بداية الحرب، فيما تقول وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق إنها تنسق عملية تسليم اللقاحات والإمدادات الطبية وتتواصل بشكل يومي مع مسؤولي الصحة في غزة.
وأضافت أنها ليست على علم بأي تقرير موثوق به عن أمراض غير عادية بخلاف الأمراض الفيروسية.