الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

مجزرة استعادة المحتجزين.. عائلة فلسطينية تروي وحشية الاحتلال في النصيرات

  • مشاركة :
post-title
آثار الدمار في النصيرات بعد عملية الاحتلال لاستعادة المحتجزين الأربعة

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

يقف منزل عائلة المقداد الملطخ بالدماء، في مخيم النصيرات، وسط قطاع غزة، شاهدًا على المجزرة التي ارتكبها جيش الاحتلال، خلال عملية استعادة المحتجزين الأربعة، 8 يونيو الجاري.

وفى إحدى غرف المنزل التي تناثرت ثقوب الرصاص على جدرانه، جلست الفلسطينية رشا عبدالمقداد، الأم لأربعة أطفال، وهي ترتجف من الحزن قبل أن تنهار بالبكاء، وهى تروي ما فعله جنود الاحتلال خلال استعادة المحتجزين.

وقالت الأم الفلسطينية المكلومة - 32 عامًا - لشبكة "سي. إن. إن" الإخبارية الأمريكية: "هذا دم ابني يامن. رحمه الله. كان ابني بريئًا".

وأضافت: "نحن مدنيون، وليس لدينا أي صلة بالمقاومة أو أي شيء أو أي فصيل. ليس لدينا أي صلة به على الإطلاق".

وتحدثت "سي. إن. إن" مع سبعة من أفراد أسرة المقداد، الذين وصفوا ضبابًا مرعبًا من إطلاق النار ومدفعية الدبابات والقصف الجوي حول منزلهم، 8 يونيو الجاري، وقالوا إن قوات الاحتلال اقتحمت المبنى، وأطلقت الرصاص بشكل عشوائي، ما أدى إلى إصابة أربعة أشخاص بأعيرة نارية، واستشهاد يامن البالغ من العمر 12 عامًا.

وأضاف أحد أفراد الأسرة، أن جنود الاحتلال استجوبوا وضربوا أقاربهم الذكور، وأجبروا طفلًا على خلع ملابسه.

ونشر جيش الاحتلال لقطات فيديو، 16 يونيو الجاري، تظهر قواته بمنزل المقداد في نفس اليوم، الذي جرت فيه عملية استعادة المحتجزين في مكان قريب، وفي مقطع الفيديو، بدا جنود الاحتلال وهم يدخلون المنزل.

واقتحمت قوات الاحتلال منزل عائلة المقداد لمدة تتراوح بين 30 و45 دقيقة، وفقًا لروايات شهود عيان.

وأظهرت لقطات فيديو ألسنة اللهب وأعمدة الدخان تتصاعد فوق المركبات المحطمة في أعقاب العملية، والمدنيون ينتحبون على الجثث المكدسة فوق بعضها البعض، بينما ينظر الأطفال الصغار إلى السماء غير مصدقين.

وفي أحد الإطارات، التي تم تصويرها في شارع مجاور، يمكن رؤية أفراد عائلة مقداد، وهم يحملون أطفالهم المصابين إلى سيارة، بينما تحلق طائرات دون طيار إسرائيلية في سماء المنطقة.

ويقع منزل عائلة المقداد، على بعد أقل من ميل "1.5 كم" من الموقع، حيث كان المحتجزون الأربعة.

وقالت الأم رشا: "لم يتركوا شيئًا وراءهم. لقد دُمر كل شيء. الغرفة مليئة بالدم. ملابس أطفالي كلها دماء. لا يوجد مكان آمن.. لا ​​يوجد مكان يمكننا أن نحمي فيه أنفسنا".

وقال الأب محمد لـ"سي. إن. إن"، إن نيران المدفعية والصواريخ اندلعت بالقرب من منزل عائلة المقداد قبل دخول قوات الاحتلال، 8 يونيو، مضيفًا أنه جمع عائلته - نحو 14 شخصًا، معظمهم من النساء والأطفال - في غرفة.

وتابع: "ارتعدت العائلة من الخوف عندما اقتربت أصوات الجنود، إلى أن حطم الجنود الباب، وفتحوا النار بشكل عشوائي، وألقوا قنابل صوت وأسلحة موجهة نحو بعض الأطفال".

وقال محمد: "لقد جاءوا إلى الشقة التي كنا فيها، وبدأوا في إطلاق النار، ويقولون: من هنا، من هنا؟ قلنا لهم إننا مدنيون، أطفال ونساء".

وأضافت الأم رشا، أن المداهمة "شعرت وكأنها زلزال"، وأن جنود الاحتلال صادروا هواتفهم، ووجهوا أسلحتهم نحو طفل عمره ثمانية أشهر ورضيع عمره أربعة أشهر.

وقال محمد إن قوات الاحتلال اعتقلت الرجلين الموجودين، وقاموا بوضع أكياس على رؤوسهما، وربطوا أيديهم خلف ظهورهما، واعتدوا عليهما جسديًا.

ولا يزال أحمد، ثاني أكبر أبناء محمد، يعاني من الهجوم. وقال الصبي البالغ من العمر 13 عامًا، إنه كان يسمع الجنود وهم يضربون والده وجده في الردهة، قبل أن يجبروه هو نفسه على التعري.

وقال الأب محمد، إنه قبل انسحاب قوات الاحتلال هددوا بإطلاق النار على أقاربه، وبعد ذلك سمع أصوات أعيرة نارية.

وأضاف أحد جنود الاحتلال: "إذا لم تخبرني بمكان المقاومين وأين السلاح في منزلك، سأقتل أطفالك".

ونقلت "سي. إن. إن" عن شهود عيان، إنهم ما زالوا يعانون من الصدمة، بعد استشهاد أكثر من 270 فلسطينيًا، وإصابة 698 آخرين، 8 يونيو في أخر اقتحام لمخيم النصيرات.