الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

تفاقم المجاعة في غزة.. الفلسطينيون يقايضون ملابسهم بالطعام

  • مشاركة :
post-title
أطفال فلسطينيون فى خان يونس ينتظرون الحصول على الطعام

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

اضطر أكثر من نصف الأسر في غزة إلى بيع أو تبديل ملابسها؛ لتتمكن من شراء الطعام، حسبما أفادت الأمم المتحدة، مع تفاقم خطر المجاعة في جميع أنحاء القطاع، جراء العدوان الإسرائيلي، وفق ما ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية.

وفي أحدث "لمحة خاصة" عن غزة من نظام الأمم المتحدة لمراقبة الجوع، أشار التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي، إلى أن واحدًا من كل خمسة من سكان غزة، أكثر من 495,000 شخص يواجهون الآن مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي الحاد، بما في ذلك "النقص الشديد في الغذاء والمجاعة والإرهاق".

وذكر تقرير التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي، أن الوضع في غزة يتدهور بعد تصاعد العدوان الإسرائيلي، مشيرًا إلى أنه "لا يزال هناك خطر كبير من المجاعة في جميع أنحاء القطاع، طالما استمر العدوان وتقييد وصول المساعدات الإنسانية".

وحسب التقرير، أفاد أكثر من نصف الأسر في غزة، أن ليس لديهم أي طعام ليأكلوه في المنزل، وأن أكثر من 20% يقضون أيامًا وليالي كاملة دون تناول الطعام.

وفرضت إسرائيل حصارًا كاملًا على غزة، منذ بداية العدوان في 7 أكتوبر الماضي، والذي دمر قدرة القطاع على إنتاج غذائها. وفي الجنوب، تفاقمت أزمة الجوع بعد أن أدى التوغل العسكري الإسرائيلي في رفح الفلسطينية، إلى خنق طرق الدخول الرئيسية للمساعدات الإنسانية.

والمرحلة الخامسة من الجوع، والتي تؤثر على 22% من سكان غزة الحاليين، تعادل المجاعة، وحسب التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي، تعاني منطقة بأكملها من المجاعة، عندما تعاني 20% من الأسر من نقص شديد في الغذاء، و30% من الأطفال يعانون من سوء التغذية الحاد، ويموت يوميًا شخصان بالغان على الأقل أو أربعة أطفال لكل 10.000 شخص.

وقال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، إن القيود الإسرائيلية على دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة قد ترقى إلى مستوى "جريمة حرب" تتمثل في التجويع المتعمد.

وتسيطر سُلطات الاحتلال على الدخول إلى غزة، وتتطلب التحركات الحصول على إذن عسكري، والطرق مدمرة، والأنقاض تعوق الحركة، والوقود شحيح، وشبكات الكهرباء والاتصالات بالكاد تعمل.

وتقول وكالات الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة، إنها لا تستطيع في كثير من الأحيان الوصول إلى معبر "كرم أبو سالم" بسبب القيود الإسرائيلية، ويقولون إنه من المستحيل معالجة الأزمة دون وقف كامل لإطلاق النار.

وذكر تقرير عن الأمن الغذائي صدر في وقت سابق من شهر يونيو، أن أشهر الجوع الشديد في غزة أدت بالفعل إلى استشهاد العديد من الفلسطينيين، وتسببت في أضرار دائمة للأطفال من خلال سوء التغذية. وقالت شبكة نظام الإنذار المبكر بالمجاعة، إنه "من الممكن، إن لم يكن من المحتمل أن تبدأ المجاعة في شمال غزة في أبريل".

وقالت منظمتان تابعتان للأمم المتحدة إن أكثر من مليون شخص "من المتوقع أن يواجهوا الموت والجوع" بحلول منتصف يوليو. وحذر برنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأغذية والزراعة من الخسائر البشرية، التي يسببها الجوع، في تقريرهما عن بؤر الجوع الساخنة حول انعدام الأمن الغذائي العالمي.

وقال بيان مشترك صدر، هذا الأسبوع، عن منسق السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، ومنسق الأزمات في الاتحاد الأوروبي، يانيز لينارسيتش: "لقد وصلت الأزمة في غزة إلى نقطة انهيار أخرى أصبح تسليم أي مساعدة إنسانية ذات معنى داخل غزة مستحيلًا تقريبًا. ونسيج المجتمع المدني ذاته يتفكك".

وقبل إصدار تقرير التصنيف المرحلي المتكامل حول غزة، قالت كيت فيليبس باراسو، نائبة رئيس السياسة العالمية والمناصرة في منظمة ميرسي كوربس: "إن الناس يعانون من ظروف لا إنسانية، ويلجأون إلى إجراءات يائسة مثل غلي الأعشاب الضارة، وتناول أعلاف الحيوانات، وتبادل ملابس مقابل المال لدرء الجوع وإبقاء أطفالهم على قيد الحياة".

وأضافت إن "الوضع الإنساني يتدهور بسرعة، ولا يزال شبح المجاعة يخيم على غزة.. المساعدات الإنسانية محدودة.. ويجب على المجتمع الدولي أن يمارس ضغوطًا لا هوادة فيها لتحقيق وقف إطلاق النار، وضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل مُستدام الآن. ولم يعد السكان قادرين على تحمل هذه الصعوبات بعد الآن".