الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

نتنياهو يرفض وقف العدوان.. سيناريوهات المرحلة المقبلة في حرب غزة

  • مشاركة :
post-title
جنود الاحتلال في غزة

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

طرحت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، 4 سيناريوهات بشأن المرحلة المقبلة للحرب الإسرائيلية على غزة، بعد إعلان رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، رفضه لخطة السلام الأمريكية في غزة، وإصراره على المضي قدمًا في العدوان على القطاع.

وقال "نتنياهو" في مقابلة مع القناة 14 الإسرائيلية، مساء الأحد، إن مرحلة القتال الشديد في غزة على وشك الانتهاء، مُشيرًا إلى أنه ليس مُستعدًا لوقف الحرب قبل القضاء على "حماس".

وأضاف نتنياهو، أن "الخطة الإسرائيلية لما بعد العملية في رفح الفلسطينية ليست وقفًا كاملًا للحرب، وأرى عناوين الصحف تقول إن الجيش الإسرائيلي سيغادر بعد 2-3 أسابيع من انتهاء عملية رفح، لوقف الحرب والتجهيز لصفقة رهائن والتوجه إلى الشمال".

وتابع: "لدينا أهداف حرب، استعدنا 136 رهينة، ويجب علينا القضاء على القدرات العسكرية والحكومية لحماس، وهذا لا يمكن أن يتم إلا بعملية على الأرض، وهذا لا يعني أن الحرب على وشك الانتهاء، بل إن الحرب في مرحلة القتال الشديد ستنتهي".

وأشار رئيس الوزراء الإسرائيلي، إلى أن تل أبيب تريد إنشاء إدارة مدنية بالتعاون مع فلسطينيين محليين، مؤكدًا أن إعادة الاستيطان إلى غزة ليس أمرًا واقعيًا.

وفي حديثه عن الأسرى والمحتجزين في قطاع غزة وعودة المستوطنين إلى بيوتهم في شمال إسرائيل قال "نتنياهو": "سنعيد الجميع إلى بيوتهم، سكان الشمال والجنوب، وأنا مستعد لعقد صفقة جزئية تعيد المختطفين إلينا، لكنني لست مستعدًا لعقد صفقة تعيدهم وتترك حماس سليمة".

ويظل أي حل دبلوماسي في غزة غير مؤكد، ويعود ذلك جزئيًا إلى أن ائتلاف نتنياهو من المرجح أن ينهار حال أوقفت إسرائيل الحرب على غزة دون إبعاد حماس عن السلطة وتدمير قدراتها العسكرية، وفق "نيويورك تايمز".

وباتت جدوى المقترح الذي تدعمه الولايات المتحدة لإنهاء الحرب المستمرة منذ 8 أشهر في غزة موضع شك جديد، بعد أن قال نتنياهو إنه سيكون على استعداد فقط للموافقة على اتفاق وقف إطلاق نار "جزئي" لا ينهي الحرب، في تصريحات أثارت ضجة بأوساط عائلات المحتجزين لدى حماس.

وأضاف تحليل للصحيفة أن تصريحات نتنياهو بجانب تعليقات وزير دفاعه، يوآف جالانت، خلال زيارته واشنطن، توضح أن الخطاب السياسي الإسرائيلي والتخطيط الاستراتيجي يتحوّل إلى الحدود الشمالية مع لبنان، وهي جبهة مشتعلة بسبب المواجهات مع حزب الله اللبناني.

عمليات أقل حجمًا

وطرحت "نيويورك تايمز" 4 سيناريوهات للمرحلة المقبلة بشأن الحرب على غزة. وأشارت الصحيفة إلى أن السيناريو الأول يشمل عمليات "أقل حجمًا" في غزة، حيث يتوقع مع انتهاء العمليات العسكرية في رفح الفلسطينية خلال الأسابيع المقبلة، أن يركز جيش الاحتلال على عمليات إنقاذ المحتجزين في جميع مناطق القطاع.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين إسرائيليين عسكريين قولهم، إنهم سيواصلون المداهمات للأحياء التي سيطرت عليها قوات الاحتلال خلال مراحل سابقة من الحرب، لمنع مقاتلي حماس من استعادة السيطرة على تلك المناطق.

فراغ سلطة بغزة

وأشار السيناريو الثاني، وفق الصحيفة الأمريكية، إلى احتمالية وجود فراغ سلطة في قطاع غزة، وذلك بالانسحاب من مناطق كثيرة من القطاع دون السماح للسلطة الفلسطينية بأن تلعب دور بديل حماس.

ورفض نتنياهو في أوقات سابقة لعب السلطة الفلسطينية دورًا في حكم غزة. وذكرت "نيويورك تايمز" أن هذا الأمر قد يسمح لحماس بالاحتفاظ بهيمنتها على القطاع المدمر، على الأقل في الوقت الحالي.

وحال واصل جيش الاحتلال مداهمة غزة بشكل منتظم في المرحلة المقبلة، ربما يمنع حماس من العودة إلى قوتها السابقة، لكن بحسب التحليل، سوف يطيل ذلك أمد فراغ السلطة، ما من شأنه أن يتسبب في صعوبة إعادة الإعمار وتوزيع المساعدات وتخفيف معاناة المدنيين.

ومن المتوقع أن يواصل الاحتلال السيطرة على المنطقة الفاصلة بين شمال القطاع وجنوبه، مما يمنع حرية الحركة بين المنطقتين.

القتال مع حزب الله

السيناريو الثالث يتعلق بالجبهة الشمالية، وبالتحديد القتال مع حزب الله اللبناني، فمع نقل مزيد من القوات إلى المناطق الحدودية مع لبنان، بات جيش الاحتلال في "وضع أفضل" لشن هجوم على لبنان، وفق الصحيفة.

ويتبادل حزب الله إطلاق النار مع إسرائيل منذ أكثر من ثمانية أشهر بالتوازي مع الحرب على غزة. ويشترط الحزب اللبناني إنهاء الحرب في غزة قبل الانسحاب لما بعد نهر الليطاني.

وقد حذر وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الأسبوع الماضي، من أن قرار خوض حرب شاملة مع حزب الله سيصدر قريبًا.

وقال جيش الاحتلال في وقت لاحق، إنه في إطار تقييم الوضع "جرت الموافقة على الخطط العملياتية لشن هجوم على لبنان والتصديق عليها، واتُخذت قرارات حيال مواصلة زيادة جاهزية القوات في الميدان".

وبالعودة إلى تحليل "نيويورك تايمز"، فإن إعلان إسرائيل الانتقال إلى مرحلة جديدة في القتال داخل غزة، يمكن أن يوفر سياقًا لتهدئة التصعيد، ما يمكنه أن يهدئ الأمور على الجبهة الشمالية، حيث قال نصر الله في وقت سابق إن جماعته ستتوقف عن إطلاق النار "عندما يتوقف إطلاق النار في غزة".

استمرار التوتر مع واشنطن

ومع إعلان قرب انتهاء القتال العنيف في رفح الفلسطينية، قلل نتنياهو، وفق الصحيفة، من إحدى نقاط التوتر مع إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، لكنه أبقى على نقاط أخرى.

ويتمثل السيناريو الرابع في احتمالية استمرار التوترات بين الجانبين الأمريكي والإسرائيلي، حيث يرفض نتنياهو صياغة خطة واضحة للحكم في غزة بعد الحرب، بجانب احتمال اتخاذ قرار بشن هجوم ضد لبنان، وهو ما يزيد الخلاف مع واشنطن.

وترغب إدارة بايدن في إنهاء القتال مع حزب الله، وضغطت على نتنياهو لأشهر لتمكين السلطة الفلسطينية من تولي زمام الأمور في غزة، لكن نتنياهو مُستمر في إبقاء مستقبل غزة "غامضًا"، وسط ضغوط من ائتلافه اليميني المتطرف لاحتلال القطاع وإعادة الاستيطان.

وأكد وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، لوزير الدفاع الإسرائيلي "جالانت"، أمس الاثنين، ضرورة أن تضع إسرائيل بسرعة خطة قوية لما بعد الحرب في غزة، وأن تتأكد من عدم تفاقم التوتر مع حزب الله.

وجاء في بيان لوزارة الخارجية الأمريكية بعد اجتماع الوزيرين "أطلع بلينكن، جالانت على الجهود الدبلوماسية الجارية؛ لتعزيز الأمن والحكم وإعادة الإعمار في غزة، خلال فترة ما بعد الصراع وشدد على أهمية هذا العمل لأمن إسرائيل".

وقالت الخارجية الأمريكية إن بلينكن "شدد أيضًا على أهمية تجنب مزيد من التصعيد في الصراع والتوصل لحل دبلوماسي يسمح للعائلات الإسرائيلية واللبنانية بالعودة إلى منازلها".