حثَّ مانسوخ ماندافيا، وزير الصحة الهندي، المواطنين إلى اتخاذ جميع التدابير الوقائية ضد فيروس "كوفيد-19"، بما في ذلك تلقي اللقاحات وارتداء الأقنعة واستخدام المطهرات والحفاظ على التباعد الاجتماعي، إذ تظل البلاد في حالة تأهب، تحسبًا لاحتمال ظهور متحورات جديدة، مع تفشي العدوى في الجارة الصين.
قال "ماندافيا" أمام البرلمان، اليوم الخميس، إن الهند ستبدأ إجراء فحوص عشوائية لاثنين في المئة من المسافرين الدوليين الذين يصلون إلى مطاراتها لكشف إصابات كوفيد-19، مع تكثيف البلاد جهودها لرصد المتحورات الجديدة من فيروس كورونا.
أوضح ماندافيا أمام البرلمان: "الجائحة العالمية لم تنتهِ بعد الفيروس يغير وجهه من حين لآخر". وقال: "بالنظر إلى موسم الأعياد القادم والعام الجديد، صدرت توصيات للولايات بمواصلة الاهتمام بنظافة اليدين ووضع الكمامات".
طلبت الحكومة الهندية، في وقت سابق، من مختلف الولايات رصد أي متحورات جديدة من فيروس كورونا، وحثت الأفراد على وضع كمامات في المناطق المزدحمة، وأرجعت هذا إلى ارتفاع إصابات كوفيد-19 في الصين ومناطق أخرى حول العالم. وتحتل الهند المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة في عدد الإصابات بكورونا عالميًا، بتسجيل أكثر من 44 مليون حالة إصابة حتى الآن.
جاء تحذير وزير الصحة الهندي، في وقت تشهد الصين تفشيًا للعدوى بكوفيد-19، بعد تخليها عن استراتيجية "صفر كوفيد" بداية الشهر الحالي. وأعرب رئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم، أمس الأربعاء، عن مخاوفه إزاء ارتفاع حالات الإصابة بكوفيد-19 في الصين.
حذَّر الخبراء الصينيون من أن الأسوأ لم يأتِ بعد، وقال ووتسونيو، كبير علماء الأوبئة في المركز الصيني للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، الأسبوع الماضي، إن الصين تتعرض لأول موجة من ثلاث موجات متوقعة من الإصابات هذا الشتاء.
وطلب مستشفى (شنغهاي ديجي) في مدينة "شنغهاي" من موظفيه الاستعداد لما قال إنها "معركة مأساوية" مع كوفيد-19، إذ يتوقع إصابة نصف سكان المدينة البالغ عددهم 25 مليون نسمة بالمرض بحلول نهاية العام، في الوقت الذي يجتاح فيه الفيروس الصين، دون رادع إلى حد كبير.
يقول الخبراء إن الصين ربما تشهد أكثر من مليون وفاة بسبب كوفيد العام المقبل، لانخفاض معدلات التطعيم نسبيًا بين السكان المسنين المعرضين للخطر.
يزيد معدل التطعيم في الصين عن 90 في المئة، لكن معدل التطعيم للبالغين الذين تلقوا جرعات معززة ينخفض إلى 57.9 في المئة، وإلى 42.3 في المئة بين الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 80 عامًا فما فوق، بحسب البيانات الحكومية.
بعد احتجاجات واسعة النطاق وزيادة مستمرة بلا هوادة في عدد الحالات، اتخذت الصين هذا الشهر تحولًا مفاجئًا في سياساتها وبدأت في التراجع عن استراتيجية "صفر كوفيد"، التي تسببت في خسائر مالية وضغوط نفسية كبيرة على سكانها البالغ عددهم 1.4 مليار نسمة.
رغم ذلك، فإن العدد الرسمي للوفيات في الصين منذ بدء الوباء قبل ثلاث سنوات يبلغ 5241، وهو رقم صغير مقارنة بمعظم البلدان الأخرى. ولم تبلغ الصين عن أي وفيات جديدة بسبب فيروس كورونا لليوم الثاني على التوالي عن يوم الأربعاء 21 ديسمبر، حتى مع إعلان عمال تحضير الجنازات أن الطلب قفز في الأسبوع الماضي، ما أدى إلى زيادة الرسوم.