كشفت "القناة 12" الإسرائيلية، أن جيش الاحتلال رفض عرضًا من أوكرانيا، بالمساعدة في مواجهة المُسيّرات التي يطلقها "حزب الله" على المستوطنات.
وذكرت القناة الإسرائيلية أن أوكرانيا خططت لدعوة خبراء إسرائيليين إلى كييف، حيث يمكنهم دراسة الطائرات بدون طيار "المُسيّرة"، واختبار أنظمتها المضادة للمُسيّرات، وفي المقابل أرادت كييف أن تحصل على تقنيات حديثة.
وقالت إن إسرائيل لم تأخذ الفكرة على محمل الجد، رغم العديد من الطلبات التي تلقتها تل أبيب من كييف، واستمرت في تجاهلها.
وجاء ذلك في حين ذكرت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية، في تقرير، أن جيش الاحتلال اعترف بأنه ليس لديه قدرة مطلقة على مواجهة الطائرات المُسيّرة التي يطلقها "حزب الله" يوميًا.
وأسقط جيش الاحتلال مئات الطائرات المُسيّرة الهجومية والاستطلاعية منذ بداية الحرب على غزة، لكن نسبة النجاح في اعتراض المُسيّرات لا تقترب من نسبة اعتراض القذائف الصاروخية التي تُطلق من القطاع الفلسطيني، حسب "هاآرتس".
ويحاول جيش الاحتلال مواجهة طائرات "حزب الله" المُسيّرة من خلال اكتشافها والتحذير منها واعتراضها، ولا تزال منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية تحاول التوصل إلى حل لمواجهة تهديد المُسيّرات.
وفي محاولة لمواجهة هذه المُسيّرات، عزز جيش الاحتلال حساسية الرادارات إلى أعلى مستوى، ولكن هذا الأمر يؤدي في حالات كثيرة إلى انطلاق صفارات إنذار كاذبة، ما يجعل حياة السكان في الشمال لا تحتمل.
ونقلت "هاآرتس" عن مصدر أمني إسرائيلي قوله، إن "حزب الله يتقن تشغيل المُسيّرات وقدراته النارية بشكل يثير الإعجاب نسبيا".
وجاءت تصريحات المصدر الأمني الإسرائيلي في أعقاب المقطع المصور الذي نشره "حزب الله"، الثلاثاء الماضي، لمُسيّرة انطلقت من لبنان وتمكنت من تصوير مناطق حساسة جدًا في خليج حيفا، بينها مجمع صناعة الأسلحة "رفائيل" ومرسى السفن الحربية والغواصات، وذلك دون أن يعلم جيش الاحتلال أي شيء عن هذه المُسيّرة، قبل نشر مقطع الفيديو، الذي وصلت مدته إلى 10 دقائق تقريبًا.
واستعرض "حزب الله" ترسانته من الطائرات المُسيّرة، خلال أكثر من ثمانية أشهر من إطلاق النار المتبادل مع جيش الاحتلال، والذي اندلع بالتوازي مع الحرب على غزة.
واستخدم حزب الله الطائرات المُسيّرة في بعض هجماته الأكثر تعقيدًا، إذ انطلق بعضها بهدف إبقاء الدفاعات الجوية الإسرائيلية منشغلة، بينما كانت طائرات أخرى ملغومة تحلق صوب أهدافها.
وأعلنت الجماعة في الآونة الأخيرة، تنفيذ هجمات باستخدام طائرات مُسيّرة تسقط قنابل وتعود إلى لبنان، بدلا من الاكتفاء بالتحليق نحو أهدافها، ولم يذكر حزب الله ما هي حمولة تلك الطائرات.
ويقول حزب الله إن طائراته المُسيّرة تتضمن طائرات "أيوب ومرصاد" التي يتم تجميعها محليًا. ويقول الخبراء إن من الممكن إنتاج هذه الطائرات بسعر رخيص وبكميات كبيرة.
واتهمت إسرائيل إيران، العام الماضي، ببناء مهبط طائرات في جنوب لبنان يمكن استخدامه لشن هجمات. ونقلت وكالة" رويترز" عن مصدر على علم بالموقع، إنه يمكن أن يستوعب طائرات مُسيّرة كبيرة ربما تكون مسلحة.
وأفادت تقارير إعلامية، الشهر الماضي، نقلًا عن مصادر مطلعة، بأن "حزب الله" بات يملك مُسيّرات يصل مداها لأكثر من ألفي كيلومتر.
وأوضحت التقارير، أن مُسيّرات حزب الله "مرصاد 1 و2"، و"أيوب"، وهي مُسيّرة تطورت بشكل كبير وأصبحت هجومية بامتياز، قادرة على الوصول إلى مدى يصل إلى أكثر من 2000 كيلومتر، محملة بقنابل ذكية.
وتجدر الإشارة إلى أنه سبق لإسرائيل أن أقرت بنقل أسلحة من المخازن الأمريكية لديها إلى أوكرانيا، مبينة أن القرار أمريكي وليس إسرائيليًا.