أدى قصف قوات الاحتلال الإسرائيلي، لمخيمات النازحين بمحيط مكتب اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة، إلى استشهاد 22 فلسطينيًا وإصابة 65 آخرين على الأقل، الأمر الذي أثار حفيظة المنظمة التي ندّدت بالحادث، ومطالبة مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي إلى فتح تحقيق.
ويرى هشام مهنا، المتحدث اللجنة الدولية للصليب الأحمر، في تصريحات خاصة لموقع "القاهرة الإخبارية" أن نظام العمل الإنساني في غزة برمته وصل إلى مرحلة وشيكة على الانهيار في ظل استمرار الأعمال العدائية والعملية العسكرية للاحتلال الإسرائيلي في رفح، مشيرًا إلى محدودية المساعدات الإنسانية التي تدخل غزة في ظل غياب التدابير الأمنية الضرورية لضمان وصولها إلى القطاع.
مطالبة بتحقيق
ودعا مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، اليوم السبت إلى إجراء تحقيق في القصف الذي ألحق أضرارًا بمكتب اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة.
وكتب "بوريل" على موقع التواصل الاجتماعي "إكس": "يدين الاتحاد الأوروبي القصف الذي ألحق أضرارًا بمكتب اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة وأسفر عن استشهاد وإصابة العشرات. يجب إجراء تحقيق مستقل وينبغي محاسبة المسؤولين عنه". ولم تعلق اللجنة الدولية للصليب الأحمر على طلب التحقيق، أثناء حديثها مع موقع "القاهرة الإخبارية"، مشيرة إلى بيان جيش قوات الاحتلال إجراء تحقيق بشأن الحادث.
سقطت مقذوفات من العيار الثقيل، أمس الجمعة، على بُعد أمتار قليلة من المقرات التابعة للجنة الدولية للصليب الأحمر ومكتبها في مدينة رفح ومخيم سكني لموظفي اللجنة الفلسطينيون وأسرهم، وألحقت الضربة أضرارًا مادية بالمكتب المحاط بمئات النازحين الموجودين داخل الخيام.
ارتفاع عدد الضحايا
وذكر مهنا أنه: "تسبب الحادث في تدفق أعداد كبيرة من الضحايا إلى مستشفانا الميداني في رفح والموجود بالمنطقة نفسها، حيث استقبل على الأقل 22 شهيدًا إضافة إلى 65 مصابًا"، مشيرًا إلى وجود تقارير تفيد بوقوع ضحايا آخرين.
وصرّح "مهنا" أنه "يعرض الحادث المتمثل في إطلاق النار بشكل شديد الخطورة بمحاذاة المنشآت الإنسانية التي تحمل شارة الصليب الأحمر والمعروفة مواقعها لدى قوات جيش الاحتلال، حياة المدنيين وطواقم المنظمة إلى الخطر".
وأوضح "مهنا" أنها ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها طواقم الصليب الأحمر إلى خطر القصف، إذ جاء الحادث تباعًا لحوادث أخرى سابقة التي وقعت خلال الأيام الأخيرة، ففي وقت سابق أصابت عدة رصاصات مقرات اللجنة الدولية بما فيها مستشفاها الميداني.
واستنكر متحدث اللجنة الدولية للصليب الأحمر بأشد العبارات هذه الحوادث التي تعرض حياة العاملين في المجال الإنساني والمدنيين للخطر، مضيفًا أنه يجب على جميع أطراف النزاع اتخاذ كافة التدابير اللازمة والممكنة لتجنب وقوع ضرر بالمدنيين والإضرار بالمرافق الإنسانية بموجب القانون الدولي الإنساني.