الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

لإنهاء اتفاقهما الدفاعي.. أمريكا وكوريا الجنوبية تسابقان "عودة ترامب"

  • مشاركة :
post-title
تسعى كل من واشنطن وسول لإنهاء تجديد اتفاق يتعلق بالإنفاق الدفاعي

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

في الوقت الذي تخشى كوريا الجنوبية أن تؤدي فترة رئاسة أخرى لدونالد ترامب إلى تعقيد المحادثات بشأن تجديد الاتفاق المتعلق بالدفاع، تسعى كل من واشنطن وسول لإنهاء تجديد اتفاق يتعلق بالإنفاق الدفاعي.

ويحاول الكوريون الجنوبيون إنهاء الاتفاق مع إدارة بايدن لتجنب عملية مساومة قد تكون أكثر صعوبة إذا عاد دونالد ترامب إلى المكتب البيضاوي في عام 2025.

لذا، تضغط سول على واشنطن للقيام بتجديد مبكر لاتفاقية ثنائية لتقاسم التكاليف، تسمى "اتفاقية التدابير الخاصة (SMA)" والتي تساعد في دفع تكاليف القوات الأمريكية المتمركزة في كوريا الجنوبية، البالغ عددها 28 ألف جندي، لردع العدوان الكوري الشمالي المحتمل.

وتنتهي الاتفاقية الحالية في نهاية عام 2025، لكن احتمال عودة إدارة ترامب مرة ثانية لسدة الحكم، دفع سول إلى محاولة تحديث الصفقة في وقت أقرب.

من جانبها، اعترفت وزارة الخارجية الأمريكية بأن المحادثات جارية، حيث اختتمت الجولة الثالثة، الأربعاء الماضي، لكنها لم تذكر ما إذا كانت تهدف إلى تحديد موعد نهائي في نهاية العام.

لكن، حذّر مسؤولون أمريكيون سابقون من أن استراتيجية سول إذا فاز ترامب في نوفمبر المقبل "تخاطر بالانتقام"، وفق تعبير صحيفة "بوليتيكو".

بعيدًا عن ترامب

تلفت "بوليتيكو" إلى أنه في حال فشل المحادثات وعودة ترامب، قد يشمل ذلك أعباء مالية عقابية على كوريا الجنوبية، من شأنها أن تؤدي إلى توتر العلاقات بين سول وواشنطن وسط تصاعد التوترات الإقليمية مع كل من الصين وكوريا الشمالية.

وقد عبّر جنود كوريون شماليون إلى الأراضي الكورية الجنوبية ثلاث مرات في الشهر الماضي، حيث تسعى بيونج يانج إلى تحصين المنطقة المنزوعة السلاح.

أيضًا، يأتي ذلك في الوقت الذي تعمل فيه روسيا وكوريا الشمالية على تعميق علاقاتهما العسكرية. ففي وقت سابق من هذا الأسبوع، تعهد الزعيمان الروسي فلاديمير بوتين والزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون، بتقديم المساعدة العسكرية لبعضهما البعض، على الفور، في حالة تعرض بلديهما للغزو.

ويعود قلق كوريا الجنوبية لشكوى سابقة من ترامب، الذي قال إن سول "لا تدفع شيئًا تقريبًا" لتلك القوات، وأنه يتوقع منها أن تدفع المزيد.

وقال: "أريد أن تعاملنا كوريا الجنوبية بشكل لائق. لقد دفعنا بشكل أساسي مقابل الكثير من قواتها العسكرية مجانًا".

وأضاف لمجلة "تايم" في أبريل الماضي: "الآن، ربما بعد رحيلي، فإنهم يدفعون القليل جدًا".

ويتمثل هدف سول الآن في تجنب تكرار مفاوضات تجديد الاتفاق المؤلمة مع إدارة ترامب في عام 2020، والتي طالبت فيها الولايات المتحدة بزيادة هائلة في حصة كوريا الجنوبية من تلك التكاليف.

كان ترامب، خلال رئاسته، قدم طلبًا بأن ترفع سول مساهمتها السنوية في تقاسم التكاليف إلى 5 مليارات دولار، بدلًا من نحو 900 مليون دولار كانت تدفعها في السابق.

وقتها، ردت سول بالتباطؤ الدبلوماسي، على أمل التوصل إلى اتفاق أفضل إذا فاز بايدن بانتخابات عام 2020.

فكرة سيئة

نقلت الصحيفة عن فيكتور تشا، المدير السابق لمجلس الأمن القومي بشأن اليابان وكوريا، وصفه لمحاولات تسريع تجديد الاتفاق بأنها "فكرة سيئة".

وقال: "إذا فاز ترامب، فسوف يلغي الاتفاقية على الفور، لأن اتفاقية التحركات الصغيرة تسمح لأي من الطرفين بالتراجع مع إشعار مسبق". مشيرًا إلى أن ذلك "قد يؤدي ذلك إلى تعكير صفو العلاقات الثنائية في بداية تولي الإدارة الجديدة السلطة".

وأضاف: "سيغضب ترامب من كوريا الجنوبية إذا قاموا بتجديد الاتفاقية مبكرًا"؛ لافتًا إلى أن الجهود التي تبذلها سول قد تأتي بنتائج عكسية، من خلال فتح الباب أمام مطالب مالية عقابية أخرى إذا فاز ترامب في نوفمبر.

كما أشار مارك توكولا، نائب رئيس المعهد الاقتصادي الكوري الأمريكي، إلى أن "هناك طرقًا لا حصر لها يمكن للرئيس ترامب، في حالة انتخابه، أن يحاول جعل كوريا الجنوبية تدفع المزيد".

وأضاف توكولا، وهو مسؤول كبير سابق في الخارجية الأمريكية، إلى أن مطالبتهم -الكوريون- بدفع تكاليف المشاركة الأمريكية في التدريبات العسكرية المشتركة "هو أمر قد يتبادر إلى الذهن".