الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

نتنياهو وجالانت لا يعلمان شيئا.. هدنة غزة التكتيكية تشعل حربا في تل أبيب

  • مشاركة :
post-title
أطفال غزة - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - مازن إسلام

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي اليوم الأحد عن "وقف تكتيكي" لعدوانه العسكري على غزة للسماح بتوزيع المساعدات الإنسانية، لكنه شدّد على أنه لن يكون هناك توقف في القتال في مدينة رفح الفلسطينية وما حولها في جنوب القطاع.

وبدأت الهدنة، اليوم الأحد، وستقام يوميًا من الساعة 8 صباحًا حتى 7 مساءً (بتوقيت فلسطين) حتى إشعار آخر. وقال جيش الاحتلال إنه سيسمح للشاحنات بالتحرك من معبر كرم أبو سالم، نقطة الدخول الرئيسية للمساعدات الواردة إلى جنوب غزة، حتى طريق صلاح الدين وباتجاه الشمال.

وخصص جيش الاحتلال طريقًا من كرم أبو سالم إلى البيوك وإلى المستشفى الأوروبي في خان يونس ليكون مفتوحًا خلال النهار لنقل المساعدات الإنسانية فقط، مضيفًا أنه ستتم إدارته بالتنسيق مع المنظمات الدولية، في إطار الجهود الرامية إلى زيادة حجم المساعدات التي تصل إلى غزة.

ورحّب مدير شؤون الأونروا في غزة، سكوت أندرسون، بـ"الهدنة التكتيكية"، وقال لشبكة CNN الأمريكية: "نأمل بشدة أن يسمح لنا هذا التوقف الطويل كل يوم بالتحرك بحرية ذهابًا وإيابًا".

جالانت لا يعلم شيئًا

وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، اليوم الأحد، أن وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف جالانت، لم يكن على علم مسبق بقرار الجيش "الهدنة التكتيكية" التي أعلن عنها جيش الاحتلال صباح اليوم في جنوب غزة.

نتنياهو يرفض

وقال مصدر دبلوماسي إنه عند سماع الإعلان الأولي للجيش، اتصل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بسكرتيره العسكري و"أوضح له أن هذا غير مقبول بالنسبة له"، بحسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".

وقال نتنياهو، في جلسة الحكومة، اليوم الأحد، إن "إسرائيل دولة لديها جيش وليس العكس"، مضيفًا أن "قرارات غير مقبولة اتُّخذت على المستوى العسكري، وسيتم التحقيق بشأن صدور قرار الهدنة التكتيكية دون التنسيق مع المستوى السياسي".

ومضى بالقول: "نحن في حرب متعددة الجبهات.. وأهدافنا في جنوب القطاع لم تتغير"، في إشارة إلى استمرار القتال ضد حماس في غزة.

وأضاف المصدر للصحيفة العبرية: "بعد التحقيق، أُبلغ رئيس الوزراء بأنه لم يطرأ أي تغيير على سياسة الجيش الإسرائيلي وأن القتال في رفح مستمر كما هو مخطط له".

بينما أكد موقع "والا" الإسرائيلي أن نتنياهو كان على علم بوقف إطلاق النار الإنساني الذي أعلنه جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، ووصفه بأنه "يكذب كعادته".

بن جفير ينتقد متخذ القرار

انتقد إيتمار بن جفير، وزير الأمن الإسرائيلي، اليوم الأحد، إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي "هدنة تكتيكية" في جنوبي قطاع غزة خلال ساعات محددة من النهار بهدف إدخال المساعدات الإنسانية.

ونقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، عن بن جفير قوله، إن من اتخذ قرار تلك الهدنة هو "أحمق ولا ينبغي أن يبقى في منصبه".

وتابع: "للأسف، لم يتم عرض هذه الخطوة على مجلس الوزراء، وهي تتعارض مع قراراته، لقد حان الوقت للخروج من المفهوم الأمني الذي عفا عليه الزمن قبل 7 أكتوبر الماضي ووقف النهج المجنون والواهم الذي لا يجلب لنا إلا المزيد من القتلى".

سموتريتش ينتقد إدخال المساعدات

فيما هاجم وزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريش ما أسماه "الإعلان الوهمي" الصادر عن جيش الاحتلال الإسرائيلي، وادعى أن "المساعدات الإنسانية" التي تستمر في الوصول إلى حماس تبقيها في السلطة وقد تضيع إنجازات الحرب.

ورأى سموتريش أن الطريقة التي تدار بها الجهود الإنسانية في قطاع غزة، والتي في إطارها تذهب المساعدات إلى حد كبير إلى حماس وتساعدها على الاحتفاظ بالسيطرة المدنية على القطاع في تناقض مباشر مع أهداف الحرب، مضيفا أنه حذر من أن "هذا هو أحد أسباب استمرار الحرب والفشل الاستراتيجي المدوي للمجهود الحربي".

وانتقد وزراء وناشطون من اليمين المتطرف إيصال المساعدات الإنسانية إلى القطاع طالما استمرت حماس في احتجاز الرهائن الذين احتجزتهم خلال 7 أكتوبر.

أزمة إيصال المساعدات

يأتي توزيع المساعدات التي أعلنت عنها إسرائيل اليوم في الوقت الذي يحتفل فيه المسلمون في غزة بعيد الأضحى بقليل من الطعام، على حد وصف شبكة "سي إن إن" الأمريكية. 

بينما تحدثت منظمات حقوق الإنسان عن "الظروف المستحيلة" التي يعيش فيها الشعب الفلسطيني في غزة بعد ثمانية أشهر من القصف الإسرائيلي الغاشم، مع نزوح أكثر من 75٪ من السكان. 

وأسفر العدوان الإسرائيلي على غزة عن سحق الأحياء وتدمير البنية التحتية الصحية، فضلا عن استنزاف إمدادات الغذاء والمياه والوقود.

وقالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، إن أكثر من 50 ألف طفل في غزة يحتاجون الآن إلى علاج من سوء التغذية الحاد، مضيفة أنه "مع استمرار القيود المفروضة على وصول المساعدات الإنسانية، لا يزال الناس في غزة يواجهون مستويات يائسة من الجوع". 

وتقول الوكالات الإنسانية إن الطرق البرية هي الطريقة الأسرع والأكثر فعالية لإيصال المساعدات إلى غزة على نطاق واسع، ولكن حتى عندما تعبر المساعدات إلى غزة، هناك مشكلات متعددة تتعلق بتوزيعها في جميع أنحاء غزة، لأن القوافل تتطلب موافقة إسرائيلية، والعديد من الطرق تتعرض لأضرار بالغة ويشكل الأمن تحديًا في كثير من الأحيان.