الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

الغرب يفرض عقوبات.. وموسكو تلجأ إلى اليوان لمواجهة الدولار واليورو

  • مشاركة :
post-title
الروبيل الروسي والدولار الأمريكي - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

في خطوة تعكس حدة التوترات بين روسيا والغرب بعد الحرب في أوكرانيا، يبدو أن موسكو تسعى لتعزيز علاقاتها الاقتصادية مع الصين وإضعاف دور العملات الغربية لصالح اليوان الصيني، وفقًا لما ذكرته صحيفة "نيوزويك" الأمريكية.

مصير اليورو والدولار في روسيا

أعلن البنك المركزي الروسي، في بيان، أن "معدل صرف اليوان/الروبل سيحدد مسار أزواج العملات الأخرى، وسيصبح معيارًا للمشاركين في السوق".

وجاء البيان بعد يوم متقلب شهد فيه سوق موسكو للصرف الأجنبي تعليق التداول بالدولار واليورو، إثر حزمة جديدة من العقوبات الأمريكية الرامية إلى إحباط الجهود الروسية في أوكرانيا.

تغيير عملة التسويات

وأشار البنك المركزي الروسي إلى أن "دور الدولار الأمريكي واليورو في السوق الروسية انخفض بشكل متسق على مدى السنتين الماضيتين"، بحسب ما نقلته صحيفة "نيوزويك" عن صحيفة "فيدوموستي" الروسية للأعمال.

ويُعزى ذلك، وفقًا للبنك المركزي، إلى "إعادة توجيه تدفقات التجارة نحو الشرق وتغيير عملة التسويات إلى الروبل واليوان وعملات البلدان الصديقة الأخرى"، في إشارة إلى الدول التي لم تنضم إلى العقوبات الغربية ضد روسيا.

التحول نحو الصين اقتصاديًا

كما أعلن البنك المركزي الروسي أيضًا تعليق التداول بدولار هونج كونج، لارتباطه بالدولار الأمريكي.

ورغم حيادها الرسمي تجاه الحرب الروسية الأوكرانية، زادت الصين بشكل كبير من تجارتها مع روسيا، لتصل في عام 2023 إلى رقم قياسي بلغ 240 مليار دولار، في حين واصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الترويج لتحول بلاده بعيدًا عن النظام المالي العالمي الذي تهيمن عليه الدول الغربية.

دور محوري لليوان في التداول

وأضاف بيان البنك المركزي أن "حصة اليوان في التداول في بورصة موسكو بلغت 54% في الشهر الماضي، ما جعله العملة الرئيسية في تداول العملات الأجنبية".

في المقابل، يتراوح حجم التداول اليومي للدولار مقابل الروبل في بورصة موسكو نحو مليار روبل (11 مليون دولار)، بينما يتراوح التداول لليورو مقابل الروبل نحو 300 مليون روبل (3 ملايين دولار)، وهو أقل بكثير من حجم التداول اليومي لليوان مقابل الروبل الذي يتجاوز بانتظام 8 مليارات روبل (90 مليون دولار)، وفقًا لما ذكرته شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية.

إجراءات بديلة

في وقت سابق، علقت بورصة موسكو التداول بالدولار واليورو بعد أن أصدر مكتب مراقبة الأصول الأجنبية الأمريكية تفاصيل حزمة العقوبات الأخيرة التي استهدفت البنوك الروسية، التي تعمل كوسيطة في تداول الدولار في سوق الصرف الأجنبي الروسي.

وهذا يعني أن البنوك والشركات والمستثمرين لن يتمكنوا من تداول أي من العملتين عبر بورصة مركزية، وسيضطرون بدلًا من ذلك إلى الاعتماد على الصفقات فوق المنصة التي تتم مباشرة بين طرفين.

ستدخل العقوبات الجديدة حيز التنفيذ بالكامل في 13 أغسطس، رغم أنه لا يزال بإمكان الشركات والأفراد شراء وبيع اليورو والدولار من خلال البنوك. في غضون ذلك، أكد البنك المركزي أن جميع الودائع بالعملات الأجنبية "ستظل آمنة".