الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

وسط مخاوف من عودة ترامب.. "مجموعة السبع" توافق على دعم طويل الأمد لأوكرانيا

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الأمريكي جو بايدن ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

نجح الرئيس الأمريكي جو بايدن، في إقناع زملائه في مجموعة السبع، بتأمين دعم طويل الأمد لأوكرانيا، خلال قمتهم الحالية في إيطاليا، والتي خيم عليها القلق من الانتخابات الرئاسية الأمريكية، والتي قد تنذر بتحول في الموقف الأمريكي، في حالة فوز الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.

واتفق زعماء مجموعة السبع، أمس الخميس، خلال قمتهم في إيطاليا، على قرض جديد لأوكرانيا بقيمة 50 مليار دولار، باستخدام فوائد الأصول الروسية المجمدة، وفق ما أعلن مسؤول أمريكي.

وقال المسؤول الرفيع في إدارة بايدن: "توصلنا إلى تفاهم سياسي على أعلى المستويات بشأن هذا الاتفاق. وسيتم تخصيص 50 مليار دولار هذا العام لأوكرانيا".

وكانت دول الاتحاد الأوروبي أقرت، مطلع مايو، اتفاقاً لاستخدام عائدات الأصول الروسية المجمدة لتسليح أوكرانيا، وهو مصدر قد يدر 2.5 إلى 3 مليارات يورو سنويا.

ودفعت الولايات المتحدة مجموعة السبع نحو استخدام الفوائد على 300 مليار يورو من أصول البنك المركزي الروسي المجمدة في الاتحاد الأوروبي والدول السبع لضمان قروض لأوكرانيا.

ووقع بايدن اتفاقية أمنية ثنائية مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في إيطاليا، أمس الخميس. وقال بايدن خلال المؤتمر الصحفي مع زيلينسكي، إن هذه بشكل جماعي مجموعة قوية من الإجراءات، وستخلق أساسًا أقوى لنجاح أوكرانيا.

وبينما كان بايدن يضع اللمسات الأخيرة على اتفاقياته في إيطاليا، كان ترامب يجتمع مع الجمهوريين في الكابيتول هيل، حيث أوضح مرة أخرى أنه لا يريد رؤية تدفق مساعدات أخرى بقيمة 60 مليار دولار إلى أوكرانيا، وفقًا لشخص مطلع على تعليقاته، ونقلت عنه شبكة "سي. إن. إن" الإخبارية الأمريكية.

وسبق أن صرح ترامب، بأنه لو كان رئيسًا، لما كانت الحرب في أوكرانيا مستمرة. وبسبب معارضته للمساعدات الإضافية لكييف، وتشككه العلني في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، قد يمزق ترامب الاتفاق الثنائي الذي وقعه بايدن مع زيلينسكي، إذا عاد الرئيس السابق إلى منصبه.

ونقلت "سي. إن. إن" ما قاله جون بولتون، مستشار الأمن القومي السابق لترامب، إنه "إذا تم تنصيب ترامب ظهر يوم 20 يناير من العام المقبل، فبحلول الساعة الخامسة بعد الظهر تقريبًا، كان بإمكانه حل هذه الاتفاقية برمتها".

وستكون مثل هذه الخطوة متوافقة مع قرارات ترامب خلال فترة ولايته السابقة بالتخلي عن اتفاقيات السياسة الخارجية، التي تفاوض عليها سلفه الديمقراطي، بما في ذلك اتفاق باريس للمناخ والاتفاق النووي الإيراني.

وحسب الشبكة الأمريكية، لدى قليل من الدبلوماسيين الأوروبيين، الأمل في تغيير التكتيك للمرة الثانية. ولا تزال ذكريات تلك السنوات ماثلة في الأذهان لدى بعض قادة مجموعة السبع، وقد ساعدت في تعزيز الحاجة الملحة إلى إيجاد طرق لتوجيه الدعم إلى أوكرانيا في قمة هذا العام، قبل عودة ترامب المرتقبة.

ولفتت "سي. إن. إن" إلى أن الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة ساعدت في خلق قوة دافعة لوضع اللمسات الأخيرة على خطة نوقشت منذ فترة طويلة لمنح أوكرانيا قرضًا بقيمة 50 مليار دولار باستخدام الفوائد المكتسبة من الأصول الروسية المجمدة.

وأوضحت الشبكة أن الدبلوماسيين الأمريكيين والأوروبيين يعملون على دراسة الجوانب الفنية لمثل هذا الاقتراح منذ أشهر، مشيرة إلى أن المسؤولين الأوروبيين كانوا مترددين في البداية، مما أثار مخاوف من احتمال تعرضهم لمخاطر إذا فشلت أوكرانيا في سداد القرض، أو حققت الاستثمارات أرباحًا أقل، أو تم تسليم الأصول إلى روسيا كجزء من اتفاق سلام.

ومع ذلك، مع حالة عدم اليقين التي تحيط بأي دعم أمريكي في المستقبل، بدا أن الوقت المناسب للتحرك قصير، وحقيقة أن الخلافات قد تم حلها خلال انتخابات أمريكية ساخنة، حيث يعارض أحد المرشحين علناً تقديم المزيد من المساعدات لأوكرانيا، لم تغب عن ذهن العديد من المفاوضين.

وكان هناك اعتراف مشترك هنا في بوليا من قبل جميع أعضاء مجموعة السبع بأن الوضع في ساحة المعركة لا يزال صعبا، وأنه إذا استمرت الحرب، فإن أوكرانيا ستظل بحاجة مالية كبيرة في العام المقبل وما بعده، وأن "هذه القمة هي أفضل فرصة لنا". وقال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية: "يجب أن نعمل بشكل جماعي لسد الفجوة".

وحسب المسؤولين، كما نقلت عنهم "سي إن إن"، ستتلقى أوكرانيا الدفعات الأولى من المخطط في وقت ما من هذا العام، لكنها ستحتاج إلى وقت إضافي لاستخدام كل الأموال المرسلة. وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين: "إنها رسالة قوية للغاية للتأكد من أننا لا ندفع ثمن الأضرار الروسية، بل روسيا هي التي يجب أن تدفع".