الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

أمراض وجفاف.. سياسة الأرض المحروقة تجرّف آبار الحياة للفلسطينيين

  • مشاركة :
post-title
عائلات فلسطينية تبحث عن المياه في كل مكان

القاهرة الإخبارية - مصطفى لبيب

بجانب القصف العشوائي الذي دمر العائلات وشتت الأسر، والقتل الممنهج الذي يستهدف المدنيين العزّل، وبخلاف سلاح الجوع الذي يستخدمه الاحتلال للضغط على الفصائل الفلسطينية والتعنت في إدخال المساعدات الغذائية، باتت مياه الشرب أزمة خانقة تضرب الفلسطينيين الذين يعيشون في ملاجئ ومخيمات بقطاع غزة.

وتعرض مئات الآلاف من الفلسطينيين للتهجير من منازلهم التي قصفها الاحتلال ودمر نصفها في جميع مدن غزة بحسب الأمم المتحدة، الأمر الذي دفعهم للجوء إلى مدينة رفح الفلسطينية التي من المفترض أن تكون آمنة، إلا أن استمرار الاحتلال في قصفها جعل أكثر من مليون فلسطيني يتركون الملاجئ المؤقتة مرة أخرى وباتوا يقيمون في خيام بالشوارع.

الأرض المحروقة

وأصبح هؤلاء الفلسطينيون يكافحون من أجل البحث عن المتطلبات الضرورية للحياة مثل الماء الذي بات أزمة كبيرة بالنسبة لهم بحسب رويترز، والذي يستخدمونه للشرب أو الطهي أو الاغتسال أو غسيل الملابس، وذلك عقب تجريف الاحتلال لمخيف جباليا بالكامل.

وعلى مدار 20 يومًا، عاث جيش الاحتلال تخريبًا وتدميرًا في مخيم جباليا، مستخدمًا سياسة الأرض المحروقة، ما تسبب في استشهاد وجرح المئات، ونزوح قسري لنحو 200 ألف فلسطيني، وتدمير مربعات سكنية كاملة، وحرق وقصف المنشآت العامة والخدمية، وبدا المشهد من هوله وكأن المنطقة تعرضت لزلزال مدمر.

تجريف الآبار جعل الأهالي يسيرون ساعات للحبث عن مياه
تجريف الآبار

وأكد الفلسطينيون، وفقًا لـ"رويترز" أنهم اكتشفوا تجريف جميع الآبار في المخيم، ولم يبق بئر ماء واحد، والتي كانت تساعدهم على احتياجاتهم، مشيرين إلى أنهم يستغرقون ما يزيد على ساعتين سيرًا على الأقدام على أمل العثور على نقاط لتوزيع المياه بين الأنقاض والمنازل المدمرة.

وفي مناطق أخرى قام الفلسطينيون بحفر آبار في مناطق مدمرة بالقرب من البحر بعد أن لجأوا إليه بسبب القصف العشوائي، أو الاعتماد على مياه الصنبور المالحة المتواجدة في طبقة المياه الجوفية الوحيدة في غزة، والتي بحسب الأمم المتحدة باتت ملوثة بمياه البحر ومياه الصرف الصحي.

أمراض وجفاف

من جانبها حذرت كاثرين راسل، المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونيسيف، من اضطرار العائلات والأطفال إلى استخدام المياه من مصادر غير آمنة شديدة الملوحة أو التلوث، مشيرة إلى أنه بدون مياه صالحة للشرب، سيموت عدد أكبر من الأطفال بسبب الحرمان والمرض في الأيام المقبلة.

ويعاني الأطفال في قطاع غزة بحسب الأهالي من التهاب الكبد الذي يسبب اصفرار العين والالتهابات المعوية، وكشفت نبال فرسخ، مسؤولة الإعلام بالهلال الأحمر الفلسطيني، عن أرقام صادمة في حياة سكان ونازحي قطاع غزة، مشيرة إلى أن هناك مئات الآلاف من الأطفال في غزة يعانون ظروفًا غير صحية بسبب الحرب الإسرائيلية على القطاع.

وأوضحت أن ارتفاع درجات الحرارة يضاعف المأساة الإنسانية على الأطفال ويعرضهم للجفاف، مضيفة أن هناك 33 حالة وفاة غالبيتهم من الأطفال جراء سوء التغذية والمجاعة في قطاع غزة، و14 مستشفى في قطاع غزة تعمل بشكل جزئي وغير قادرة على استيعاب المرضى والجرحى، وهناك بعض المستشفيات في غزة اضطرت لإعادة استخدام الأدوات الطبية.