الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

طموح "جانتس" في رئاسة حكومة الاحتلال.. هل انتهى "نتنياهو"؟

  • مشاركة :
post-title
بيني جانتس وبنيامين نتنياهو

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

منذ الزيارة التي أعلن فيها الوزير في حكومة الحرب الإسرائيلية، بيني جانتس، الخروج عن طوع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بزيارة واشنطن دون إذنه في مارس الماضي، وقد اتسع تصدع العلاقة بين الاثنين، حتى أعلن الأول استقالته، ما يطرح سؤالًا حول طموح الأول في خلافة الثاني على رأس حكومة الاحتلال.

شعبية جانتس

ورأت شبكة "سي إن إن" الأمريكية أن قرار جانتس سيترك حكومة الحرب، التي تم تشكيلها بعد أربعة أيام من 7 أكتوبر، دون تمثيل من أي حزب آخر غير حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو.

وأظهر استطلاع نشرته صحيفة "معاريف" الإسرائيلية الجمعة الماضي أن نسبة التأييد لـ"جانتس" تبلغ 42% مقابل 34% لنتنياهو.

وبعد هجوم أكتوبر الماضي على إسرائيل، انضم حزب جانتس إلى حكومة الطوارئ، بعد تجربته كرئيس سابق للأركان العسكرية، ووزير دفاع سابق، ما وضعه كشخصية معارضة شعبية يُنظر إليه على أنه مستقبل محتمل كرئيس للوزراء.

إيتمار بن جفير الوزير الإسرائيلي المتطرف في إحدى جلسات الكنيست الإسرائيلي
حكومة غير الأكفاء

وكتب ألون بينكاس، الدبلوماسي الإسرائيلي السابق، في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية: "لقد انضم جانتس إلى الحكومة بعد أربعة أيام من 7 أكتوبر من أجل موازنة الأمور مع اليمين المتطرف، ومنع اتخاذ قرارات متهورة، وفي رأيي، كان هو الشخص البالغ المسؤول في حكومة مليئة بالأشخاص غير الأكفاء".

وقال "بينكاس"، "إنه مع استمرار الحرب، ومع عدم قدرة السكان النازحين في شمال إسرائيل على العودة إلى ديارهم وبقاء الرهائن محتجزين في غزة، ربما أدرك جانتس أنه سيفقد شعبيته بالبقاء في الحكومة".

وكتب بنكاس: "كلما طالت مدة بقاء جانتس في الحكومة، أصبح أضعف، وكانت مواقفه متطابقة مع مواقف رئيس الوزراء، وخسر الطرفان أكثر، وسيعود اليمينيون إلى ديارهم وسيبحث الوسطيون عن خيارات أخرى".

مواجهة نتنياهو

وذكرت "نيويورك تايمز" أنه بعد أن عزل جانتس نفسه من حكومة الحرب، فإن قدرته على ممارسة التأثير على الحرب ستكون محدودة، لكنه يسمح له بتصوير نفسه على أنه الشخص الذي وقف في وجه نتنياهو قبل أي انتخابات مستقبلية، ومع ذلك، فقد قال نقاد جانتس "إنه كان يجب أن يتخذ هذه الخطوة قبل أشهر".

ورفض نتنياهو وجهة نظر إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، بأن السلطة الفلسطينية يجب أن تساعد في إدارة غزة، وهو موقف يتبناه جانتس والذي لم يتبن علنًا اقتراح وقف إطلاق النار الذي أقره بايدن، وهو الاقتراح الذي قال المسؤولون الإسرائيليون عمومًا إنه يتطابق مع اقتراح تقبله حكومة الحرب.

وكان جانتس من بين أبرز الأصوات التي تضغط من أجل التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح المحتجزين وتحقيق وقف لإطلاق النار، وقد ساعدت مواقفه الأكثر اعتدالًا في تعزيز مصداقيته دوليًا.

بيني جانتس الوزير المستقيل في حكومة الحرب بدولة الاحتلال
خطوة محفوفة بالمخاطر

وقال محللون إن رحيل جانتس قد يشجع الوزراء اليمينيين المتطرفين في ائتلاف نتنياهو، بقيادة إيتمار بن جفير وبتسلئيل سموتريتش، الذين هددوا بإسقاط الحكومة إذا مضى رئيس الوزراء قدمًا في أحدث اقتراح لوقف إطلاق النار، وبعد إعلان جانتس، قال المتطرف "بن جفير"، وزير الأمن القومي، على وسائل التواصل الاجتماعي، إنه يطالب بإضافته إلى حكومة الحرب بديلًا لـ"جانتس".

ووصف ناتان ساكس، مدير مركز سياسة الشرق الأوسط في معهد بروكينجز، قرار جانتس بأنه "خطوة محفوفة بالمخاطر"؛ أدت إلى إزاحة الأصوات المعتدلة من حكومة نتنياهو.

وأضاف "ساكس"، "إنه يقوي يد اليمين المتطرف، وأن هذا قد يضعف فرصة التوصل إلى اتفاق داخل حكومة الحرب لتحرير المحتجزين.. لقد خرج الآن صوتان مهمان لصالح الاتفاق".

زيارة جانتس لأمريكا

وأثارت زيارة جانتس إلى الولايات المتحدة، مارس الماضي، دون إذن من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، انتقادات من حزب الليكود بزعامة نتنياهو، في وقت تتزايد فيه التوترات بين واشنطن وحكومة نتنياهو، خاصة فيما يتعلق بالحرب الإسرائيلية على غزة، ومع تراجع شعبية نتنياهو، وفق صحيفة "ميديا ​​لاين" الأمريكية.

وقال أورييل أبولوف، أستاذ السياسة المساعد في جامعة تل أبيب: "يحاول جانتس اتخاذ موقف أكثر استقلالية تجاه نتنياهو، وأعتقد أن نتنياهو يشعر بذلك، لكنني لا أعتقد أن جانتس يتمتع بالشجاعة الكافية للتوجه مباشرة ضد نتنياهو".

وقال أبولوف: "بالنسبة لجانتس، هذه طريقة لإظهار بعض الشخصية المستقلة، وهو على الأرجح أقصى ما يمكن أن نتوقعه في هذه المرحلة، إنه يخبرنا أن الإدارة هي التي تحاول سحب جانتس إلى مدار ما قد يؤدي في النهاية إلى انتخابات مبكرة".

وقال جدعون رهط، رئيس قسم العلوم السياسية في الجامعة العبرية الإسرائيلية، لصحيفة "ميديا ​​لاين": "يتمتع جانتس بشعبية كبيرة ويحصل على الكثير من الدعم في الرأي العام، كما أن حزبه قوي جدًا أيضًا، إنه يتحدى نتنياهو".