الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

استقالة جانتس وآيزنكوت.. حكومة الحرب الإسرائيلية في مهب الريح

  • مشاركة :
post-title
بيني جانتس وبنيامين نتنياهو

القاهرة الإخبارية - محمد أبوعوف

ليس وقت الانسحاب من المعركة".. بهذه الجملة انتقد رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قرار استقالة عضو حكومة الحرب الإسرائيلية، بيني جانتس، ووصفها بالممارسات التافهة، وأكد رفضه التنازل عن تحقيق أهداف الحرب على غزة، وبالتوازي مع استقالة "جانتس" أعلن الوزير جادي آيزنكوت استقالته من حكومة الطوارئ في ذات الليلة.

ما هو مجلس الحرب الإسرائيلي؟

يُعد مجلس الحرب الإسرائيلي هيئة سياسية وأمنية معنية باتخاذ القرارات السياسية في وقت اندلاع الحرب، ويتآلف المجلس، الذي تشكل في أعقاب عملية " طوفان الأقصى"، من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع يوآف جالانت ورئيس هيئة الأركان السابق بيني جانتس، و قائد الأركان السابق جادي آيزنكوت ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، ويختص المجلس بإدارة سير العمليات العسكرية في غزة.

حكومة الحرب
المنسحبون من مجلس الحرب

بيني جانتس: ولد في عام 1957 والتحق بجيش الاحتلال الإسرائيلي عام 1977 حتى صار قائدًا لأركان الجيش وصاحب خبرة عسكرية كبيرة وارتفعت أسهم حزبه الجديد في استطلاعات الرأي، واستطاع جذب الكثير من الناخبين الإسرائيليين الذين يتطلعون إلى التغيير، ويمثل خطرًا وكابوسًا لنتنياهو خصوصًا بعد دخوله المشهد السياسي.

جادي آيزنكوت:ولد عام 1960 والتحق بجيش الاحتلال عام 1978 وتقلد منصب رئيس الأركان، ودخل عالم السياسة 2022 ثم انتخب عضوًا بالكنيست وجرى اختياره عضوًا في حكومة الحرب التي تشكلت بعد طوفان الأقصى 2023، ومعروف بمعارضته السياسية لرئيس حكومة إسرائيل، بنيامين نتنياهو.

جانتس وآيزنكوت
تأثير الاستقالة

متابعة لهذه التطورات، قال الباحث السياسي الدكتور بشير عبدالفتاح، إن استقالة جانتس وآيزنكوت بمثابة زلزال يضرب تل أبيب بقوة تتجاوز الـ 7 درجات "على مقياس ريختر"، خصوصًا أن حكومة بنيامين نتنياهو كانت تعاني من التخبط وعدم الاستقرار منذ بدء عدوانها على قطاع غزة في 7 أكتوبر الماضي؛ بسبب الاختلاف في وجهات النظر فيما يخص سريان العمليات الحربية واليوم التالي.

ويلفت "عبدالفتاح" في حديثه لـ "القاهرة الإخبارية"، إلى أنّ بيني جانتس، من ضمن وزراء حكومة الحرب الذين كانوا يصرون على ضرورة وجود خطة لليوم التالي، بينما كان تركيز حكومة نتنياهو على الإبادة الجماعية والقتل والانتقام.

وأشار إلى أنّ الخلافات داخل حكومة الحرب، وصلت لذروتها وتسببت في تعرية نتنياهو، والخلافات لا تتعلق فقط بالحرب على غزة بل ثمة بؤر توتر، أبرزها اشتعال جبهة جنوب لبنان والتهديدات المتبادلة بين حكومة نتنياهو وقيادات حزب الله اللبناني، وإمكانية تأجيج مواجهة مباشرة على شريط الحدود "اللبنانية - الإسرائيلية"، فضلًا عن خطة الرئيس الأمريكي التي تطالب بوقف إطلاق النار في غزة.

وأضاف في حديثه أن هناك تيارًا داخل الحكومة، يرى أن إسرائيل أصبحت منبوذة ومدانة من محكمة العدل الدولية والجنائية الدولية والأمم المتحدة، فيما حقق الفلسطينيون انتصارات كبيرة، أبرزها الاعتراف بدولتهم من قبل دول كثيرة حول العالم، بينما يرى تيار آخر يترأسه نتنياهو وبن جفير وسموتريتش بضرورة مواصلة الحرب باعتبارها السبيل الأبرز من أجل القضاء على حماس واستعادة المحتجزين.

نتنياهو لن يتأثر

من جهته، تحدث أمين سر حركة فتح بهولندا، زيد تيم، عن نظرته لاستقالة جانتس بهذا الوقت وتداعياتها على استقرار الوضع في إسرائيل، ويعتقد أن الاستقالة لن تغير كثيرًا، خصوصًا أن "جانتس" يعد ورقة في يد الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن نتنياهو لن يتأثر باستقالته لأن استراتيجيته هي استمرار حرب الإبادة في قطاع غزة.

وفي حديثه لـ "القاهرة الإخبارية"، أكد "تيم"، أنه رغم وضع جانتس شروطًا بعينها من أجل إجراء انتخابات مبكرة، فإنه ارتكب جرائم إبادة، موضحًا أن جميعهم لن يقبلوا التفاوض والهدنة الدائمة.

وذكر أمين سر حركة فتح بهولندا، أنّ واشنطن تفاهمت مع جانتس، وينفذ ما تمليه عليه، على عكس نتنياهو الذي فشلت أمريكا في إيقافه والتصدي لحرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها داخل قطاع غزة.

لكن "تيم" يلفت إلى أن هذه الحكومة بيمينها ويسارها تتبنى نفس الفكر الدموي لم تقدم للعالم سوى القتل، ولا تتطلع للمستقبل، وكل ما كسبه الاحتلال الإسرائيلي سقط في الساحات الدولية ومُعاداة شعوب العالم، خصوصًا أن أمريكا تخلق المبررات وتحميه.