نجحت شركة "سبيس إكس" في إطلاق المركبة الفضائية "ستارشيب" - المصممة لإجراء رحلات إلى القمر والمريخ - في رحلة الاختبار الرابعة من منشأة ستاربيس التابعة للشركة في ولاية تكساس جنوب الولايات المتحدة، وهو أقوى صاروخ تم بناؤه على الإطلاق، بحسب شبكة "سي إن إن" الأمريكية.
وأقلع الصاروخ، صباح اليوم، بالقرب من قرية بوكا تشيكا، وأنجز رحلة الاختبار للمرة الأولى، وعاد إلى الأرض حيث سقط في المحيط الهندي،على عكس التجارب الثلاث الأولى للشركة التي أسفرت عن تحطم الصواريخ قبل إنجاز رحلاتها.
ويتضمن نظام إطلاق ستارشيب Starship المركبة الفضائية العلوية ومعزز الصواريخ المعروف باسم Super Heavy، ومن بين محركات الصاروخ البالغ عددها 33 محركًا، أضاء 32 محركًا في أثناء الإطلاق، وفقًا لبث مباشر لشركة سبيس إكس على موقع "إكس".
تفاصيل الإطلاق
ارتفع الصاروخ عبر مراحل متعددة خلال الإطلاق التجريبي، بما في ذلك بقاء كبسولة ستارشيب عند العودة مرة أخرى في أثناء عبورها الغلاف الجوي للأرض، وبعد انفصاله عن المركبة الفضائية، نجح الصاروخ "سوبرهيفي" Super Heavy لأول مرة في تنفيذ الهبوط وتحطم في خليج المكسيك بعد نحو ثماني دقائق من الإطلاق.
وفي الوقت نفسه، نجحت كبسولة ستارشيب في تحقيق الدخول المداري، وبعد نحو 50 دقيقة من الإطلاق بدأت المركبة الفضائية رحلة العودة المتحكم بها من الأرض، كان يمكن رؤية ألوان مختلفة حول المركبة ناتجة عن مواجهة درعها الحراري لدرجات الحرارة المرتفعة في غلاف الأرض الجوي.
وفي النهاية، سقطت المركبة الفضائية وحققت هبوطها المتوقع في المحيط الهندي.
ونشر إيلون ماسك، مؤسس شركة سبيس إكس، عبر حسابه على موقع إكس - الذي يملكه أيضًا - منشورًا قال فيه: "على الرغم من فقدان العديد من الأجزاء، تمكنت المركبة الفضائية من الهبوط بسلاسة في المحيط! تهانينا لفريق سبيس إكس على الإنجاز الملحمي!!".
المركبة الفضائية ستار شيب تم طلاؤها بنحو 18 ألف قطعة من السيراميك السداسي خفيف الوزن، التي تم تصميمها لحماية المركبة في أثناء العودة، ودخولها للمجال الجوي للأرض.
وكتب بيل نيلسون، مدير وكالة ناسا للفضاء، على موقع إكس أيضًا احتفالًا بالرحلة: "تهانينا لسبيس إكس SpaceX على رحلة ستارشيب التجريبية الناجحة هذا الصباح! نحن نقترب خطوة أخرى من إعادة البشرية إلى القمر، ثم نتطلع إلى المريخ".
ويأتي اختبار الصاروخ بعد يوم واحد من إطلاق بوينج - منافس سبيس إكس في برنامج ناسا للصواريخ التجارية - أول مهمة مأهولة لـ"Starliner"، التي تحمل اثنين من رواد فضاء ناسا المخضرمين إلى محطة الفضاء الدولية.
لكل رحلة من رحلات ستارشيب التجريبية أهداف مختلفة تعتمد على الدروس المستفادة، التي يتم تحديدها خلال الرحلة السابقة، فقد أجرى فريق العمل ترقيات للبرامج والأجهزة لنظام الإطلاق لدمج الدروس المستفادة من الرحلة الثالثة.
ووفقًا لبيان شركة سبيس إكس: "استهدفت الرحلة الرابعة لمركبة ستارشيب إلى تقريب الإنسانية من المستقبل، نواصل تطوير مركباتنا بسرعة، ونضع أجهزتنا في بيئة الطيران القاسية، للتعلم في أسرع وقت، بينما نبني نظام نقل قابل لإعادة الاستخدام بالكامل مصمم لنقل الطاقم والبضائع إلى مدار الأرض والقمر والمريخ وما بعده".
ثلاث محاولات فاشلة
انتهت المحاولتان الأوليتان لإيصال المركبة الفضائية إلى السرعات المدارية في عام 2023 بانفجار المركبة، إذ اشتعلت النيران في المركبة الفضائية والصاروخ قبل الوصول إلى مواقع الهبوط المقصودة.
وحققت الرحلة التجريبية الثالثة، التي استغرقت ما يقرب من ساعة، التي أجريت مارس الماضي، العديد من الإنجازات قبل أن تتحطم بعد العودة إلى الغلاف الجوي، بدلًا من السقوط في المحيط الهندي.
وأوضح إيلون ماسك في مقابلات سابقة أن الهدف الأساسي من ستارشيب وضع الإنسان على كوكب المريخ للمرة الأولى.
واختارت وكالة ناسا المركبة الفضائية ستارشيب للقيام بدور رئيسي في برنامج Artemis "آرتميس"، الخاص بها لإعادة البشر إلى القمر، لأول مرة منذ أكثر من خمسة عقود.
وبموجب الخطة الحالية لوكالة الفضاء الفيدرالية "ناسا"، ستكمل المركبة الفضائية المرحلة الأخيرة من مهمة مأهولة إلى القمر، إذ تأخذ رواد الفضاء من مركبة فضائية في مدار القمر وتنقلهم إلى السطح، وتخوض الولايات المتحدة سباقًا مع الصين، وتتنافس لتصبح أول من يطور موقعًا دائمًا على سطح القمر، ويشكل سابقة للمستوطنات في الفضاء السحيق، ومن المقرر أن يتم أول هبوط لرائد فضاء في إطار برنامج آرتميس، سبتمبر 2026.