أثارت إحدى ناشطات البيئة غضبًا كبيرًا في فرنسا بعد إلقائها ملصقًا باللون الأحمر الدموي فوق لوحة Coquelicots التي رسمها كلود مونيه، الرسّام الفرنسي رائد المدرسة الانطباعية في الرسم.
هجوم على لوحة كلود مونيه
وذكرت الشرطة الفرنسية للتعليق على الهجوم الاحتجاجي على لوحة "كلود مونيه" التي لا تقدر بثمن في متحف دورسيه في باريس: "أنه ألقي القبض على الناشط المناخي بعد محاولته لفت الانتباه إلى ظاهرة الاحتباس الحراري"، حسبما أفاد مصدر في الشرطة لوكالة "فرانس برس".
وشوهدت المرأة في مقطع فيديو نُشر على موقع "إكس" وهي تضع ملصقًا باللون الأحمر الدموي فوق اللوحة التي رسمها كلود مونيه، وأضافت أن "هذه الصورة الكابوسية تنتظرنا إذا لم يتم وضع بديل لها".
وقال متحدث باسم متحف دورسيه، وفق "فرانس برس" "إن خبير ترميم قام بفحص اللوحة المغطاة بالزجاج ولم تتعرض لأضرار دائمة.. والمعرض متاح بالكامل للجمهور مرة أخرى، وسيتم تسجيل شكوى جنائية بشأن العدد الأحدث من الهجمات الثقافية".
"ريبوست أليمانتير"
وأعلنت "ريبوست أليمانتير" مسؤوليتها عن عدة هجمات على الأعمال الفنية في محاولة للفت الانتباه إلى أزمة المناخ.
وتشمل هذه الهجمات إلقاء الحساء على لوحة الموناليزا في متحف اللوفر، وعلى لوحة أخرى لمونيه، "فصل الربيع"، في متحف ليون للفنون الجميلة في فبراير الماضي.
وفي أبريل الماضي ألقي القبض على اثنين من أعضاء المجموعة المدافعة عن البيئة في متحف دورسيه للاشتباه في قيامهما بالتحضير لعمل ما هناك.
وفي الشهر الماضي، قام نشطاء ينتمون إلى المجموعة أيضًا بتعليق منشورات حول لوحة "الحرية تقود الشعب"، وهي لوحة للفنان الفرنسي يوجين ديلاكروا في متحف اللوفر.
ويبدو أن "مونيه" هو الهدف المفضل لنشطاء المناخ في أماكن أخرى أيضًا، حيث تعرضت لوحات الفنان الانطباعي سابقًا للهجوم في بوتسدام بألمانيا وفي ستوكهولم.
جوخ ومونيه وفيرمير
في أكتوبر الماضي، استهدف نشطاء حماية البيئة اللوحات الرئيسية لفان جوخ ومونيه وفيرمير كجزء من حملة منسقة لزيادة الوعي بحالة الطوارئ المناخية ووقف مشاريع الوقود الأحفوري الجديدة، حيث إنه من النادر في تاريخ الفن أن يتم تخريب مثل هذا العدد الكبير من التحف الفنية في وقت قصير، وفق "نيويورك تايمز".
وتم تناثر علب حساء الطماطم فوق لوحة "عبّاد الشمس" لفان جوخ في المعرض الوطني بلندن من قِبل اثنين من الناشطين من حركة "جست ستوب أويل".
وأيضًا في أكتوبر، تم تلطيخ لوحة من سلسلة "Grainstacks" لمونيه بالبطاطا المهروسة في متحف باربيريني في بوتسدام، ألمانيا.
وفي متحف في لاهاي، ألصق رجل رأسه بلوحة فيرمير "الفتاة ذات القرط اللؤلؤي"، بينما سكب رجل آخر سائلاً أحمر سميكاً عليها، ولم تتضرر أي من اللوحات المعنية.
هجوم بـ"ساطور"
وفي مارس 1914، دخلت ماري ريتشاردسون، الناشطة المنادية بحق المرأة في التصويت، التي كانت غاضبة من اعتقال أحد زملائها الناشطين، إلى المعرض الوطني في لندن بـ"ساطور لحم" وقطّعت لوحة "روكيبي فينوس" لفيلازكيز (1647-1651).
وفي العقود التي تلت ذلك، كانت هناك هجمات متقطعة على أعمال رئيسية أخرى، بما في ذلك لوحة "بيتا" لمايكل أنجلو (1499) في كاتدرائية القديس بطرس، التي تلقت عدة ضربات بالمطرقة في عام 1972 من رجل يدعي أنه المسيح.
وكذلك لوحة ليوناردو دافنشي "الموناليزا"، التي تعرضت لعدة اعتداءات، بما في ذلك رشها بمادة حمضية وحجارة قبل أن يتم حمايتها بشكل دائم بزجاج مضاد للرصاص.
قادة 92 مؤسسة ثقافية
وقال قادة 92 مؤسسة ثقافية كبرى بما في ذلك متحف اللوفر، والمتحف البريطاني، وجوجنهايم، وموريتشويس (المتحف الصغير في لاهاي) - في بيان صدر في نوفمبر الماضي، إنهم "شعروا بصدمة عميقة بسبب تصرفات منظمات حماية البيئة والناشطين، الذين يستخفون بشدة بهذه القطع التي لا يمكن تعويضها، التي يجب الحفاظ عليها كجزء من تراثنا الثقافي العالمي".
ويبدو أن أعمال التخريب البيئي تهدف إلى الضغط على زعماء العالم لحملهم على اتخاذ إجراءات جذرية، حيث يشاهد الملايين من الناس في جميع أنحاء العالم مقاطع الفيديو الخاصة بالهجمات، بما في ذلك القادة بلا شك، وفق وفق "نيويورك تايمز".
وأزعجت الهجمات العديد من أفراد الجمهور الذين يشعرون بالقلق إزاء الأضرار التي لحقت بالأعمال الفنية، ودفعت مديري أفضل المتاحف العالمية إلى إصدار بيان صارم، ما أثار التساؤل حول ما إذا كان الفن في الواقع وسيلة فعّالة للاحتجاج.