الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

خطة السلام الأمريكية.. هل يستطيع بايدن وقف العدوان على غزة؟

  • مشاركة :
post-title
بايدن ونتنياهو

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

أثار الرفض الإسرائيلي لإعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن عن خطة سلام دائم في غزة، التساؤل حول مدى قدرة واشنطن على إجبار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على الانصياع للرغبة الدولية، في وضع نهاية للعدوان على القطاع الفلسطيني المحاصر.

وأعلن بايدن، أمس الجمعة، أنّ إسرائيل عرضت "خريطة طريق" جديدة نحو سلام دائم في غزّة، مطالبًا حركة حماس بقبول الاتّفاق لأن "الوقت لانتهاء هذه الحرب حان".

وفيما يأتي أبرز بنود هذا المقترح الشامل المؤلف من ثلاث مراحل، وفق الرئيس الأمريكي الذي شدد على أنه "حان وقت انتهاء هذه الحرب" المستمرة منذ 7 أكتوبر الماضي.

المرحلة الأولى

أوضح بايدن أنّ المرحلة الأولى التي تستمرّ ستّة أسابيع تتضمّن "وقفًا كاملًا وتامًا لإطلاق النار، وانسحاب قوّات الاحتلال من كلّ المناطق المأهولة بالسكّان في غزّة، والإفراج عن عدد من المحتجزين بمن فيهم النساء والمسنّون والجرحى، وفي المقابل إطلاق سراح مئات من الأسرى الفلسطينيّين في سجون الاحتلال".

وسيكون من ضمن المفرج عنهم في هذه المرحلة من قبل حماس، محتجزون أمريكيون في القطاع، أكد بايدن رغبة واشنطن في عودتهم.

وسيُسمَح للفلسطينيين بالعودة إلى "منازلهم وأحيائهم" في مختلف أنحاء القطاع، بما في ذلك المناطق الشمالية التي تعرضت لأكبر قدر من الدمار جراء القصف الإسرائيلي والمعارك الضارية.

وتزامنًا مع ذلك، ستتم زيادة كمية المساعدات الإنسانية التي تدخل القطاع ورفعها إلى حمولة 600 شاحنة يوميًا، بينما ستعمل أطراف في المجتمع الدولي على توفير مئات الآلاف من الوحدات السكنية والملاجئ الموقتة.

ولفت بايدن إلى أنّ الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني سيتفاوضان خلال تلك الأسابيع الستّة حول وقف دائم للنار، لكنّ الهدنة ستستمرّ إذا ظلت المحادثات جارية، مؤكدًا أن دول الوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة ستعمل لضمان ذلك.

المرحلة الثانية

بموجب المرحلة الثانية التي تمتد نحو ستة أسابيع أيضًا، سينسحب جنود الاحتلال بالكامل من قطاع غزة.

وفي المقابل، ستطلق حماس سراح كل المحتجزين الأحياء الباقين بما يشمل جنود الاحتلال، وهي نقطة كانت موضع خلاف مع حماس في مراحل التفاوض السابقة.

وشدد بايدن على أنه "طالما أوفت حماس بالتزاماتها، فإن وقف النار الموقّت سيُصبح -وفق العبارة الواردة في الاقتراح الإسرائيلي- وقفًا دائمًا للأعمال العدائيّة".

المرحلة الثالثة

تشمل المرحلة الثالثة إطلاق عملية إعادة إعمار واسعة، واستقرار للقطاع بدعم من الولايات المتحدة والمجتمع الدولي، وأكد بايدن أنه سيعاد بناء المنازل والمدارس والمستشفيات.

كما شدد على أنه سيعمل مع الشركاء الإقليميين ليتمّ ذلك بطريقة لا تسمح لحركة حماس بإعادة التسلّح.

وأوضح مسؤول أمريكي كبير، أن مرحلة إعادة الإعمار ستمتد بين ثلاثة وخمسة أعوام. كما ستشمل المرحلة الثالثة إعادة رفات من تبقّى من المحتجزين.

وتجدر الإشارة إلى أن الفصائل احتجزت 252 ونقلوهم إلى غزة، خلال الهجوم على مستوطنات في غلاف القطاع 7 أكتوبر الماضي، ولا يزال 121 منهم في القطاع، بينهم 37 لقوا حتفهم، بحسب جيش الاحتلال.

وحذّر بايدن من أنه في حال لم تفِ حماس بالتزاماتها بموجب المقترح المطروح، فإن إسرائيل يمكنها استئناف العمليات العسكرية.

خطة لإنهاء الحرب

وذكرت إذاعة جيش الاحتلال، مساء الجمعة، أن تفاصيل إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن للصفقة هي نفس الخطوط العريضة التي وافق عليها نتنياهو من حيث المبدأ كجزء من مناقشات مجلس الوزراء الحربي.

ولفتت الإذاعة إلى "أن هذه في الواقع خطة إسرائيلية أمريكية لإنهاء الحرب، حتى لو لم يقل مكتب رئيس الوزراء ذلك صراحة".

ونقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول كبير بالإدارة الأمريكية قوله، إن المقترح الجديد بشأن غزة قدم إلى حركة حماس، أول أمس الخميس.

وأكد المسؤول أن هذا الاتفاق يتطابق مع ما وافقت عليه حماس في السابق، لافتًا إلى أن بايدن اهتم بطرح تفاصيل الاتفاق كي لا يغير من لا يريدون انتهاء الحرب ما جاء فيه.

وتابع:" واثقون من إمكانية التحرك للمرحلتين الثانية والثالثة متى توقف إطلاق النار بالمرحلة الأولى"، مشيرًا إلى أن المقترح مماثل لما وافقت حماس عليه مع تعديلات بسيطة.

نتنياهو يرفض

لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي أكد أنّ حرب غزة لن تنتهي حتى القضاء على حماس، وهو أحد الأهداف المعلنة لجيش الاحتلال منذ بداية العدوان على القطاع.

وقال مكتب نتنياهو إنّ "رئيس الوزراء أجاز لفريق التفاوض تقديم خطة لتحقيق هذا الهدف، مع تشديده على أنّ الحرب لن تنتهي حتى تحقيق جميع أهدافها، ويشمل ذلك عودة جميع المحتجزين والقضاء على قدرات حماس العسكرية والحكومية".

حماس ترحب

بدورها، أكدت حماس أنها تنطر بإيجابية إلى ما عرضه بايدن، وقالت -في بيان- إنّ "حماس تنظر بإيجابية إلى ما تضمّنه خطاب الرئيس الأمريكي جو بايدن من دعوته لوقف إطلاق نار دائم، وانسحاب قوات الاحتلال من قطاع غزة، وإعادة الإعمار، وتبادل للأسرى".

وأضافت أنّها "تؤكّد على موقفها الاستعداد للتعامل بشكل إيجابي وبنّاء مع أيّ مقترح يقوم على أساس وقف إطلاق النار الدائم والانسحاب الكامل من قطاع غزّة وإعادة الإعمار وعودة النازحين إلى جميع أماكن سكناهم وإنجاز صفقة تبادل جادّة للأسرى إذا ما أعلن الاحتلال التزامه الصريح بذلك".

تأييد دولي

ولقي المقترح الإسرائيلي الذي أعلنه الرئيس الأمريكي، ترحيبًا من الأمم المتحدة والمفوضية الأوروبية والاتحاد الأوروبي، وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريتش: "لقد شهدنا الكثير من المعاناة والدمار في غزة وحان الوقت للتوقف"، معلنًا -في منشور له عبر منصة إكس- أنه يرحّب بمبادرة بايدن ويشجع جميع الأطراف على اغتنام هذه الفرصة لـ"وقف إطلاق النار في غزة".

في الشأن ذاته، رحّبت رئيسة المفوّضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين، بخريطة الطريق الإسرائيلية "الواقعية" بهدف وقف إطلاق النار في غزة، والتي أعلن عنها الرئيس الأمريكي، معتبرة أنّها توفّر "فرصة حقيقية" لإنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من سبعة أشهر.

بدوره، أعلن مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، دعمه خريطة الطريق التي أعلنها بايدن بهدف وقف إطلاق النار في غزة بشكل دائم وإطلاق سراح المحتجزين وإعادة إعمار القطاع.

وفي منشور على منصة إكس، قال "بوريل": "كل دعمنا لخريطة طريق بايدن لوقف دائم لإطلاق النار وإطلاق سراح المحتجزين التي تؤدي إلى وقف دائم للأعمال العدائية وانسحاب جيش الاحتلال وبدء جهود إعادة الإعمار في القطاع". مشددًا على أن "الحرب يجب أن تنتهي الآن".

ورحّبت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك بالمقترح، ورأت فيه "بصيص أمل" لإنهاء الحرب. وقالت -على منصة "إكس"- إنّ هذا المقترح "يقدّم بصيص أمل ومسارًا محتملًا للخروج من مأزق الحرب".