مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية الأوروبية، المقرر لها في 9 يونيو، تحتدم التكهنات بشأن إمكانية تشكيل تحالف بين قوى التيار القومي اليميني البارزة داخل المعقل التشريعي للاتحاد الأوروبي.
وعبّر رئيس الوزراء المجري فيكتور أوروبان، الذي يعد من أبرز الشخصيات القومية المؤثرة في أوروبا، عن تفاؤله بفرص حدوث هذا التحالف في مقابلة حديثة مع مجلة "لوبوان" الفرنسية.
لوبان وميلوني مفتاح التغيير
أكد "أوروبان" أن مستقبل اليمين القومي في أوروبا يتوقف على قدرة مارين لوبان زعيمة التجمع الوطني الفرنسي، وجورجيا ميلوني رئيسة حزب إخوة إيطاليا على التعاون، إذ يرى رئيس وزراء المجر أن فرص توحيد جهود الزعيمتين القوميتين لم تكن أوفر من أي وقت مضى.
ووفقًا لتوقعات مؤسسة "يوروب إليكتس" المتخصصة، قد يحقق حزب لوبان نتيجة قياسية تصل إلى 29 مقعدًا في انتخابات البرلمان الأوروبي، لكن لتشكيل كتلة نيابية فاعلة ونافذة، سيحتاج "التجمع الوطني" إلى إيجاد حلفاء جدد بعد قطع علاقاته مؤخرًا مع حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني.
تهديد الحزب الشعبي الأوروبي
وبحسب تصريحات أوروبان، فإن تحالفًا بين كتلة "الهوية والديمقراطية" التي تتزعمها لوبان، وكتلة "المحافظون والإصلاحيون الأوروبيون" بقيادة ميلوني، سيشكل ثاني أكبر تكتل سياسي داخل البرلمان الأوروبي بعد الحزب الشعبي الأوروبي المسيحي الديمقراطي.
ويتوقع أوروبان أن يكون لمثل هذا التحالف "قوة كبيرة ستؤثر على مستقبل أوروبا"، بل قد "يعيد رسم خارطة اليمين الأوروبي، ويتجاوز نفوذ الحزب الشعبي الأوروبي الحالي".
وبحسب شبكة "بوبليك سينات" الفرنسية، تجري لوبان مفاوضات حثيثة بين وأحزاب يمينية أوروبية أخرى لتشكيل ما أسمته "كتلة عملاقة"، قد تصبح ثاني أكبر كتلة في البرلمان الأوروبي، بعد كتلة الديمقراطيين الاشتراكيين والمسيحيين الديمقراطيين، حسب التوقعات.
عقبة البديل الألماني
من العوامل المهمة التي تعزز فرص تحقيق هذا التحالف القومي، كما يرى أوروبان، هو قرار حزب التجمع الوطني الفرنسي مؤخرًا بعدم الجلوس إلى جانب حزب "البديل من أجل ألمانيا" المتطرف ضمن كتلة "الهوية والديمقراطية" في الدورة البرلمانية المقبلة، بعد تصريحات مثيرة للجدل لأحد نواب الحزب.
ويعتقد أوروبان أن هذه الخطوة أزالت "العقبة الرئيسية" أمام تحالف لوبان وميلوني.
الدور المجري في التقريب
أشار أوروبان إلى أن حزبه "فيديسز" الحاكم في المجر سينضم إلى كتلة "المحافظون والإصلاحيون الأوروبيون" بقيادة ميلوني، موضحًا أن "قوة ونشاط نواب فيديسز ستكون عاملًا محفزًا لإيجاد سبل التعاون المناسبة" بين الكتلتين القوميتين.
وأضاف أن الهدف المشترك هو "مواجهة الحزب الشعبي الأوروبي الذي لا يفعل سوى جمع أصوات اليمين لخداعهم والتعاون مع اليسار".
فرصة تاريخية لتغيير الموازين
اعتبر أوروبان أن الانتخابات البرلمانية الأوروبية المقبلة "تاريخية"، وستكون محط أنظار المراقبين بعد عشر سنوات على أنها "الانتخابات التي حددت مصير السلم أو الحرب في أوروبا"، في إشارة إلى الصراع الدائر في أوكرانيا.
وشدد على أن أي تحالف بين القوى القومية سيكون له "جاذبية كبيرة"، متفائلًا بقدرة هذه القوى على "إعادة رسم ملامح اليمين الأوروبي".