الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

"سي إن إن": إسرائيل قصفت خيام النازحين برفح الفلسطينية بقنابل أمريكية

  • مشاركة :
post-title
الحرائق تشتعل في خيام النازحين بعد القصف الإسرائيلي

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

كشفت شبكة "سي. إن. إن" الإخبارية الأمريكية، أن الذخائر التي استخدمها جيش الاحتلال الإسرائيلي في قصف خيام النازحين غرب رفح الفلسطينية، مصنوعة في الولايات المتحدة.

واستشهد ما لا يقل عن 45 شخصًا وأصيب أكثر من 200 آخرين، في "محرقة الخيام" التي اقترفها جيش الاحتلال في مخيم نزوح تم إنشاؤه حديثًا قرب مخازن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) شمال غرب رفح الفلسطينية، ومعظم الضحايا من النساء والأطفال، وفقًا للسلطات الصحية في غزة ومسعفين فلسطينيين.

وأجرت "سي. إن. إن" تحليلًا لفيديو من مكان المجرزة الإسرائيلية في خيام النازحين برفح الفلسطينية، إلى جانب مراجعة أجراها خبراء الأسلحة المتفجرة.

وأظهرت لقطات الفيديو أن مساحات واسعة من المخيم في رفح مشتعلة بالنيران، إذ يحاول عشرات الرجال والنساء والأطفال بشكل محموم العثور على غطاء من الهجوم الإسرائيلي الليلي، وشوهدت الجثث المحترقة، بما في ذلك جثث الأطفال، في أثناء قيام رجال الإنقاذ بسحبها من تحت الأنقاض.

وأثار الهجوم الإسرائيلي المتصاعد على رفح الفلسطينية - إذ كان نحو 1.3 مليون فلسطيني يحتمون قبل أن يبدأ جيش الاحتلال توغله في المنطقة - إدانة دولية سريعة، ودعت وكالات الأمم المتحدة وجماعات الإغاثة والعديد من حكومات العالم إسرائيل إلى وقف العدوان على الفور، لكن لم يمتثل جيش الاحتلال للدعوات الدولية، وتقدمت دباباته أكثر في رفح الفلسطينية.

ومع ذلك، لم تتغير سياسة الرئيس الأمريكي جو بايدن حيال إسرائيل، ما يشير إلى أن الضربة القاتلة في رفح الفلسطينية لم تتجاوز بعد "الخط الأحمر"، الذي من شأنه أن يفرض تغييرات في الدعم الأمريكي، على الرغم من قوله في مقابلة مع "سي. إن. إن" في وقت سابق من هذا الشهر، إنه لن يسمح باستخدام الأسلحة الأمريكية في هجوم كبير على رفح الفلسطينية.

وأظهرت مقاطع الفيديو التي حللتها "سي. إن. إن" خيامًا مشتعلة بالنيران في أعقاب الغارة على مخيم النازحين. ويظهر مقطع فيديو ذيل قنبلة أمريكية الصنع ذات قطر صغير من طراز GBU-39 (SDB)، وفقًا لأربعة خبراء في الأسلحة المتفجرة راجعوا الفيديو.

ونقلت الشبكة عن خبير الأسلحة المتفجرة كريس كوب سميث، إن قنبلة GBU-39، التي تصنعها شركة بوينج، هي ذخيرة عالية الدقة "مصممة لمهاجمة أهداف ذات أهمية استراتيجية"، وتؤدي إلى أضرار جانبية منخفضة.

مع ذلك، قال كوب سميث، وهو أيضًا ضابط مدفعية سابق في الجيش البريطاني: "إن استخدام أي ذخيرة، حتى بهذا الحجم سيؤدي دائمًا إلى مخاطر في منطقة مكتظة بالسكان".

وحدد تريفور بول - عضو كبير سابق في فريق التخلص من الذخائر المتفجرة بالجيش الأمريكي - الشظية على أنها من قنبلة GBU-39. وقال: "جزء الرأس الحربي للذخيرة متميز، وقسم التوجيه والجناح فريد للغاية مقارنة بالذخائر الأخرى. غالبًا ما تكون أجزاء التوجيه والأجنحة من بقايا الذخائر بعد انفجار الذخيرة. رأيت جزء التشغيل الخلفي وعرفت على الفور أنه أحد مكونات القنبلة SDB/GBU-39".

وخلص بول أيضًا إلى أنه على الرغم من وجود نوع مختلف من قنبلة GBU-39 المعروفة باسم الذخيرة المميتة المركزة، واختصارها "FLM"، التي تحتوي على حمولة متفجرة أكبر، لكنها مصممة لإحداث أضرار جانبية أقل، لم يكن هذا هو البديل المستخدم في القصف الإسرائيلي لمخيم النازحين في رفح الفلسطينية.

كما تطابقت الأرقام التسلسلية الموجودة على بقايا الذخائر مع تلك الخاصة بشركة مصنعة لأجزاء GBU-39 ومقرها كاليفورنيا، ما يشير إلى المزيد من الأدلة على أن القنابل تم تصنيعها في الولايات المتحدة.

وحدد خبيران إضافيان في الأسلحة المتفجرة، هما ريتشارد وير، باحث كبير في الأزمات والصراعات، وكريس لينكولن جونز، ضابط مدفعية السابق بالجيش البريطاني وخبير في الأسلحة والاستهداف، الشظية على أنها جزء من قنبلة GBU-39 أمريكية الصنع عند مراجعة الفيديو لـ"سي. إن. إن"، على الرغم من أنهم لم يتمكنوا من التعليق على البديل المستخدم.

وتعد الولايات المتحدة أكبر مورد للأسلحة إلى جيش الاحتلال الإسرائيلي، وفقًا لبيانات معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، واستمر هذا الدعم على الرغم من الضغوط السياسية المتزايدة على إدارة بايدن بشأن الهجوم على غزة.

وفي الشهر الماضي، وقع بايدن على مشروع قانون مساعدات خارجية يتضمن 26 مليار دولار لإسرائيل، بما في ذلك 15 مليار دولار من المساعدات العسكرية الإسرائيلية، و9 مليارات دولار من المساعدات الإنسانية لغزة، و2.4 مليار دولار للعمليات العسكرية الأمريكية الإقليمية.

ويتوافق تحديد "سي. إن. إن" للذخيرة مع ادعاء دانييل هاجاري، المتحدث باسم جيش الاحتلال، في مؤتمر صحفي حول المجزرة الإسرائيلية في خيام النازحين برفح الفلسطينية، وقال إن الغارة، التي قال إنها استهدفت كبار قادة حماس، استخدمت ذخيرتين برؤوس حربية صغيرة تحتوي على 17 كيلوجرامًا من المتفجرات، مضيفًا أن هذه القنابل كانت أصغر الذخائر التي يمكن أن تستخدمها الطائرات الإسرائيلية، ويحوي رأس القنبلة GBU-39 حمولة متفجرة تبلغ 17 كيلوجرامًا.