لأول مرة منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة التي دخلت شهرها الثامن، يبدي العديد من الأطراف الأوروبية التبرؤ من رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وعزم البعض على اعتقاله في حال صدور قرار من المحكمة الجنائية الدولية بالاعتقال.
عزم على اعتقال نتنياهو
وأصدر مكتب المستشار الألماني، أولاف شولتس، الخميس الماضي، بيانًا أكد فيه أن برلين ستعتقل رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إذا صدرت مذكرة اعتقال بحقه، وكان على أراضيها، وفقًا لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل".
ونقلت الصحيفة تصريحات لمتحدث الحكومة الإسرائيلية، آفي هايمان، قال فيها: "أنا أتذكر أن الزعيم الألماني جاء هنا بعد أيام من السابع من أكتوبر، وقال إن حماس هي النازية الجديدة، ويسعون لتنفيذ إبادة جماعية ضد اليهود"، مضيفًا "يحتاج الكثيرون في العالم إلى التحقق من بوصلتهم الأخلاقية، واختيار الجانب الصحيح من التاريخ".
الخارجية الألمانية
كما أعلنت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، الاثنين، قبل اجتماع لوزراء الاتحاد الأوروبي أن حكم محكمة العدل الدولية الذي يحث إسرائيل على الوقف الفوري لهجومها العسكري على الجزء الجنوبي من قطاع غزة ملزم ويجب احترامه.
محكمتان دوليتان
وأصدرت محكمة العدل الدولية، أعلى هيئة قضائية في الأمم المتحدة، قرارًا، أمرت به إسرائيل الجمعة الماضي، بوقف فوري لعملياتها العسكرية وأي تحرك آخر في محافظة رفح الفلسطينية، وضرورة المحافظة على فتح معبر رفح، لتمكين دخول المساعدات الإنسانية لقطاع غزة.
كما طلب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، كريم خان، خلال الشهر الجاري، إصدار أوامر اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع يوآف جالانت، بتهمة "ارتكاب جرائم حرب".
المجلس الأوروبي
وطالب رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشيل، الاثنين، حكومة الاحتلال الإسرائيلي بـ"الاحترام الكامل لمحكمة العدل الدولية والوقف الفوري لهجومها على رفح" جنوب قطاع غزة، عقب المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الليلة الماضية، بقصفها خيام النازحين في المدينة؛ ما أسفر عن استشهاد وإصابة العشرات من المواطنين.
وقال "ميشيل" في منشور له على منصة "إكس" حول مجزرة رفح: "إنه لأمر مروع أن نرى مدنيين فلسطينيين أبرياء يُقتلون في الهجوم الأخير. لا توجد منطقة آمنة للنازحين في رفح"، وجدد الدعوة إلى "تطبيق وقف فوري لإطلاق النار"، مطالبًا بـ"احترام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني".
وأضاف: "أذكّر الحكومة الإسرائيلية بأن اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل كانت ويجب أن تظل قائمة على احترام حقوق الإنسان والقانون الدولي بما يتماشى مع قيمنا".
الخارجية الإسبانية
وأكد خوسيه مانويل ألباريس، وزير الخارجية الإسباني، خلال مؤتمر صحفي، ضرورة تنفيذ وقف فوري لإطلاق النار في غزة وإيصال المساعدات الإنسانية، وقال "إن بلاده ستعترف، برفقة النرويج وأيرلندا، بالدولة الفلسطينية بشكل رسمي غدًا".
وأوضح أنه سيطلب من الشركاء في الاتحاد الأوروبي دعم محكمة العدل الدولية ومطالبة إسرائيل باحترام قراراتها.
الاتحاد الأوروبي
وقال جوزيب بوريل، مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، خلال مؤتمر صحفي عقده اليوم الاثنين، إنه يجب تنفيذ حكم محكمة العدل الدولية الصادر الأسبوع الماضي ضد إسرائيل.
وأشار مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، إلى أن دول الاتحاد ستبحث كيفية التعامل مع تنفيذ حكم محكمة العدل، في ظل مقتل أكثر من 30 شخصًا من النازحين في رفح الفلسطينية، خلال الساعات الماضية، جراء العدوان الإسرائيلي.
وأكد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، أن إسرائيل تواصل العمل العسكري، الذي طلبت منها محكمة العدل الدولية وقفه، وقال "إن الاتحاد الأوروبي سيطرح إطلاق بعثة الاتحاد الأوروبي، للمساعدة الحدودية في رفح الفلسطينية على الطاولة".
36050 شهيدًا
وارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي مجزرة كبيرة في مخيم النازحين بمنطقة البركسات غرب مدينة رفح الفلسطينية، استشهد فيها 45 فلسطينيًا وأُصيب 249 آخرون، بعد يومين من إصدار محكمة العدل الدولية قرارًا بوقف فوري لعمليات الاحتلال العسكرية في محافظة رفح الفلسطينية.
وأعلنت مصادر طبية، اليوم الاثنين، ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 36050 شهيدًا، و81026 مصابًا، منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من أكتوبر الماضي، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".
وأشارت المصادر ذاتها إلى أن الاحتلال ارتكب 7 مجازر ضد العائلات بقطاع غزة، أسفرت عن استشهاد 66 مواطنًا، وإصابة 383 آخرين، خلال الساعات الـ24 الماضية.