في عالم تتسارع فيه وتيرة التطورات العسكرية وتتشابك فيه خيوط السياسة الدولية، يبرز العتاد الصاروخي كأحد أبرز مظاهر القوة والنفوذ. وفي هذا السياق، تأتي الخطوة الأخيرة من الجيش الصيني لتلقي الضوء على قدراته العسكرية المتقدمة، وتحديدًا في مجال الصواريخ. إذ أطلقت القيادة فيديو محاكاة يعرض هجومًا جماعيًا على تايوان، مستعرضًا بذلك قدراته الإطلاقية من البر والبحر والجو.
وتُعد هذه الخطوة رسالة واضحة وجريئة من بكين، تُظهر للعالم أجمع تطور قواتها الصاروخية وجاهزيتها للتعامل مع سيناريوهات مختلفة، وخاصةً تلك المتعلقة بتايوان.
قدرات عسكرية خاصة
نشرت القيادة الشرقية الصينية فيديو محاكاة لقواتها الصاروخية وهي تنفذ هجومًا جماعيًا على تايوان، متباهية بقدراتها الإطلاقية البرية والبحرية والجوية.
واستخدم الفيديو الذي استمر 70 ثانية مزيجًا من الرسوم المتحركة الحاسوبية ولقطات حية لتصوير السفن الحربية ومنصات الصواريخ الأرضية والمقاتلات النفاثة وهي تطلق موجات من الصواريخ على الجزيرة.
"دمروا دعامة استقلال تايوان! اضربوا معسكر استقلال تايوان! قطعوا تدفق دم استقلال تايوان!" هكذا كتب الجيش الصيني في الفيديو الذي نُشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي الصينية.
وتهاوت الصواريخ المتحركة -التي أطلق عليها في الفيديو "أسلحة قتل الاستقلال"- على خريطة ثلاثية الأبعاد لتايبيه وهوالين وكاوشيونج، واختفت في صور متحركة لكرات نارية.
PLA releases video simulating an all-out attack on Taiwan https://t.co/CapwDFZyds pic.twitter.com/igD0B5Rfby
— Taiwan News (@TaiwanNewsEN) May 25, 2024
تطور يثير القلق الأمريكي
ويُعد الفيديو أحد أكثر الرسائل العامة إشارة إلى قدرات الصين الصاروخية في سيناريو تايوان، تلك القدرات التي تطورت بسرعة في السنوات الأخيرة، ما أثار قلق المسؤولين الأمريكيين الذين يفحصون الآن ترساناتها وأصولها. وكانت قوة صواريخ جيش التحرير الشعبي الصيني وقدرتها على ضرب أهداف عميقة في منطقة الهند والمحيط الهادئ مصدر قلق رئيسي لوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، حسبما ذكر موقع "بيزنس إنسايدر".
وعقب التدريبات "العقابية" الصينية، قال "بيزنس إنسايدر": "لن تحتاج قوة صواريخ جيش التحرير الشعبي الصيني إلى صواريخ بعيدة المدى لضرب تايوان، التي تفصلها عن الصين القارية مضيق بعرض 110 أميال، لكن على الأقل، تعمل عدة ألوية من قوة صواريخ جيش التحرير الشعبي مع أو تحت قيادة القيادة الشرقية وهي مسلحة في الغالب بصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى. ويُعتقد أيضًا أنها تمتلك الدونجفنج-21، وهو صاروخ فرط صوتي يُلقب بقاتل الحاملات".
الصين تعاقب تايوان
وتم إصدار فيديو الصواريخ، الجمعة الماضي، بالتزامن مع سلسلة من التدريبات العسكرية المشتركة بالذخيرة الحية التي بدأتها الصين حول تايوان (الخميس) وهي أكبر تمرين من نوعه في أكثر من عام بالقرب من تايبيه.
واستمرت التدريبات العسكرية، التي أطلق عليها "السيف المشترك" لمدة يومين، وفقًا للسلطات الصينية، التي قالت إنه كان جهدًا متناسقًا من قواتها البرية والبحرية والجوية والصاروخية كـ"عقاب" لأعمال "الانفصال" في تايوان.
وبدورها، أعلنت وزارة الدفاع التايوانية أن بكين نشرت 33 طائرة و16 سفينة حرس سواحل و15 سفينة بحرية.
وجاءت التدريبات بعد ثلاثة أيام من أداء لاي تشينج تي من الحزب التقدمي الديمقراطي التايواني اليمين كرئيس للجزيرة. وركّز "لاي" وحزبه، الذي حكم تايوان تحت قيادة الزعيم السابق تساي إنج وين، على مقاومة بكين، ما أغضب المسؤولين الصينيين الذين يقولون إن تايبيه تترنح نحو خطهم الأحمر المتمثل في إعلان الاستقلال.