الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

مشاورات قلعة ميسبيرج.. محاولة لإذابة الخلافات بين "شولتس" و"ماكرون"

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - أحمد أنور

لم يتمكن المستشار الألماني أولاف شولتس، والرئيس الفرنسي إيمانويل وماكرون، من إخفاء حقيقة الخلافات بينهما، وسط محاولات منهما لتقريب وجهات النظر.

وسيجتمع الزعيمان "شولتس" و"ماكرون" مرة أخرى، الثلاثاء المقبل، في مشاورات الحكومة الفرنسية الألمانية بقلعة ميسبيرج بالقرب من برلين، لبحث مستقبل الصداقة الفرنسية الألمانية، والتي لم تشهد تباعدًا في تاريخها مثل الوقت الحالي، ما دفع وسائل الإعلام لوصف العلاقات بين البلدين بـ"الصعبة".

وتمثل آخر فصول تلك العلاقات، في عدم التقارب بين الجانبين، فبحسب وسائل الإعلام، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، المستشار الألماني لتناول كأس من النبيذ في نهاية اجتماع عمل بباريس، لكن الأخير رفض العرض لأنه كان متعبًا ويحتاج إلى النوم، وهو ما اعتبره ماكرون أنه إهانة، بحسب موقع "إن تي في" الألماني.

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس

وقبل أن يسافر ماكرون إلى ميسبيرج، سيشارك الرئيس الفرنسي في احتفال برلين بالذكرى الخامسة والسبعين للقانون الأساسي، وهذه هي المرة الأولى التي يتحدث فيها رئيس دولة فرنسية في هذه المناسبة منذ عام 2000.

وفي يناير، تحدث ماكرون باللغة الألمانية في البوندستاج بمناسبة حفل تأبين الراحل فولفجانج شويبله.

عشرات اللقاءات

التقى الرئيس الفرنسي والمستشار الألماني عشرات المرات، ليس فقط في الاجتماعات الثنائية، لكن بالطبع أيضًا في صيغ القمة مثل مجموعة السبع ومجموعة العشرين وكذلك في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، إلا أن الخلاف في وجهات النظر يشمل سياسة الدفاع والدعم الأوكراني، ومواصلة تطوير الاتحاد الأوروبي، فضلًا عن التجارة الخارجية وسياسة الطاقة إلى العلاقة مع الولايات المتحدة الأمريكية.

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس
شخصيتان مختلفتان للغاية

وفي مارس الماضي، قال شولتس: "بيني وبين إيمانويل ماكرون علاقة شخصية جيدة للغاية، أود أن أسميها ودية للغاية"، إلا أن هايكه بويز، مراسلة قناة "إن تي في"، التي رافقت المستشار الألماني في العديد من الرحلات إلى الخارج، قالت إنهما شخصان مختلفان للغاية".

في كتابه "مستشار ألماني"، يصف الصحفي دانييل بروسلر، الظهور المشترك لهما في جامعة السوربون بباريس قائلًا: "المستشار والرئيس يتعانقان لفترة وجيزة ويتصافحان، ولا يقتصر الأمر على أن شولتس لا يحب الإيماءات الكبرى، بل إنه يخجل أيضًا من أن يكون قريبًا جدًا، وكلاهما يواجهان مشكلات في العثور على بعضهما البعض بسبب أسلوبهما المختلف".

خلاف حول دعم أوكرانيا

وبدأ الخلاف بينهما، يناير 2023، بعدما سارعت فرنسا إلى إعلان رغبتها في تسليم دبابات قتالية خفيفة، التي وصفها المستشار الألماني بغير الصالحة، كما أثار ماكرون خلافات عندما لم يرغب في استبعاد نشر قوات غربية على الأراضي الأوكرانية، نهاية فبراير من هذا العام، وترفض الحكومة الفيدرالية على الفور وبشكل حاسم مثل هذه اللعبة الفكرية، ثم انتقد شولتس وماكرون بعضهما البعض بشكل صريح.

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس
قوة في الإعلان.. ضعف في التنفيذ

وترى برلين "أن ماكرون قوي دائمًا في الإعلان ولكنه ضعيف في التنفيذ"، ويُظهر برنامج تتبع الدعم لأوكرانيا التابع لمعهد كيل للاقتصاد العالمي تقديم ألمانيا 10 مليارات يورو في صورة مساعدات عسكرية وحدها، بينما فرنسا كانت ثاني أكبر قوة اقتصادية في الاتحاد الأوروبي بقيمة 2.7 مليار يورو، بعد الدنمارك وبولندا وهولندا.

عندما قرر الاتحاد الأوروبي إجراء عمليات شراء أسلحة مشتركة لأوكرانيا، أوقف ماكرون المخططات بحجة ضرورة شراء المواد من إنتاج الاتحاد الأوروبي فقط، وليس من السوق العالمية، وهذا يجعل عمليات الشراء أكثر تكلفة ويبطئها.

نظام اللجوء في الاتحاد الأوروبي

يتمثل الخلاف الأخير بين فرنسا وبرلين حو إجراءات اللجوء في الاتحاد الأوروبي، وتريد الحكومة الفيدرالية إعفاء العائلات التي لديها أطفال تقل أعمارهم عن 18 عامًا من الإجراءات الحدودية، وهو عكس رؤية فرنسا التي ترغب في إشراك الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و18 عامًا في إجراءات اللجوء على الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي.

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس
الطاقة النووية.. والطاقة المتجددة

لا تزال الحكومة الفرنسية تحاول إطالة الاعتماد على الطاقة النووية على مستوى الاتحاد الأوروبي، وهو ما تنظر إليه برلين على أنه إضعاف للجهود التي تبذلها للتحول نحو الطاقة المتجددة.

ووفقًا للوضع الحالي للمفاوضات بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، تريد باريس قبول أهداف الطاقات المتجددة فقط إذا اعترفت بروكسل أيضًا بمساهمة الطاقة النووية في الطاقات المتجددة.

ومن المخطط أن يأتي ما مجموعه 42.5% من الطاقة المستهلكة في الاتحاد الأوروبي بحلول عام 2030 من مصادر متجددة مثل الرياح والطاقة الشمسية والطاقة الكهرومائية.

وترغب باريس في قبول دور الطاقة النووية في إنتاج الهيدروجين الصناعي، وهو ما يظهر جليًا في عرقلة قانون حماية المناخ للاتحاد الأوروبي ببروكسل.

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس
سياسة الصين

أثار الرئيس الفرنسي دهشة ليس فقط في أوروبا الشرقية ولكن أيضًا في برلين، بسبب تصريحاته على هامش زيارة دولة إلى الصين، بعد أن حذّر ماكرون من "الولاء الأعمى" للولايات المتحدة.

كما أن علاقات ألمانيا التقليدية مع الولايات المتحدة أوثق من علاقاتها مع فرنسا، التي تسعى جاهدة لتحقيق أكبر قدر ممكن من الحكم الذاتي.

وزادت الخلافات بين البلدين عندما طالب ماكرون، أبريل الماضي، بعدم وقوف أوروبا إلى جانب الولايات المتحدة في نزاع تايوان.

لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يختلف فيها شولتس وماكرون بشأن سياسة الصين، فخلال أول زيارة لشولتس كمستشار للرئيس الصيني شي جين بينج، في بكين، نوفمبر الماضي، طلب ماكرون الذهاب للصين في رحلة مشتركة، لكنه تم رفض العرض من قِبل ألمانيا.