الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

رغم الموقف الرسمي الواضح.. انقسام في ألمانيا وفرنسا على اعتقال نتنياهو

  • مشاركة :
post-title
رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

في خطوة من شأنها أن تصعد التوترات بين عدة دول أوروبية وتل أبيب، لم تستبعد حكومتا فرنسا وألمانيا تنفيذ أي مذكرات قبض تصدرها المحكمة الجنائية الدولية بحق قادة إسرائيليين بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في قطاع غزة.

وعلى الجانب الأمريكي، انتقد الرئيس جو بايدن بشدة الخطوات المقترحة من المحكمة الجنائية الدولية، واصفًا إياها بـ"الفضيحة"، كما هدد أعضاء في الكونجرس بفرض عقوبات على المحكمة في حال إصدارها مذكرات اعتقال بحق القادة الإسرائيليين.

موقف فرنسا

وتبنت فرنسا، التي تعترف بسلطة المحكمة الجنائية الدولية، موقفًا محايدًا، إذ قالت وزارة الخارجية إن القرار النهائي بشأن إصدار مذكرات الاعتقال من عدمه، سيكون لدائرة ما قبل المحاكمة في المحكمة، وذلك استنادًا إلى الأدلة المقدمة من المدعي العام.

وأحدث الموقف الفرنسي الرسمي حالة من الانقسام على مستوى الجبهة السياسية الداخلية، إذ رحب عدد من زعماء اليسار الفرنسي، بإعلان المحكمة الجنائية الدولية، من بينهم زعيم حزب "فرنسا الأبية" جان لوك ميلانشون، والذي اعتبر أن خطوة المحكمة تستجيب لمطالب حزبه بمعاقبة "جميع مرتكبي جرائم الحرب".

ودعا "ميلانشون" فرنسا لمحاسبة مواطنيها الذين يحملون الجنسية الإسرائيلية الذين يخدمون في جيش الاحتلال، باعتبار ذلك "جريمة إبادة جماعية"، بحسب "لوفيجارو".

وعلى النقيض، أبدى زعيم الحزب الجمهوري الفرنسي إريك سيوتي، معارضة شديدة لقرار المحكمة الجنائية الدولية الذي وصفها بأنها "فقدت مصداقيتها بشكل نهائي بإصدار مذكرة اعتقال ضد بنيامين نتنياهو"، وفقًا لصحيفة "لوكروا".

وامتد موقف "سيوتي" إلى حد مطالبته بمغادرة فرنسا للمحكمة الجنائية الدولية، كإجراء عقابي على قرارها ضد القادة الإسرائيليين.

الجبهة الداخلية الألمانية

وخلال مؤتمر صحفي عُقد أمس الأربعاء، أجاب المتحدث باسم الحكومة الألمانية، شتيفن هيبشتريت، على سؤال حول ما إذا كانت برلين ستنفذ مذكرات اعتقال صادرة عن المحكمة الجنائية الدولية بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: "بالطبع، نعم، نحن نحترم القانون"، كما نقلت صحيفة دي فيلت الألمانية.

من جهته، انتقد ثورستن فراي، نائب رئيس الكتلة البرلمانية لحزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي في ألمانيا، تصريحات الحكومة بشأن احتمال تسليم قادة إسرائيليين للمحكمة الجنائية الدولية.

وذكر "فراي"، لصحيفة "فيلت": "مثل هذه الألعاب الفكرية فضيحة.. يجب على الحكومة الاتحادية التعبير عن الاحترام المناسب تجاه رئيس الوزراء الإسرائيلي، وأيضًا تجاه دولة إسرائيل نفسها".

من جهته، حثّ السفير الإسرائيلي لدى برلين، رون بروسور، الحكومة الألمانية على رفض تنفيذ أي أوامر قبض قد تصدرها المحكمة الجنائية الدولية بحق القادة الإسرائيليين.

وقال "بروسور" إن ألمانيا تواجه اختبارًا لالتزامها بـ"المصالح الوطنية" التي تضمن أمن إسرائيل، في إشارة إلى المسؤولية التاريخية التي تحملها برلين تجاه الدولة العبرية.

اعتقال قادة إسرائيل

جاءت التطورات الأخيرة بعدما قدم المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، كريم خان، يوم الاثنين، طلبات لاستصدار مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع يوآف جالانت، وثلاثة قادة من حركة حماس الفلسطينية، لاتهامهم بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية خلال الصراع في قطاع غزة.

وردّت حكومة نتنياهو بغضب شديد على هذه الخطوة، واصفة المذكرات المقترحة بأنها "معادية للسامية"، وتساوي بين "حكومة ديمقراطية وحركة مثل حماس"، كما دعت "الدول المتحضرة" إلى مقاطعة أي أوامر اعتقال قد تصدر بحق قادتها، محذرة من أن هذه الخطوة قد تصبح "المسمار الأخير في نعش الغرب ومؤسساته".