يُواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ضغوطًا مُتزايدة من الداخل، والتي جاءت أحدثها في دعوة زعيم المعارضة، يائير لابيد، وعضو مجلس الحرب، بيني جانتس، الانسحاب من الحكومة، فيما وضع الأخير خطته وهدد بالرحيل في حال عدم تنفيذها.
ليس الأول
قال أستاذ العلوم السياسية، الدكتور أيمن الرقب، في تصريحات خاصة لموقع "القاهرة الإخبارية"، "إن نتنياهو بات لدى الكثير من السياسيين، الشخص الذي يفسد الحياة السياسية ويذهب إلى اتجاه المجهول للبحث عن بقائه الشخصي في الحكم، وهو ما دفع وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت، إلى التحدث عن فكرة نتنياهو في اليوم التالي للحرب، وهو أن البقاء في غزة والسيطرة عليها عسكريًا أمر مرهق ماديًا وعسكريًا".
ويرفض نتنياهو عودة السلطة وكذلك أي ترتيبات أمنية، وبالتالي يطرح فكرة أساسية غير علانية وهي بقاء الاحتلال في قطاع غزة. وخرج زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد السبت، ليطالب عضو مجلس الحرب على غزة، بيني جانتس، الذي كان حليفه سابقًا بالانسحاب من حكومة نتنياهو وتحميله مسؤولية شخصية لما يحدث، والدعوة إلى انتخابات مُبكرة تنهي حكومته.
وقبل تصريح "لابيد" الذي يطالب فيه "جانتس" بالانسحاب من هذه الحكومة، كان هناك تصريح من رئيسة حزب العمل، ميراف ميخائيلي، التي طالبت بحجب الثقة عن نتنياهو، مشيرة إلى أنه يأخذ الدولة الإسرائيلية إلى الهاوية ومعها المنطقة ولابد من نهاية حكمه.
ودعا لابيد، جانتس، إلى الخروج الفوري من حكومة نتنياهو، والمطالبة بإجراء انتخابات برلمانية عاجلة في إسرائيل. وقال في كلمة له أمام المتظاهرين للمطالبة بصفقة تبادل المحتجزين، في تل أبيب، إن "إسرائيل تمر بأيام صعبة، وأن البلاد في أمس الحاجة لأن يكون نتنياهو خارج حياتنا"، وتعهد بمواصلة العمل حتى يتم إسقاط الحكومة.
مجلس الحرب في حالة مغادرته
ويرى "الرقب" أنه حتى إذا انسحب جانتس من حكومة نتنياهو فلن تنهار، حيث يعتمد قوامها على تحالف اليمين المتطرف وإجماليهم 64 مقعدًا، وفي حال انسحابه يبقى 63 مقعدًا، وبالتالي تحظى بشرعية خلال وجودها داخل الكينست وداخل الحكومة، وبالتالي لا خوف بالنسبة لنتنياهو على خروجه من هذا الاتلاف.
وطالب جانتس، نتنياهو، السبت، بالالتزام بالرؤية المتفق عليها بشأن الصراع في غزة، والتي تشمل تحديد الجهة التي قد تحكم القطاع بعد انتهاء الحرب.
وذكر جانتس، في مؤتمر صحفي، أنه يريد من حكومة الحرب وضع خطة للصراع في غزة مكونة من ست نقاط بحلول الثامن من يونيو المقبل، والتي جاء أبرزها في إعادة المختطفين الإسرائيليين لدى حماس والقضاء عليهم ونزع السلاح من غزة، وضمان الوجود العسكري الإسرائيلي وتجنيد طلاب المعاهد الدينية في إسرائيل، لضمان قوة الجيش.
خطة شبه مستحيلة
ووصف "الرقب" كلمة جانتس والتي حدد من خلالها لنتنياهو 8 يونيو يومًا أخيرًا للإعلان عن تحقيق أهدافه، بالمراوغة الشديدة.
واعتبر "الرقب" أن تحقيق أهداف خطة جانتس شبه مستحيلة، وذكر أنه لا يوجد خلاف كبير بين كليهما، حيث إن جانتس يرغب في البقاء العسكري في غزة والإفراج عن المختطفين وهذا ما يريده نتنياهو أيضًا، وكلاهما يسعيان لإطالة أمد الحرب.
ويرى "الرقب" أن أهداف جانتس تلخصت في السيطرة على غزة وغيرها من الآليات المستحيل تحقيقها، وهذا ليس التهديد الأول الذي يقدمه، وهو مجرد محاولة لكسب أصوات جديدة من الشارع الإسرائيلي، خاصة أنه الوحيد الذي تزيد شعبيته بشكل كبير.