الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

تقرير: التغير المناخي يضاعف معاناة سكان غزة

  • مشاركة :
post-title
نازحون يحاولون التغلب على الحر في رفح الفلسطينية – وكالات

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

أشار تحليل لمبادرة إسناد الطقس العالمي (WWA)، المعنية بتفسير الظواهر الجوية المتطرفة، إلى أن موجة الحر القاتلة في قطاع غزة خلال شهر أبريل، والتي أدت إلى تفاقم درجات الحرارة القاسية لأزمة إنسانية خطيرة بالفعل، أصبحت أكثر سخونة بسبب أزمة المناخ.

ووفق التحليل الذي تناوله تقرير لشبكة CNN، فإن العديد من موجات الحر التي امتدت على مساحة واسعة من القارة الآسيوية، خلال شهر أبريل، كانت الأكثر سخونة في العالم على الإطلاق، وأصبحت أكثر حدة ومن المحتمل أن تكون بسبب أزمة المناخ.

وتعتبر المبادرة تعاونًا أكاديميًا يدرس إسناد الأحداث الشديدة وحسابات تأثير تغير المناخ، إلى أحوال الأرصاد الجوية المتطرفة مثل موجات الحرارة والجفاف والعواصف.

وقسّم التقرير موجات الحر إلى ثلاث مناطق، غرب آسيا، والفلبين، ومنطقة تمتد جنوب شرق آسيا.

وفي غرب آسيا، ركز التحليل على الأراضي الفلسطينية المحتلة وسوريا ولبنان والأردن، حيث ارتفعت درجات الحرارة فوق 40 درجة مئوية الشهر الماضي.

ووجد أن التغير المناخي جعل الحرارة في هذه المنطقة تضاعفت بنحو خمس مرات، وبزيادة 1.7 درجة مئوية، لتصير أكثر سخونة مما كانت عليه قبل أن يبدأ البشر في حرق كميات كبيرة من الوقود الأحفوري.

وكان لارتفاع درجات الحرارة تأثير صارخ بشكل خاص على 1.7 مليون نازح في غزة، الذين يعانون بالفعل من عدم كفاية الوصول إلى المياه وسبل الرعاية الصحية. ويشير التحليل إلى أن ثلاثة أشخاص على الأقل، من بينهم طفلان، لقوا حتفهم بسبب الحرارة.

وفي الفلبين، كان للحرارة الشديدة الشهر الماضي -والتي أجبرت مئات المدارس على الإغلاق حيث وصلت درجات الحرارة إلى أكثر من 42 درجة مئوية- صلة قوية بالاحتباس الحراري.

غرب آسيا

لحساب تأثير تغير المناخ على الحرارة الشديدة، استخدم باحثو مبادرة الطقس العالمي بيانات ونماذج الكمبيوتر لمقارنة مناخ العالم الحالي -الذي يعد أكثر دفئًا بحوالي 1.2 درجة مئوية عما كان عليه قبل أن يبدأ البشر في حرق كميات كبيرة من الوقود الأحفوري- مع المناخ العالمي في الماضي.

ونقلت CNN عن فريدريك أوتو، المحاضر في علوم المناخ في معهد "جرانثام" لتغير المناخ والبيئة وكاتب التقرير: "من غزة إلى دلهي إلى مانيلا، عانى الناس وماتوا عندما ارتفعت درجات الحرارة في أبريل في آسيا".

أضاف أوتو في بيان: "لقد حدثت موجات الحر دائمًا. لكن الحرارة الإضافية الناجمة عن انبعاثات النفط والغاز والفحم تؤدي إلى وفاة الكثير من الناس".

وبينما درس العلماء أيضًا دور ظاهرة "النينيو" -وهو نمط مناخي طبيعي يؤثر على الطقس العالمي- وجدوا أنه لم يكن له أي تأثير على حرارة أبريل في غرب آسيا، إلا أنه أثر على شدة الحرارة في الفلبين، مما أدى إلى ارتفاع درجات الحرارة بمقدار 0.2 درجة مئوية.

ومع ذلك، فإن تأثير تغير المناخ في غرب آسيا كان أكبر، حيث ارتفعت درجات الحرارة بنحو 1.2 درجة.

ووجد التحليل أنه في عالم اليوم الأكثر دفئًا، فإن موجات الحر الشديد التي تشهدها غزة وغرب آسيا، وكذلك الفلبين، ليست نادرة ويمكن توقعها مرة واحدة كل 10 سنوات.

ويحذر التحليل من أنه إذا ارتفع متوسط درجة حرارة الكوكب إلى درجتين مئويتين فوق مستويات ما قبل الصناعة، وهو المتوقع أن يحدث في أربعينيات أو خمسينيات القرن الحادي والعشرين إذا لم يقم العالم بإزالة الكربون بسرعة كافية، فمن الممكن توقع موجات حرارة شديدة مماثلة مرة كل خمس سنوات في غرب آسيا وأوروبا، وكل سنتين إلى ثلاث سنوات في الفلبين.

45 ضعفًا

وفق التحليل الذي شمل أجزاء من جنوب وجنوب شرق آسيا، والتي شهد الكثير منها أيضًا حرارة غير مسبوقة الشهر الماضي.

وحطمت كل من ميانمار ولاوس وفيتنام الأرقام القياسية لأكثر الأيام حرارة في أبريل، في حين ارتفعت درجات الحرارة إلى 46 درجة مئوية في الهند؛ كما شهدت بنجلاديش وتايلاند درجات حرارة شديدة الحرارة في أبريل.

ولعب تغير المناخ أيضًا دورًا واضحًا في هذه المنطقة، وفقًا للتحليل، مما يجعل الحرارة أكثر احتمالًا بمقدار 45 ضعفًا، وأكثر سخونة بمقدار 0.85 درجة مئوية.

واتبع العلماء نهجا أبسط من المعتاد بالنسبة لهذا الجزء من آسيا، حيث نظروا فقط إلى بيانات الطقس وليس نماذج الكمبيوتر، لأن المنطقة تداخلت مع تحليلين سابقين لأحداث الحرارة الشديدة في عامي 2022 و2023، والتي وجدت أيضًا أن تغير المناخ لعب دورًا قويًا.

وقال أوتو إن الأرقام الواردة في التقرير "تظهر لنا أن تغير المناخ في كل مكان يغير قواعد اللعبة بشكل مطلق عندما يتعلق الأمر بالحرارة الشديدة".

لكن، كما نقلت CNN عن الباحث الرئيسي للتحليل، فإن الأرقام وحدها لا تظهر بالضرورة مدى سوء التأثيرات، لأنها تعتمد على مدى ضعف الأشخاص وتعرضهم.

وقال أوتو إن الأيام التي تزيد فيها درجات الحرارة عن 40 درجة مئوية كانت "صعبة على الذين يعملون في الهواء الطلق، والذين يعيشون في مساكن غير رسمية والذين يعيشون في مخيمات اللاجئين".