الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

الانهيار بات وشيكا.. "العم سام" يسحب النظام العالمي الليبرالي إلى الهاوية

  • مشاركة :
post-title
تقويض المؤسسات العالمية ينذر بنهاية وشيكة للنظام الليبرالي الدولي

القاهرة الإخبارية - مصطفى لبيب

سلطت مجلةeconomist، في عددها الأسبوعي، الضوء على مشكلة كبيرة تواجه النظام الدولي الليبرالي الذي أصبح يتفكك ببطء، حيث بات النظام الذي يحكم الاقتصاد الدولي منذ الحرب العالمية الثانية يتآكل بشكل مثير للقلق، وذلك يعود إلى تفكك المؤسسات التي تحمي النظام، وباتت إما ميتة بالفعل أو أنها تفقد مصداقيتها بسرعة.

ويعتمد النظام الدولي الليبرالي على عدة مبادئ أساسية تشمل الديمقراطية، وحقوق الإنسان، والحكم الفعال، والتعددية، وحكم القانون، حيث يشجع على الحرية الاقتصادية والتجارة الحرة بين الدول، بجانب حل النزاعات الدولية بطرق سلمية، من خلال المفاوضات والمحادثات الدبلوماسية.

تعيش منظمة التجارة العالمية حالة ركود منذ 5 سنوات بسبب تصرفات واشنطن
التجارة العالمية

بسبب الإهمال الأمريكي، تعيش منظمة التجارة العالمية منذ أكثر من 5 سنوات في حالة تامة من الركود، حيث تسبب استخدام الفيتو الأمريكي بلا هوادة للمرة الخامسة والسبعين على التوالي في منع ملء المناصب الشاغرة في اللجنة، التي تعتبر الحكم النهائي في المنازعات بين أعضاء المجموعة.

تلك التصرفات الأمريكية، أدت إلى تشويه وتقويض صلاحيات المؤسسة العالمية، وتعطلت بفضل ذلك أهم قاعدة كانت تهدف في الأساس إلى تعزيز التجارة والاستثمار الدوليين؛ بسبب الخلل الوظيفي المتعمد من "العم سام".

صندوق النقد الدولي لم يعد يقوم بدوره في حماية الاقتصادات العالمية من الانهيار
النقد الدولي

بات صندوق النقد الدولي يُعاني من أزمة هوية، وبحسب المجلة، فقد أصبحت المنظمة التي كانت تتمتع بسلطة شبه حصرية لحل مشاكل ديون البلدان الفقيرة، عالقة بين الأجندة الخضراء وضمان الاستقرار المالي للدول، وزادت مهمتها صعوبة مع ظهور دائنين بديلين مثل الصين والهند.

ومع مرور الوقت بات كل جزء من عملية إعادة هيكلة الديون للدول خاضعًا لمفاوضات مطولة، وأصبح هناك عدد متزايد من الدول غير القادرة على خدمة ديونها، بل يكاد يكون مستحيلًا، وكرس الصندوق اهتمامه المتزايد لقضايا المناخ وعدم المساواة على حساب مهمتها الشاملة المتمثلة في غرس الإدارة السليمة للاقتصاد الكلي.

مجلس الأمن الدولي يتم تهديده واستقطابه من القوى المتحاربة
مجلس الأمن

أصيب مجلس الأمن الدولي بحالة من الشلل، وترى الـ economist، أن المحاكم فوق الوطنية مثل محكمة العدل الدولية يتم تسليحها بشكل متزايد من قبل الأطراف المتحاربة، وأشارت في هذا السياق إلى التهديد الخطير الذي تلقته المحكمة الجنائية الدولية من السياسيين الأمريكيين، بفرض عقوبات إذا أصدرت أوامر اعتقال بحق قادة إسرائيل.

أيضا يعتبر صعود ترامب إلى البيت الأبيض، أداة رئيسية في استمرار تآكل المؤسسات والأعراف الليبرالية، ووفقًا للمجلة، فقد يمكن أن تكون الحرب المباشرة بين أمريكا والصين بشأن تايوان، أو بين الغرب وروسيا، بسبب أوكرانيا، سببًا مهمًا في الانهيار الهائل.

الانحدار في الفوضى

كل تلك الأمور وغيرها ستؤدي في النهاية إلى انهيار تام للنظام، ومن غير المرجح أن يتم استبدالها بقواعد جديدة، وهو الأمر الذي من شأنه أن يتسبب في انحدار العالم إلى الفوضى التي تعتمد على اللصوصية والعنف، وبحسب المجلة سيؤدي غياب الثقة والإطار المؤسسي التعاوني إلى صعوبة تعامل البلدان مع تحديات القرن الحادي والعشرين.

ومع فشل احتواء سباق التسلح في الذكاء الاصطناعي وانهيار التعاون في مجال الفضاء والأسلحة الحديثة، فإن الدول العظمى وحلفاءها لن يجدوا أي أسباب تدفعها إلى الحفاظ على السلام.