الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

زهرة العلا.. عاشقة الفن التي تحدت كل شيء من أجله

  • مشاركة :
post-title
زهرة العلا

القاهرة الإخبارية - محمد عبد المنعم

طفلة في الثالثة عشر من عمرها، ابنة مدينة الإسكندرية تعشق السينما، يتعلق قلبها بالشاشة الكبيرة، يكافئها والدها بين الحين والآخر بهذه الأمنية، لتخرج في إحدى المرات بعد مشاهدة فيلم "ليلي بنت الفقراء"، للفنانة ليلى مراد مسحورة بالفن ومنجذبة للفنانة الكبيرة ليلى مراد، وهو ما جعلها تترك الدراسة وتذهب خلسة إلى غرفتها لتقلد المشاهد التي رأتها في الفيلم من حين لآخر، حتى طغى الفن على كل شيء في حياتها، وأصبحت زهرة العلا -أو العلى كما تحب أن يناديها محبوها- عاشقة للفن الذي أصبح حياتها.

زهرة العلا التي تحل ذكرى وفاتها التاسعة اليوم، لاحظ والدها عشقها للفن وبدأ يراقب تصرفاتها، وتحكي عن تلك الفترة في لقاء متلفز، حيث تقول: "كان والدي يقول لأمي هناك شيء متغير في تصرفات زهرة، وبدأ يراقبني حتى اكتشف حبي للفن وتحدث معي، وطلب مني عدم إخبار والدتي بهذا الأمر لأنها لن توافق، أما هو فقد كان منفتحًا لأنه تركي وعاش في لندن، وكان صديقًا مقربًا للفنان يوسف وهبي، فقد كانا جارين في لندن، وعملا سوياً في المسرح، لذلك هو محب للفن مثلي وساعدني كثيراً في مشواري".

تحكي زهرة العلا في لقاء متلفز باقي كواليس دخولها مجال الفن، وتقول: "ذهبت مع والدي إلى يوسف وهبي وقال له وقتها إنني صغيرة على التمثيل، وعند خروجنا من المسرح قابلنا صدفة الفنانة أمينة رزق، وقال لها يوسف إنني أريد دخول مجال الفن وطلبت أن أذهب إلى معهد الفنون المسرحية، وفعلنا ذلك واستقبلنا الراحل زكي طليمات مدير المعهد وقتها وقال نراها وندربها لمدة شهر".

حرصت زهرة العلا على الذهاب إلى المعهد لمدة عام كامل دون أن يعلم أحد بتفاصيل دخولها هذا المجال سوى والدها، ولكن في العام الثاني حدث مفاجأة لم تكن في الحسبان، تقول عنها: "صوّرونا في حفلة نهاية العام وهنا انكشف كل شيء حينما رأتني والدتي وأقاربنا، وتفاجأت بأشقاء والدتي وأهل والدي يأتون إلى منزلنا ويتعجبون من هذا ويطلبون طلاق والدتي، وطلبوا من والدي أن يقاطعني، ولكنه لم يبالي بأى شيء وواجه كل التحديات في سبيل أن أكمل مسيرتي الفنية".

أكملت زهرة العلا مسيرتها وأسس المعهد المسرح الحديث من طلبة المعهد وكان ميزة بالنسبة لها وانطلاقة حقيقية في المسرح، حيث قدمت أول دور بطولة من خلال مسرحية "حورية والمريخ"، تقول: "كان لزكي طليمات فضل كبير جداً في مسيرتي فقد احترفت المسرح معه، وأول دور احترافي قدمته كان رواية لمحمود تيمور اسمها (كدب في كدب) وكانت بطولة مطلقة، وذهبنا بها إلى محافظة بور سعيد، وحققت نجاحاً كبيراً جداً، وقدمت مسرحيات عديدة في القطاع الخاص مع فؤاد المهندس وشويكار وليلى طاهر، ولعبت الأدوار الكوميدية ببراعة".

على الرغم من النجاح الكبير الذي حققته زهرة العلا في المسرح إلا أن حظها في السينما لم يكن كبيراً، وتكشف عن الأسباب في لقاء متلفز وتقول: "سبب عدم انتشاري في السينما كان المسرح لأن المنتجين لم يكونوا يحبون في هذا الوقت من يعمل في المسرح بسبب المواعيد وانشغالنا دائماً بأوقات العروض"، ولكنها بعد ذلك انطلقت وقدمت ما يزيد عن 40 فيلمًا.

وتحكي زهرة العلا في نفس اللقاء عن كواليس أول عَقد لها في السينما: "أول عَقد لي في السينما كان مع صلاح ذو الفقار وأعطاني وقتها 25 جنيهاً، وذهبت البيت سعيدة جداً وساعدني كتابة اسمي في التتر لأول مرة، ومن هنا انطلقت في هذا المجال".

تزوجت زهرة العلا من صلاح ذو الفقار ولكن لم تستمر الزيجة سوى فترة قليلة، وبعد انفصالها تزوجت من المنتج حسن الصيفي وظلت معه 45 عاماً، وتحكي عن ذلك قائلة: "لم يساعدني في مشواري الفني فقد عملت معه ثلاث أفلام فقط، وكان يريدني أن أترك الفن، ولكنني رفضت هذا الأمر وقلت له سأموت إذا جلست في المنزل".

قدمت زهرة العلا العديد من الأعمال التليفزيونية الناجحة، منها "الحب والطوفان، كلهن طيبات، فارس الأحلام، طائر الأحلام، شموع لا تنطفئ وغيرها"، وعرضت لها أعمال في الوطن العربي في سوريا والأردن.

أصيبت زهرة العلا بجلطه دماغية جعلتها تعتزل عشقها الأول، وتظل في منزلها حتي رحلت عن عالمنا فى مثل هذا اليوم عام 2013 لتطوي صفحتها ويظل فنها باقياً.