الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

في يومها العالمي.. الضغوط السياسية تضع حرية الصحافة في مأزق

  • مشاركة :
post-title
حرية الصحافة

القاهرة الإخبارية - مصطفى لبيب

في الوقت الذي يستعد فيه نصف سكان العالم للذهاب إلى صناديق الاقتراع، خلال النصف الثاني من عام 2024، حذرت منظمات حقوقية، بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، من انتشار ظاهرة تراجع الدعم الدولي لحماية الصحفيين، وهو الأمر الذي يهدد حرية الصحافة في مباشرة عملها.

وتستعد أكثر من 40 دولة حول العالم، تمثل نصف السكان تقريبًا -أي ما يعادل 4 مليارات نسمة- لإجراء انتخابات إقليمية وتشريعية ورئاسية، وهو ما جعل عام 2024 أكبر سنة انتخابية في التاريخ، الأمر الذي ينذر بزعزعة استقرار المؤسسات السياسية في مناطق أكبر، وتصعيد التوترات الجيوسياسية، وسط احتجاجات عامة صاخبة وحركات شعبية تجتاح البلدان.

مقتل 105 صحفي فلسطيني في أسوأ انتهاك
صحفيو غزة

وسلطت منظمة "مراسلون بلا حدود" الضوء الانتهاكات التي يواجهها الصحفيون بسبب غياب الإرادة السياسية من جانب المجتمع الدولي لإنفاذ المبادئ المتعلقة بحماية الصحفيين، ولا سيما قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2222، ضاربة المثل بالعدد القياسي من الانتهاكات التي واجهها صحفيو غزة منذ أكتوبر 2023، حيث قتل الجيش الإسرائيلي 105 صحفيين بدم بارد، منهم 22 أثناء القيام بعملهم.

الذكاء الاصطناعي

وتسبب الذكاء الاصطناعي في إثارة مخاوف كبيرة حول حرية الصحافة بسبب ترسانة المعلومات المضللة التي يتم تسخيرها لأغراض سياسية ضمن تقنية التزييف العميق، والتي تلعب دورًا بارزًا في التأثير على مسار الانتخابات، وفي الشهر الماضي فقط، فوجئ الناخبون في الولايات المتحدة الأمريكية، بمكالمة هاتفية مميزة تحمل صوت الرئيس الحالي جو بايدن، تحث الناخبين على عدم التصويت لأناس بأعينهم، كما شهدت تايوان نصيبها من التزييف على وسائل التواصل الاجتماعي قبل الانتخابات الرئاسية في 13 يناير الماضي.

مؤشر حرية الصحافة في العالم
الاتحاد الأوروبي

ورغم أن وضع الصحافة لا يزال جيدًا في مختلف بلدان أوروبا، إلا أنه بحسب المنظمة فإن حرية الصحافة تعاني الأمرين في ظل إدارة بعض الحكومات الأوروبية، كما هو الحال في كل من المجر ومالطا واليونان، أما في شرق القارة، فإن ظروف ممارسة مهنة الصحافة آخذة في التدهور في خضم موجة مهولة من التضليل الإعلامي الذي تفشى في مختلف بلدان المنطقة على نطاق واسع.

وقالت "مراسلون بلا حدود" في تصنيفها لحرية الصحافة لعام 2024، أن الأحزاب السياسية تغذي مناخًا يتسم بالكراهية ضد الصحفيين وعدم الثقة بهم، بجانب محاولة تشديد الخناق عليهم من خلال إحكام السيطرة على وسائل الإعلام وشرائها، كما هو الحال في إيطاليا، التي تراجعت 5 نقاط.

الصحفيون في الأمريكتين يخافون من الانتقام
منطقة الأمريكتين

وبسبب الخوف من الانتقام، ابتعد الصحفيون في الأمريكتين عن تغطية القضايا المتعلقة بالجريمة المنظمة أو الفساد أو البيئة، وبحسب المنظمة، تراجعت الولايات المتحدة الأمريكية 10 مراكز دفعة واحدة في التصنيف الجديد، بينما أصبح وضع حرية الصحافة "إشكاليًا" في جميع بلدان أمريكا الجنوبية تقريبًا، وشهدت المكسيك مقتل 37 صحفيًا منذ عام 2019، لتظل في صدارة أخطر البلدان على سلامة الصحفيين في ترتيب البلدان التي تعيش حالة سلم.

أخطر 5

وتضم قائمة أخطر 10 دول في العالم على ممارسي مهنة الصحافة كلًا من بورما والصين وكوريا الشمالية وفيتنام وأفغانستان، وهي كلها بلدان تنتمي إلى منطقة آسيا والمحيط الهادئ، التي تحتل المركز الثاني على جدول ترتيب أصعب مناطق العالم بالنسبة لممارسة الصحافة، ومن المتوقع أن تشهد جميع مناطق العالم ضغوطًا شديدة على الصحفيين في ظل مختلف الاستحقاقات الانتخابية التي تلوح في الأفق.