>> علاقتي بشادية بدأت بعد "وضاع العمر يا ولدي".. ولم تكن سببًا في ارتدائي الحجاب
>> تخليت عن الشهرة من أجل بيتي.. وإذا انشغلت بالفن كان سينهار
>> محمود ياسين شجعني على العودة للفن قبل رحيله وتبرعت بأطنان من ملابسه للجمعيات الخيرية
>> موهبة حفيدي جينات وراثية.. وغير سعيدة بابتعاد نجلي عمرو ياسين عن التمثيل
لم تكن الفنانة المصرية شهيرة واحدة من نجمات الفن المصري اللاتي قدمن بصمات مضيئة على الساحة رغم قلتها، ولكن زوجة ملهمة لفنان عظيم لم يغيّب الموت أثره في قلوب جمهوره، وأمًا قوية وعمودًا أساسيًا في منزل قوامه الحب نتج عنه أبناء وأحفاد أصحاب مواهب فنية متعددة.
بعد غياب طويل عن الفن لأكثر من 10 سنوات منذ آخر أعمالها سبقه مرور 30 عامًا على قرارها الأول بالاعتزال عام 1993، فتحت شهيرة صندوق ذكرياتها في حوار من القلب أجرته مع موقع قناة "القاهرة الإخبارية" في ظل محاولات تلوح في الأفق حول عودتها للفن، لتكشف أن رجوعها للتمثيل مرهون بشرطين، الأول : أن نجلها الفنان السيناريست عمرو محمود ياسين هو الوحيد الذي ستطمئن على عودتها معه في ظل مناقشات وخطوات لم تخرج بعد للنور.
ما بين الفن والحياة قلبت شهيرة في صفحات حياتها، لتتوقف عند محطات مهمة منها علاقتها الوثيقة بالفنانة الراحلة شادية، وأن فيلم "وضاع العمر يا ولدي" كان بداية صداقتهما القوية، وأنها لم تكن سببًا في ارتدائها الحجاب، كما تحدثت عن سبب رفضها كتابة مذكرات حياتها مع زوجها الفنان الراحل محمود ياسين، لتؤكد أنها تلقت الكثير من العروض المغرية ورفضت أموالًا خيالية لتقديم مذكراتهما، كما تحدثت عن تبرعها بأطنان من ملابس زوجها للجمعيات الخيرية.
كما تطرقت لخطوات حفيديها محمود وعمر في التمثيل، والتي أكدت أنها جينات وراثية وموهبتهما الفنية منحة ربانية، ونصائحها التي تسديها لهما، وغيرها من التفاصيل في هذا الحوار:
ما سبب غيابك عن الساحة الفنية لسنوات طويلة؟
السيناريو والكتابة وراء الغياب، فلم أجد العمل المناسب، وأنا مؤمنة أن الكلمة ممكن أن ترفع للسماء أو تخسف بالأرض، فهي أهم شيء في الحياة فما بالك عندما نقدم عملًا فنيًا أخاطب به الناس، وأنا حريصة أن أقدم محتوى يهمهم ويحترم عقولهم وخاصة أنني غائبة عن الساحة منذ مدة طويلة جدًا، فالرجوع سيكون بورق وسيناريو جيد يناسبني، فهناك كثيرون يقولون لي "ابنك عمرو ياسين كاتب كبير وموجود وممكن أن يقدم لكِ ورقًا جميلًا".
وما تعليقك على ذلك، هل ستكون عودتك للتمثيل من خلال كتاباته؟
أتمنى ذلك، فهو الشخص الوحيد الذي سأشعر بالراحة في العمل معه، وهو الطريق الوحيد الذي سأكون مطمئنة معه لأنه يفهمني، المهم أن يكون عنده وقت لعمل ذلك.
هل هناك مناقشات حول ذلك لعمل ذلك قريبًا؟
مازالت مناقشات ولكن لم نحدد الموعد لأنه مشغول ومرتبط بأعمال أخرى. وهو من أهم الكتاب الموجودين على الساحة.
هل لديك شروط أخرى للعودة؟
بجانب السيناريو، أطالب بساعات عمل آدمية وأن يعمل الممثل في ظروف مناسبة، إذ رأينا أن الفنانين يعلمون حاليًا لمدة 16 و20 ساعة فهذا غير مقبول، وسط تحرك من نقابة المهن التمثيلية لوقف هذا الأمر.
كيف ترين خطوات عمرو ياسين كسيناريست بعد غيابه عن التمثيل؟
انشغل عمرو بالكتابة وأهمل التمثيل، وأنا لست سعيدة بابتعاده عنه، ولكنه استطاع أن ينجح في الكتابة وقدم خطوات قوية في وقت قصير ويعد من أوائل الكتاب التي يحب الجمهور متابعة أعماله، وهذا جذبه للكتابة أكثر، وأنا شخصيًا أحب أن يعود للتمثيل بسبب موهبته، ولكنني أعطي له العذر لانشغاله وارتباطه بالكتابة.
كيف ترين خطوات حفيديكِ محمود ياسين وعمر محمد رياض في التمثيل، وهل تعتبريهما امتدادًا للراحل محمود ياسين؟
أنا أراها جينات وراثية، محمود ياسين الصغير قدم خطوات كثيرة في التمثيل وحصد جوائز وعمر محمد رياض بدأ هذه الخطوة بعده بفترة ورغم قلة أعماله ولكن ردود أفعال النقاد والجمهور عليه رائعة وأسعدتني، فهما يسيران بخطوات ثابتة ولديهما قبول عند الجمهور.
ما النصائح التي توجهينها لهما؟
دائمًا أذكرهما أن الموهبة موجودة وهي منحة ربانية وجينات مولودين بها، وأنصحهما بالالتزام وأقول لهما دائمًا إنه ليس لكما تدخل في هذه الموهبة لأنها ربانية، ولكن دوركما أن تعملا على أنفسكما وتجتهدا وتقدما الأدوار المهمة التي تخدم المجتمع وتحترم عقل المشاهد وأن يبتعدا عن الأعمال الرديئة.
هل ترين أن معايير السوق تغيرت وأن أعمال زمان صنعت بجودة عالية مقارنة بما نراه الآن؟
هذا حقيقي، وأنا أقول إن كل وقت وله متطلباته، والفن انعكاس لواقع المجتمع، وأحيانا يكون هناك مبالغة والناس تستنكر بعض الأعمال وترفضها وتعترض عليها وتقول ليس صحيحًا أن الحياة بها بلطجة، وأنا سعيدة بوجود الأعمال المهمة والتي تطرح قضايا مهمة سواء وطنية أو اجتماعية والجمهور يحترمها، وأنا كفنانة الناس تحترمني من خلال الأعمال التي أقدمها، فأهم شيء أن أشعر أن الجمهور يحترمني وهو لا يعرفني شخصيًا، ولكن يعرفني من خلال أعمالي وما أقدمه لهم، فالمسألة ليست تواجدًا فقط أو ملء أشرطة بدون معنى، وهنا أتحدث عن خدمة المجتمع والوطن من خلال أعمال وطنية وحربية.
محمود ياسين رحمة الله عليه – لا أستطيع أن أقول الراحل- قدم 8 أعمال وطنية وأكثر فنان قدم هذه النوعية، ولذلك الناس تحترم فيه هذا الأمر، وكفنانين من الواجب علينا أن نقدم أعمالًا وطنية واجتماعية وقضايا الناس وحلولًا لمشاكلهم وشبه مشاعرهم التي يشعرون بها وما يعبر عنهم، وألا نقدم لهم أعمالًا هلامية.
على ذكر سيرة الفنان الراحل محمود ياسين، هل كان يشجعك على الرجوع للتمثيل؟
نعم، كان يشجعني ولكنه كان يؤكد عليَّ ضرورة اختيار أدواري بعناية، وكنت أسمع كثيرًا منه جملة "أهم شيء السيناريو" عندما يعتذر عن عمل به مخرج مميز أو فنانة كبيرة.
وجدت الجمهور بالواقع وعلى مواقع التواصل الاجتماعي يطالبونني دائمًا بالعودة، ويؤكدون لي أنهم يريدون مشاهدتي مرة أخرى على الشاشة حتى إن كانت حلقات قصيرة مثل 10 أو 15 حلقة، الناس هي التي شجعتني على العودة.
ومتى اتخذتِ قرار العودة للتمثيل؟
قرار العودة جاء خلال الفترة الأخيرة، رغم أنه كان يعرض علىَّ أعمال كثيرة خلال فترة كورونا ولكن كنت أعتذر خوفًا من العمل في هذا التوقيت ولم يكن لدي الرغبة والشغف وخاصة بعد تعرض زوجي محمود ياسين لأزمة صحية لفترة طويلة فكنت أعتذر لانشغالي به، وأجلت هذه الخطوة، والبعض كان يقول لي إن نزولي للعمل سيساهم في خروجي من الحالة النفسية ويخفف من حزني على رحيله، وبناء على مطالبات من الجمهور بدأت أفكر في العودة.
منزلكم مليء بالمقتنيات الفنية والملابس والسيناريوهات، هل فكرتم في عمل متحف لها أو التبرع بها؟
منذ ثلاث سنوات بعد رحيل زوجي، فكرنا كأسرة في عمل ذلك ولكن الظروف لم تسمح بذلك، وعدم استقرار الأوضاع والحروب والمشاحنات في العالم أجلت هذه الخطوة، ولكنني قمت بالتبرع بملابس محمود ياسين للجمعيات الخيرية، أطنان من ملابس شخصياته الفنية التي ظهر بها في أعماله، وملابسه الشخصية والتي شحنتها في 3 سيارات نقل، وفي الواقع نحن ننفق نصف أموالنا على الملابس التي نشتريها للأدوار الفنية.
هل فكرتِ في كتابة السيرة الذاتية للراحل محمود ياسين وما تتضمنه من رحلة عطاء؟
لا لم أفكر في ذلك ولا أحب عمل ذلك، وسبق أن عرض عليَّ ذلك بمبالغ خيالية من أشخاص داخل مصر وخارجها، وعمل مذكراته وحياته والصراعات والتحديات التي عاصرناها في الحياة والإحباطات والنجاحات وكل الأمور التي تثير شغف الجمهور، ولكني رفضت الفكرة لأنني أعتبرها أمورًا شخصية خاصة بالفنان وليس من الجيد أن تكون كل تفاصيل حياة الفنان متاحة للجميع.
أتذكر نفس الموقف تكرر قبل ذلك، حيث تجمعني بالفنانة شادية صداقة وهي بمثابة أم لي، وحاول الكثيرون عمل مذكرات عن حياتها وكانوا يتواصلون معي لأنهم يعلمون الصلة القوية التي تجمعني بها، وعندما عرضت عليها الأمر رفضت رفضًا قاطعًا وقالت لي نصا: "لا أحب حياتي الشخصية تكون على الملأ"، وأنا أوافقها الرأي.
هل ساهم قربك من الفنانة الراحلة شادية في تشجيعك على ارتداء الحجاب؟
لا، لأن علاقتنا بدأت بعد فيلم "وضاع العمر يا ولدي" والذي كان إعادة لفيلمها "المرأة المجهولة" بعد مرور 25 عامًا على عرضه، وشادية كانت سعيدة بتقديمي العمل برؤية جديدة وشخصية وروح مختلفة ومن وقتها بدأت الصداقة بيننا ولم أكن محجبة وقتها، وكنت أشعر بالفخر عندما ترفع سماعة الهاتف وتهنئني على فيلم أو عمل، فقالت لي كلامًا عظيمًا جدًا بعد عرض مسلسل "اليقين" والذي حقق نجاحًا كبيرًا وكانت الشوارع فارغة خلال عرضه وحصلت فيه على جائزة.
خلال غيابك عن الساحة وفتح صندوق ذكرياتك، هل هناك أعمال ندمتِ على تقديمها؟
لا، لأنني كنت مقلة في أعمالي لانشغالي في بيتي ومع أولادي، فكانوا بحاجة لرعايتي في طفولتهم مع انشغال زوجي باعتباره الفتى الأول للشاشة وتهافُت المنتجين والمخرجين عليه الذين لم يروا غيره، فكان يصور مشاهد 4 أعمال في اليوم الواحد، فأنا إذا انشغلت بالتمثيل على حساب البيت كان سينهار ولن يكون موجودًا.
هل يعني ذلك أن تفرغك لبيتك جاء على حساب شهرتك وحرمانك من أعمال كثيرة؟
أنا كنت أختار الأعمال المهمة فقط التي تصنع علامة وبصمة لي، ولا أعمل للتواجد فقط، وكنت أعتذر عن الأعمال التي تصور خارج مصر بسبب بيتي وأولادي، لأنه من الصعب أن أقضي شهرًا في التصوير بعيدًا عن بيتي، نعم ذلك أثر على الكم وليس الكيف، والفنان يقدم عشرات الأفلام وبسؤاله عن أهمها يذكر 4 فقط.
الحمد لله أنا قدمت أعمالًا حصلت على جوائز منها مثل فيلم "وضاع العمر يا ولدي" وحصلت على جائزة من رئيس الجمهورية الأسبق محمد أنور السادات في عيد الفن، وجائزة أحسن ممثلة عن فيلم "وصمة عار" لنجيب محفوظ، وأيضًا فيلم "الجلسة سرية"، وغيرها من الجوائز عن أعمال أخرى.