كشفن تقارير صحفية غربية عن معلومات قاتمة حول الوضع العسكري لأوكرانيا في حربها المُستمرة ضد روسيا، ففي ظل تراجع وتيرة تدريب القوات الأوكرانية من قبل الولايات المتحدة وحلفائها، تبرز مؤشرات خطيرة على نضوب مواردها البشرية واقترابها من حافة الهاوية.
القوات المتراجعة
صرح مسؤولون أمريكيون لصحيفة "واشنطن بوست" أن عدد الجنود الأوكرانيين الذين يتلقون تدريبًا في القواعد الأمريكية في أوروبا الغربية انخفض إلى الصفر تقريبًا في الأشهر الأخيرة، مما يشير إلى أن كييف تعاني من نفاد الرجال لمحاربة القوات الروسية.
بدأ التدريب 2022
وبدأ المدربون الأمريكيون تدريب القوات الأوكرانية في أبريل 2022، حيث جرت التدريبات في منطقة تدريب جرافينفور في ألمانيا، وتلقى حوالي 3100 جندي أوكراني تدريبًا أمريكيًا بحلول نهاية عام 2022.
وتم توسيع البرنامج في يناير 2023 لتدريب 12 لواء في الفترة التي سبقت الهجوم المضاد في كييف في الصيف.
بالإضافة إلى هذه الألوية الـ12، تم تدريب ثلاثة ألوية من قبل دول أوروبية أخرى، في حين قام المدربون الأمريكيون بتعليم تكتيكات الأسلحة المشتركة لكتيبة دبابات وكتيبتين من الحرس الوطني.
ومع ذلك، فإن آخر لواء تم تدريبه في ألمانيا غادر جرافينفور، أكبر قيادة تدريب خارجية أمريكية، في يناير أو فبراير، حسبما صرح مسؤولون لـ"واشنطن بوست".
استنفاد القوى البشرية
ولم يتم تدريب أي منهم في الأشهر التي تلت ذلك، "مما يشير إلى استنفاد عدد الموظفين"، كما قالت الصحيفة.
وغطت وسائل الإعلام الغربية قضايا القوى البشرية في أوكرانيا منذ أواخر العام الماضي، على الرغم من أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أصر في فبراير على أن قواته لم تتكبد سوى 31 ألف قتيل خلال عامين من القتال.
وقال مصدر أمريكي إن المسؤولين الأمريكيين والأوكرانيين يعلمون أن هذا الرقم أقل من الواقع، لكنهم اعترفوا بأن زيلينسكي يجب أن يجد طريقة "لإلهام المزيد من الرجال الأوكرانيين للقدوم إلى الخطوط الأمامية".
وقال أحد المشرعين الأوكرانيين: "نرى الكثير من القتلى والعديد من الجرحى".
ووفقًا لوزارة الدفاع الروسية، فقدت أوكرانيا أكثر من 160 ألف جندي خلال الهجوم المضاد الصيف الماضي، من بين ما يقرب من نصف مليون جندي خلال الصراع بأكمله حتى الآن.
تصريحات متضاربة
وزعم المستشار الرئاسي السابق لزيلينسكي، أليكسي أريستوفيتش، أن أوكرانيا فقدت ما يصل إلى 300 ألف رجل حتى الآن.
وفي ديسمبر، أعلن زيلينسكي أن قادة الجيش، طلبوا منه تعبئة 500 ألف جندي إضافي وشرع في موجة من النشاط التشريعي في محاولة لتعزيز التعبئة.
تشريعات جديدة
وبعد أسابيع من المناقشات البرلمانية، وقع زيلينسكي على مشروعي قانونين في وقت سابق من هذا الشهر، أحدهما يخفض سن التجنيد للرجال من 27 إلى 25 عامًا، بينما يشدد الآخر العقوبات على المتهربين من التجنيد، ويحرم المتهربين من الخدمة العسكرية من بعض الحقوق المدنية.
في الأسبوع الماضي، منعت وزارة الخارجية الأوكرانية جميع الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و60 عامًا من استلام أو تجديد الوثائق، بما في ذلك جوازات السفر، في المكاتب القنصلية خارج البلاد، ما لم يتم تسجيلهم بشكل صحيح للتعبئة.