مع اقتراب نهاية ولايته كقائد القيادة الأمريكية في المحيطين الهندي والهادئ، حذر جون أكويلينو، مرارًا وتكرارًا من الصين باعتبارها خطرًا رئيسيًا متزايدًا على جيرانها والمنطقة، ووصف تحركاتها بأنها تكتيك "الضفدع المغلي".
قال جون أكويلينو، قائد القيادة الأمريكية في المحيطين الهندي والهادئ المنتهية ولايته، إن الصين تزيد من حدة الضغوط على جيرانها من خلال أعمال عسكرية أكثر جرأة بشكل تدريجي في نمط مصمم لمباغتتهم.
ووصف الأدميرال جون أكويلينو استراتيجية بكين لصحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية، بأنها تكتيك "الضفدع المغلي" -أحد أشهر الاستراتيجيات في الحرب الناعمة، حيث يحقق أحد الأطراف المتحاربة أهدافه بطريقة بطيئة ولكن هادفة دون الانخراط بشكل مباشر في قتال جسدي، أو تصعيد العدوان تدريجيًا حتى لا تدرك الدول الأخرى على الفور متى يتم الوصول إلى نقطة حرجة في الصراع.
وذكرت "فاينانشال تايمز" نقلًا عن الأدميرال الأمريكي قوله، إن هذه الدول يجب أن تتحدث بصوت عالٍ وتدين السلوك الصيني.
وقال جون أكويلينو: "يجب أن يكون هناك وصف مستمر لسلوك الصين السيئ الذي يتجاوز الأعراف القانونية الدولية. ويجب أن تروي هذه القصة جميع دول المنطقة".
وأشار أكويلينو، الذي قاد القوات الأمريكية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ لمدة ثلاث سنوات، إلى نقطتي صراع رئيسيتين تتعلقان بالصين – تايوان وتوماس شول الثانية "الجزر المتنازع عليها مع الفلبين".
وتعتبر بكين تايوان جزءًا لا يتجزأ من أراضيها ولا سبيل غير عودتها إلى الوطن الأم بالقوة إن لزم الأمر.
ويتحول القادة الصينيون إلى خطاب أكثر شبهًا بالحرب ضد الجزيرة التي تدعمها أمريكا عسكريًا، ويمارسون ضغوطًا عسكريًا كبيرة على الجزيرة. وكثيرًا ما تمر البالونات التي تقول تايوان إنها قادمة من الصين فوق المجال الجوي للجزيرة.
وقال أكويلينو لصحيفة "فاينانشال تايمز": "حملة الضغط هذه شاهدتها تتزايد في نطاقها وحجمها، وهي لا تتباطأ"، مضيفًا أن الصين اتخذت خطوة إضافية نحو الصراع ضد الفلبين في منطقة توماس شول الثانية، وهي منطقة مرجانية في جزر سبراتلي في بحر الصين الجنوبي.
وتقول الفلبين إن الجزر تخضع لسيادتها، بينما تؤكد الصين من ناحية أخرى أحقيتها بهذه الجزر، ما أدى إلى اعتبارها كنقطة توتر رئيسية بين البلدين.
منذ عام 2021، ورد أن سفن خفر السواحل الصينية استخدمت خراطيم المياه على السفن الفلبينية التي تعيد إمداد القوات في المياه الضحلة. وفي أكتوبر الماضي، اصطدمت سفينة صينية بسفينة تابعة لخفر السواحل الفلبيني، وهو ما اعتبر على نطاق واسع بمثابة تصعيد.
ومن المُقرر أن يتقاعد الأدميرال بعد أن يسلم قيادة منطقة المحيطين الهندي والهادئ إلى الأدميرال صموئيل بابارو الشهر المقبل. خلال فترة إشرافه على المنطقة، حذر أكويلينو مرارًا وتكرارًا من الصين باعتبارها خطرًا رئيسيًا متزايدًا على جيرانها.
ومن جانبه، وصف بابارو الصين بأنها واحدة من أكثر التهديدات إلحاحًا للمصالح العسكرية الأمريكية في المنطقة.
سبق وأعلنت الصين زيادة إنفاقها العسكري، إذ ضخت 230 مليار دولار في ميزانيتها الدفاعية في عام 2022.