أسقط الكونجرس الأمريكي من حساباته، بسبب عجز الميزانية البالغ أكثر من تريليون دولار، تلبية خطة الرئيس الأمريكي جو بايدن وبرنامجه الخاص بمواجهة السرطان، والذي يهدف في المقام الأول إلى تقليل الوفيات الناجمة عن المرض إلى النصف خلال 25 عامًا.
وخلال الأيام الأخيرة من رئاسة باراك أوباما، دعم المشرعون في مجلسي الكونجرس، قانون مواجهة السرطان، والذي أطلق عليه لقب علاج القرن الحادي والعشرين، بحسب صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية، تم تخصيص مليار دولار لهذه القضية، بالإجماع، حتى أن زعيم الأغلبية وقتها وصفه بأنه أهم تشريع أقره الكونجرس.
وبات من الواضح أن المشرعين خلال المجلس الحالي ليسوا على استعداد لإعادة تخصيص نفس الميزانية مرة أخرى والتي طلبها جو بايدن، حيث سقطت الأموال من حزمة الإنفاق الأخيرة التي أقرها الكونجرس في مارس الماضي، ورفض النواب تمويل البرنامج من جديد، بل وقطعوا الطريق على فكرة التمويل المباشر.
سيطرة الجمهوريين
واتسمت الميزانية الجديدة بالتشدد في جميع المجالات، وهو ما يعكس وفقًا للنواب الديمقراطيين سيطرة الجمهوريين على مجلس النواب، ورغبتهم، في حرمان بايدن من الفوز قبل أشهر من الانتخابات، حيث ترك قرار الكونجرس بايدن يسعى جاهدًا لسد الفجوة بأي طريقة.
وانتقدت النائبة الديمقراطية ديانا ديجيت، دعوة الجمهوريين بشكل تعسفي إلى خفض الإنفاق، مشيرة إلى أن تلك الأفعال لها عواقب، ومن العار عدم تمكن الكونجرس من إيجاد المزيد من التمويل لأبحاث السرطان، مشيرة إلى أن هذا التصرف سيؤثر على جهود حزبها في تلك القضية.
خيارات صعبة
من جانبهم، يرى الجمهوريون في الكونجرس الأمر بشكل مختلف تمامًا، وبحسب تصريحاتهم للصحيفة فإن خفض الإنفاق الحكومي عندما يكون هناك عجز كبير يبلغ قدره 1.6 تريليون دولار في الميزانية، فإن فكرة خفض الإنفاق لا تعد مشكلة على الإطلاق، بل وفقًا لهم اعتبروا أنفسهم كرماء للغاية خلال السنوات الماضية، بعد تخصيص مئات الملايين سابقًا للقانون منذ إقراره.
وأكد النائب الجمهوري توم كول الرئيس الجديد للجنة المخصصات بمجلس النواب، في تعليقه على الأمر أن النجاح أمر مهم، ولكن حجم العجز يتطلب خيارات صعبة وتسوية بشأن تكاليف الاستحقاقات التي لا يرغب الديمقراطيون في القيام بها.
معركة شخصية
ويعتبر الرئيس الأمريكي جو بايدن وقرينته الأمر شخصيًا بالنسبة لهم، ووفقًا للصحيفة فقد أطلق على البرنامج في نسخته الأولى اسم "بو"، وهو اسم نجل بايدن الذي توفي بسرطان الدماغ في عام 2015، حيث طلب بايدن تمويًلا إلزاميًا في ميزانية السنة المالية 2025، بهدف تنفيذ المهمة وجعلها من أهم أولوياته إذا نجح في فترة رئاسية ثانية.
وأمام قرار الكونجرس، وفق تصريحات دانييل كرنفال، نائبة مساعد بايدن لشؤون السرطان، لن يجد بايدن سوى الاعتماد على وكالات الصحة للحفاظ على استمرار برنامجه، ومتابعة مساعدة القطاع الخاص التي لا تكلف الحكومة شيئًا، من أجل المضي قدمًا في رحلة السرطان في دورة تمويل صعبة.