من المستبعد أن تُحدث حزمة التمويل العسكري من الولايات المتحدة لأوكرانيا، بقيمة 61 مليار دولار، تغييرًا سريعًا في مسار الحرب ضد القوات الروسية، التي تتقدم على عدة جبهات، وفق مجلة "نيوزويك" الأمريكية.
وذكرت المجلة في تقرير لها عن التداعيات المحتملة لحزمة التمويل لأوكرانيا التي أقرها الكونجرس الأمريكي، مساء أمس الثلاثاء، أن القوات الروسية حققت مكاسب تدريجية منذ استيلائها على أفدييفكا في منطقة دونيتسك، 17 فبراير، وهي تتقدم نحو تشاسيف يار، الواقعة على بعد 40 ميلًا إلى الشمال، التي حذرت كييف من أن القوات الروسية تريد السيطرة عليها، بحلول مناسبة يوم النصر، 9 مايو.
وجاء في التقرير، أن حزمة التمويل الأمريكية تُمثل دفعة معنوية للقوات الأوكرانية التي تتصدى للهجمات الروسية عبر الأجزاء الشرقية والجنوبية من الجبهة، لكن ضخ المساعدات يجب أن يؤدي بسرعة إلى إحياء قوة تقاتل عدوًا بأفضلية 10 إلى واحد في بعض المناطق.
ونقلت المجلة عن المحلل الأوكراني فيكتور كوفالينكو، إن "هذه الحزمة الأمريكية ستساعد الأوكرانيين بالتأكيد، لكنها لا تعني للأسف أن أوكرانيا ستحقق النصر الآن، أو قريبًا".
وأضاف: "رغم حزمة المساعدات الأمريكية البالغة 61 مليار دولار، لا تزال أوكرانيا تفتقر إلى العديد من الشروط المسبقة اللازمة، بما في ذلك القوات المدربة والمتحمسة لاستعادة أراضيها".
وتابع المحلل الأوكراني: "دون تعبئة وتدريب المزيد من الرجال وخوض معركة نشطة لاستعادة أراضيهم، فإن الأوكرانيين معرضون لخطر إهدار حزمة المساعدات الأمريكية المخصصة للدفاع الجوي والضربات بعيدة المدى".
ومن المحتمل أن يكون هناك تخطيط تحضيري من شأنه تسريع التسليم بمجرد توقيع الرئيس جو بايدن على التشريع، وفقًا لما ذكرته صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية، نقلًا عن مسؤولين أمريكيين.
وقال باتريك رايدر، المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون": "إن هناك شبكة لوجستية قوية للغاية تمكننا من نقل العتاد بسرعة كبيرة حتى في غضون أيام".
وذكرت صحيفة "فاينانشال تايمز" الأمريكية، أن بعض المساعدات الأمريكية، بما في ذلك الأسلحة والذخيرة، كانت معبأة بالفعل في مستودعات في بولندا وأماكن أخرى بأوروبا وجاهزة للنقل.
وذكرت صحيفة "كييف إندبندنت" أن بيل كيتنج، عضو الكونجرس الديمقراطي عن ولاية ماساتشوستس، صرّح في مؤتمر صحفي بكييف، أمس الأول الاثنين، بأن "الدفعة الأولى من المساعدات العسكرية الأمريكية سيتم تسليمها، في وقت أقرب مما يعتقد أي شخص أنه ممكن".
لكن اللواء المتقاعد بالجيش الأسترالي ميك رايان، أشار في منشور، أول أمس الاثنين، إلى أن الكمية الكاملة للمساعدات الأمريكية ستستغرق بعض الوقت لتوزيعها و"لن تكون دفعة واحدة كبيرة".
وتزامن هذا التقدير لوصول المساعدات الأمريكية لكييف، مع تقارير عن مكاسب روسية هامشية، وقالت وزارة الدفاع الروسية، الاثنين الماضي، إن قواتها سيطرت على "نوفوميخيليفكا" الواقعة بين مارينكا وفوهلدار، على الرغم من أن وزارة الدفاع الأوكرانية لم تؤكد ذلك.
وقال المركز البحثى الأمريكي - معهد دراسة الحرب - الاثنين أيضًا، إن القوات الروسية تقدمت مؤخرًا في منطقة دونيتسك - زابوريجيا أوبلاست الحدودية.
وقال المحلل الأوكراني كوفالينكو، إن روسيا تركز على تحقيق مكاسب إقليمية طفيفة في منطقة دونباس شرق أوكرانيا، واحدة تلو الأخرى، لأن هذه الاستراتيجية أثبتت فعاليتها.
وأضاف: "يهدف بوتين إلى تحقيق هدفه الأولي المتمثل في السيطرة على كامل منطقة دونباس الشرقية، ومع استراتيجية التقدم البطيء هذه، تحقق روسيا أيضًا هدف إبقاء القوات المسلحة الأوكرانية مشغولة، وتنزف، وغير قادرة على إيجاد لحظة لاستعادة أي أرض".
وقال زيف فينتوش، كبير محللي الاستخبارات في شركة الأمن "جلوبال جارديان"، إنه "بينما تنتظر كييف وصول المساعدات، كانت الجبهة فى أفدييفكا هي الأكثر عرضة للخطر".
وأضاف لنيوزويك: "من المرجح أن تحتاج أوكرانيا إلى التراجع لأرض أكثر قابلية للدفاع في الأسابيع المقبلة. وربما ستستخدم خصائص المياه الطبيعية لنهر فوفشا وخزاناته الكبيرة".
ومع ذلك، فإن فينتوتش واثق من أن المساعدة الأمريكية يمكن أن تصل أوكرانيا في الوقت المناسب، وقال: "في هذه المرحلة لا يزال بإمكان أوكرانيا تبادل الأراضي لبعض الوقت، ولا يقترب أي من الطرفين من تحقيق أهدافه المعلنة".
وأضاف: "يحتاج كل من الروس والأوكرانيين إلى تحسين موقفهم التفاوضي قبل الانتخابات الأمريكية، عندما يمكننا أن نرى نقطة انعطاف سياسية رئيسية فيما يتعلق بالدعم".
وتابع: "أوكرانيا ستحاول مواصلة عزل شبه جزيرة القرم ومهاجمة البنية التحتية النفطية والصناعية الروسية، فضلًا عن مستودعات الإمدادات، وستواصل روسيا محاولة الاستيلاء على المزيد من أراضي دونباس".
وخلص تقرير "نيوزويك" إلى أن أوكرانيا وحلفاءها يعلقون الآمال على أن تتمكن المساعدات الأمريكية من سد الفجوات، خاصة وأن الهجمات الجوية الروسية أدت إلى نفاد الصواريخ الاعتراضية لدى بعض وحدات الدفاع الجوي الأوكرانية.