انتشرت الاحتجاجات الطلابية الرافضة للعدوان الإسرائيلي على غزة في عدد من الجامعات الأمريكية، وتجاوزت حدود الولايات المتحدة نحو أستراليا، إذ شهدت جامعة سيدني اعتصامًا احتجاجيًا مماثلًا.
وذكرت وكالة "رويترز" للأنباء، أن طلابًا مؤيدون للفلسطينيين نصبوا مخيمات في مزيد من الجامعات في شتى أنحاء الولايات المتحدة، احتجاجًا على الهجوم الإسرائيلي على غزة، رغم وقائع الاعتقال الجماعي في مظاهرات مماثلة في عدد من جامعات الساحل الشرقي، خلال الأيام الماضية.
وألقت السلطات الأمريكية القبض على مئات الطلاب المعتصمين في خيام بجامعات كولومبيا وييل ونيويورك، منذ الجمعة الماضي.
ومن بين المخيمات الجديدة، نصب طلاب جامعة كاليفورنيا في بيركلي - جامعة اشتهرت بنشاطها الطلابي خلال الستينيات - خيامًا للتضامن مع المتظاهرين في الجامعات الأخرى.
وفي كاليفورنيا أيضًا، أغلقت السلطات حرم جامعة كال بولي هومبولت - جامعة عامة في أركاتا - بعد أن سيطر متظاهرون مؤيدون للفلسطينيين على مبنى في الحرم الجامعي.
ونصب الطلاب مخيمًا في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بكامبريدج، ماساتشوستس، وطالبوا من المعهد قطع علاقاته البحثية مع جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وأقام نحو 40 طالبًا متظاهرًا مخيمًا في جامعة ميتشيجان، الاثنين الماضي، وفي حرم جامعة مينيسوتا في سانت بول، أزالت الشرطة أحد المخيمات، بعد أن طلبت منها الجامعة التحرك، مشيرة إلى انتهاكات سياسة الجامعة، وقانون التعدي على ممتلكات الغير.
وتأتي الاحتجاجات الجديدة، في أعقاب القبض على أكثر من 120 محتجًا في حرم جامعة نيويورك، خلال وقت متأخر أمس الاثنين، وفق متحدث باسم شرطة مدينة نيويورك، وقالت الشرطة، إن سلطات الجامعة طلبت المساعدة، وإن المحتجين لم يتركوا أماكنهم بحلول الموعد النهائي الذي حددته الجامعة.
واعتقل ضباط الشرطة متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في مخيم بحرم جامعة ييل المرموقة، أمس الأول الاثنين، وكان الطلاب المحتجون نصبوا الخيام في بينكي بلازا، الجمعة الماضي، وحثوا جامعة "ييل" على إنهاء أي استثمارات في شركات الأسلحة التي تتعامل مع إسرائيل.
وأُلقي القبض على أكثر من 100 طالب في جامعة كولومبيا، الأسبوع الماضي، وألغت جامعة نيويورك حضور الطلاب، أمس الأول الاثنين، في محاولة لنزع فتيل التوتر بالحرم الجامعي. وقالت الجامعة، أمس الثلاثاء، إن الدراسة لبقية العام ستكون بالحضور الشخصي أو عبر الإنترنت.
ومع اتساع رقعة الاعتصامات الاحتجاجية في الجامعات الأمريكية، صرّح كريستوفر راي، مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي، لشبكة "إن بي سي نيوز" في مقابلة حصرية، أمس الثلاثاء، إن المكتب يقوم بالتنسيق مع حرم الجامعات لتوعيتهم بالتهديدات المعادية للسامية، والعنف المحتمل فيما يتعلق بموجة الاحتجاجات المستمرة على الحرب الإسرائيلية على غزة.
وتجاوزت احتجاجات الجامعات على الإرهاب الإسرائيلي، حدود الولايات المتحدة إلى أستراليا، إذ نصب الطلاب والموظفون الناشطون في جامعة سيدني، مخيمًا تضامنيًا مع غزة دعمًا للفلسطينيين، والاحتجاجات المماثلة التي يقودها الطلاب في الولايات المتحدة.
وتأتي الاحتجاجات الطلابية في الولايات المتحدة وأستراليا، مع استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة، لأكثر من 200 يوم، وخلف آلاف الشهداء والجرحى، ودمارًا واسعًا للقطاع المحاصر، وكارثة إنسانية غير مسبوقة.