الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

المنظمات الإنسانية في غزة.. 200 يوم من العمل وسط ظروف ميدانية قاسية

  • مشاركة :
post-title
مدرسة تابعة للأونروا - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

في قلب العدوان الواقع على قطاع غزة، تُواجه المنظمات الإنسانية والإغاثية تحديات جسيمة وعقبات شاقة لتقديم المساعدات الضرورية لأكثر من مليوني نسمة مُحاصرين، فبعد مرور 200 يوم كاملة على انطلاق شرارة العدوان الإسرائيلي الوحشي، يُكافح الآلاف من موظفي هذه المنظمات في ظروف ميدانية قاسية للغاية، محاولين الوصول إلى المدنيين المحتاجين، وتلبية احتياجاتهم الأساسية من غذاءٍ وماءٍ ورعايةٍ صحيةٍ وملجأٍ آمنٍ.

التحديات التي تواجهها "الأونروا"

في طليعة هذه الجهود الإنسانية المضنية، تأتي وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" التي تعمل على قدمٍ وساقٍ؛ لتوفير الخدمات الحيوية لأكثر من 2.3 مليون فلسطيني في قطاع غزة، إذ كانت تدير الوكالة ما مجموعه 84 مدرسة تستقبل قرابة 300 ألف طالب وطالبة، إلا أن قوات الاحتلال الإسرائيلي دمرت 154معظمها بشكل كامل، على مدار 200 يوم من العدوان.

كانت المنظمة الأممية توظف نحو 13 ألف عامل في القطاع، بينهم 9500 موظف في قطاع التعليم وحده، و665 موظفًا في مجال الرعاية الصحية، حيث تقدم الوكالة خدماتها عبر 22 مركزًا صحيًا تستقبل 3.4 مليون زيارة سنويًا، إلا أنه في ظل العدوان الوحشي، لقي 176 من موظفي الأونروا حتفهم من أصل 200 عامل من موظفو المنظمات غير الحكومية في غزة، جراء العدوان المتواصل على القطاع على مدى 200 يوم.

مُعاقبة "الأونروا"

لكن استمرار تقديم هذه الخدمات الأساسية لسكان غزة يواجه تحديات متزايدة؛ بسبب نقص التمويل الدولي الحاد الذي تعاني منه وكالة الأونروا، ففي أعقاب مزاعم إسرائيلية بتورط بعض موظفي الوكالة في عملية "طوفان الأقصى" دون تقديم أي أدلة داعمة لهذه الاتهامات، علقت 18 دولة مانحة، من بينها الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وفرنسا، تمويلها للوكالة الذي يتراوح بين 300 و400 مليون دولار سنويًا.

وفي هذا الإطار، أعلنت واشنطن تعليق ما تبقى من أموالها المخصصة للأونروا هذا العام والبالغة نحو 300 ألف دولار فقط.

في ظل هذا النقص الحاد في التمويل، يخشى الآلاف من موظفي الأونروا البالغ عددهم 13 ألف موظف على مصير وظائفهم ومستقبلهم الوظيفي، فيما تكافح الوكالة من أجل استمرار تشغيل مرافقها المتبقية في غزة.

استمرار توزيع المساعدات

على الرغم من هذه الظروف العصيبة، تواصل وكالة الأونروا جهودها المضنية لتوزيع المساعدات على السكان المحاصرين في قطاع غزة، إذ تدير الوكالة ملاجئ لاستضافة أكثر من مليون شخص، كما تعمل على توفير الغذاء والرعاية الصحية الأولية لهم، حتى في ذروة الأعمال العدائية والقصف المُستمر.

وفي الواقع، يعتمد أكثر من مليوني شخص في غزة على مساعدات الأونروا لبقائهم على قيد الحياة، في وقت كانت نسبة انعدام الأمن الغذائي في القطاع تبلغ 63% قبل اندلاع الحرب، بينما كان يعيش أكثر من 80% من سكان غزة تحت خط الفقر المدقع، وفقًا لبيانات الأمم المتحدة الصادرة في أغسطس الماضي.

فقبل وقف التمويل، كان هناك نحو 3 آلاف موظف أساسي فقط من موظفي الأونروا، يواصلون الحضور إلى أعمالهم والعمل على تقديم الخدمات الأساسية، بالرغم من العدوان المستمر على قطاع غزة، والذي يواجه حاليًا خطر الانهيار التام بسبب الأزمة المالية الخانقة.

وتزداد المخاوف من هذا الوضع في ضوء تحذيرات خبراء الأمم المتحدة من احتمال حدوث مجاعة واسعة النطاق في غزة، وأفادت منظمة أوكسفام الخيرية بأن سكان شمال القطاع، يحاولون البقاء على قيد الحياة على 245 سعرة حرارية فقط يوميًا - أقل مما تحتويه علبة الفاصوليا.

تحديات أمام المنظمات الإغاثية الأخرى

في الوقت نفسه، تواجه منظمات إغاثية أخرى مثل "المطبخ العالمي" الأمريكي تحديات مماثلة، في ظل محاولاتها للعمل في قطاع غزة، فقد لقي سبعة من متطوعي هذه المنظمة من خمس جنسيات أجنبية مصرعهم، جراء قصف إسرائيلي استهدفهم في 1 أبريل الماضي، في إشارة واضحة إلى أن السُلطات الإسرائيلية "غير راضية عن أي محاولة للقيام بالدور الإغاثي في غزة".

أعلنت المنظمات الأممية التي توفر نحو 80% من المساعدات الإنسانية في غزة، عن تعليق عملياتها الليلية ردًا على الهجوم الأخير، بينما علقت منظمات إنسانية أخرى عملياتها بشكل كامل؛ بسبب خطورة الظروف على موظفيها، في الوقت نفسه، تعيد منظمات أخرى تقييم إجراءاتها بحثًا عن طرق أكثر أمانًا للعمل.