تعهد شي جين بينج، الرئيس الصيني، وكبار القادة الصينيين، بالنهوض بالاقتصاد المتعثر بفعل كورونا، في العام المقبل، في الوقت الذي سلطت وفاة اثنين من الصحفيين الحكوميين المخضرمين، الضوء على تفاقم تفشي كورونا في العاصمة بكين، وفقًا لوكالة "رويترز".
أرسل الرئيس الصيني ومعاونوه، في ختام مؤتمر العمل الاقتصادي المركزي الذي استمر ليومين، بإطلاق دعوة عبر وسائل الإعلام الحكومية بتعزيز التنسيق لدعم الاقتصاد، الذي تشير تقديرات محللين إلى أنه سيسجل هذا العام نموًا بـ3% فقط، وهو أسوأ أداء له في نحو نصف قرن.
جاء الاجتماع بعد أيام من إلغاء قيود وتدابير لمكافحة كورونا، التي تعد من بين الأكثر صرامة على مستوى العالم، التي أيدها شي لكنها قوضت الاقتصاد، وأثارت احتجاجات شعبية غير مسبوقة خلال فترة حكمه المستمر منذ عقد.
قالت وسائل الإعلام الصينية إن الصين ستعزز التنسيق العام للسياسات المتعلقة بالجائحة بما يضمن "انتقالًا" سلسًا خلال التفشي الحالي وحماية النظام الاجتماعي، وذلك في ظل ارتفاع الإصابات في بكين، وتزايد المخاوف من انتشار كاسح للعدوى بين سكان الصين البالغ عددهم 1.4 مليار نسمة.
قالت وسائل إعلام محلية، اليوم الجمعة، إن صحفيين سابقين في وسائل إعلام رسمية، توفيا في العاصمة بكين بسبب كورونا، وهما حالتان من بين أولى الوفيات المعلنة منذ إلغاء سياسات صفر كوفيد في السابع من ديسمبر.
لم تبلغ لجنة الصحة الوطنية الصينية عن أي وفيات رسمية ناجمة عن فيروس كورونا منذ إلغاء السياسات، إذ صدر آخر إعلان رسمي عن تسجيل وفيات في البلاد في الثالث من ديسمبر في مقاطعتي شاندونج وسيتشوان.
يأتي الإعلان عن الوفيات في وقت وضعت فيه الصين خططًا عاجلة اليوم الجمعة لحماية المجتمعات الريفية من الفيروس، في الوقت الذي يخطط فيه الملايين من سكان المدن للسفر في العطلات لأول مرة منذ أعوام، إلا أن هذا الحماس أثار مخاوف من أن الصين غير مستعدة للموجة المقبلة من الإصابات.
قالت لجنة الصحة الوطنية الصينية، اليوم، إنها تكثف عمليات التلقيح وتعمل على توفير مزيد من أجهزة مكافحة وعلاج كورونا في المناطق الريفية، مشيرة إلى أن الصين سجلت 2157 إصابة جديدة بكوفيد-19 تظهر عليها أعراض، أمس الخميس، مقابل ألفي حالة في اليوم السابق.
منحت القرارات الحديثة بالتخلي عن إجراء اختبارات قبل السفر الداخلي وتعطيل التطبيقات التي تتبع سجل رحلات الأشخاص، الصينيين بعض الحرية في الحركة، رغم أن الحدود الدولية للبر الرئيسي للصين لا تزال مغلقة إلى حد بعيد.
ذكر مجلة كايشين الاقتصادية، اليوم الجمعة، أن الحكومة تسعى لزيادة كبيرة في عدد رحلات الطيران الداخلية والخارجية بحلول نهاية الشهر المقبل، وقالت "رويترز" إنها علامة على السعي للتعافي الاقتصادي.