رغم عشقها التمثيل والآمال الكثيرة التي عُلقت عليه، لم تصل الفنانة المصرية ماجدة الخطيب إلى طموحاتها، التي كانت تدعمها في بدايتها إشادات نقدية وتوقعات لمخرجين وصناع السينما، بأن تكون منافسة قوية للنجمة الصاعدة وقتئذ سعاد حسني -الشهيرة بالسندريلا- التي سبقتها بسنوات قليلة إلى عالم الفن في الستينيات من القرن الماضي.
ماجدة الخطيب التي تمر اليوم ذكرى رحيلها، جمعتها صداقة بالنجمة سعاد حسني، واشتركتا معًا في إحدى قصص فيلم "البنات والصيف"، فكانتا وجهين جديدينِ في السينما المصرية تتمتعان بموهبة مميزة في الأداء والاستعراضات، لتنطلق كل منهما في طريقها نحو الشهرة، لكن قطار موهبة السندريلا الذي سار سريعًا خذل ماجدة الخطيب لتتوقف -دون إرادتها- في محطات عطّلتها كثيرًا، وبدلًا من أن يصاحب مشوارها أدوار البطولة والنجومية، رافقتها الأزمات المتتالية.
اشتكت ماجدة الخطيب مما وصفته بعدم التقدير لمسيرتها الفنية ووضع اسمها في مرتبة متأخرة على شارات "تترات" الأعمال الفنية سواء كانت في السينما أو الدراما التليفزيونية، رغم أنها كانت بطلة مطلقة لعدد من الأعمال الفنية ومنتجة أسهمت في صناعة السينما بإنتاجات كثيرة، فلم يعجبها ترتيب اسمها في أعمال منها "حد السكين" للمخرج محمد النقلي، و"العصيان" لأحمد السباعي، الصادران عام 2003، أي بعد نحو أكثر من 40 عامًا على بدايتها الفنية.
رغم شعور ماجدة بالظلم الفني لم تعلن شكواها إلا بعد أن تكرر الأمر معها، وشعرت بأنه ليس هناك تقدير لائق لاسمها، فليس هذا ما كانت تطمح إليه وتنتظره، وذلك يخالف أيضًا توقعات صنّاع السينما وقت بدايتها، خصوصًا مع انطلاقتها الحقيقية من خلال أولى بطولاتها المطقة بفيلم "دلال المصري" عام 1970 مع المخرج حسن الإمام مكتشف النجوم، الذي راهن على موهبتها الفنية وقدّمها بشكل مختلف بعد فترة من الأدوار الثانوية بأفلام في عقد الستينيات منها "نص ساعة جواز"، "بيت الطالبات"، "قنديل أم هاشم"، وغيرها من الأعمال.
يُعدُّ عقد السبعينيات الأكثر حظًا لماجدة الخطيب، إذ قدّمت فيه أفلامًا من بطولتها المطلقة منها "امرأة من القاهرة" مع محمود ياسين، و"شيء في صدري" مع رشدي أباظة، و"البعض يعيش مرتين" مع يحيى شاهين، كما أن ظهورها في الفيلم الشهير "حبيبي دائمًا" في 3 مشاهد فقط جعلها تحصل على إشادات نقدية عدة، لكن جاءت عقب ذلك سلسلة كبيرة من الإخفاقات بسبب تعرضها للسجن في قضية قتل خطأ مع مطلع الثمانينيات لتقضي 8 أشهر على ذمة التحقيقات، ولم تكد تخرج وتحتفل بنجاحها الفني الذي حققته في أفلام عدة منها "أعطني هذا الدواء" و"العوامة رقم 70" فوجئت بأن القدر يخبئ لها أزمة أخرى.
رغم معاناتها، صممت بعد خروجها على أن تواصل مشوارها الفني لتعويض ما فاتها، لكن قضية القتل الخطأ طفت مرة أخرى على الساحة وصدر ضدها قرار بالحبس.
عاشت ماجدة الخطيب حياة بائسة بعيدًا عن الأضواء في اليونان ثم باريس، لتشعر بخيبة الأمل، وتقرر العيش في لبنان، لكن ظروف الحرب وقتئذ في بيروت لم تساعدها، لتذهب إلى الأردن، وتقدم هناك مسرحية لم تحقق نجاحًا يذكر.
عادت ماجدة الخطيب إلى مصر، وقضاء مدة العقوبة، وداخلها أمل في أن تخرج لتواصل مشوارها الفني، لكن النجمة التي كانت تؤدي أدوار الفتاة الشابة، عند خروجها من أسوار السجن، لم تجد الحياة وردية وأن أمامها قبول أدوار تناسب سنها، وتألقت فيها بشدة، ومنها دورها في فيلم "حلق حوش" الذي نالت عنه جوائز فنية، و"يا دنيا يا غرامي" و"تفاحة"، وفازت عنه بجائزة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي أفضل ممثلة دور ثانٍ، لتواصل مشوارها الفني بأدوار الأم والسيدة الكبيرة في السن، حتى تختم مشوارها بفيلم "أحلام حقيقية" الذي عُرض عام 2007 بعد وفاتها.