بموهبتها المتفردة وحضورها الطاغي وأدائها المميز وصوتها القوي الذي يحمل الأصالة ويبحث عن التجديد، ويجمع بين رهافة الإحساس والمشاعر، وقوة الأداء، أحيّت النجمة المصرية آمال ماهر حفلًا ضخمًا بمسرح الماركيه بالقاهرة الجديدة، نفدت تذاكره بالكامل، إذ لم يقتصر الحضور على الجمهور المصري، ولكن مشاركة محبيها وعشاقها كانت من دول عربية عديدة، جاءوا خصيصًا للاستمتاع بالحفل ثم عادوا إلى بلادهم.
شَدَتْ آمال ماهر بأغنيات كثيرة لامست قلوب الجمهور، إذ لم تبخل النجمة الكبيرة عن تلبية مطالب جمهورها، وقدمت حفلًا استمر أكثر من ساعتين ونصف الساعة، أبدعت فيها بغناء الكثير من أغنياتها، بما في ذلك ألبومها الأخير، فضلًا عن أغنيات الزمن الجميل لكبار المطربين، مثل أم كلثوم، ووردة، وعبد الحليم حافظ.
أشعلت آمال ماهر حماس الجمهور وسط تفاعل كبير منهم، إذ شهد الحفل هتافات منهم لإعادة غناء عدد من الأغنيات التي تغنت بها خلال الحفل، مثل أغنية "ألف ليلة وليلة"، التي صدحت فيها بصوتها العذب ومشاعرها الرقيقة، ليصل إحساسها للجمهور، ليطلبوا تكرارها مرة أخرى، واستجابت لهم.
قوة الصوت والأداء وصدق المشاعر التي ظهرت بها آمال ماهر على خشبة المسرح لم تكن من فراغ، إذ سبقها الكثير من التحضيرات، وهو ما أكدته المطربة المصرية الكبيرة، معربة عن سعادتها البالغة بالحفل الذي أحيّته لأول مرة بعد غياب، وسط تفاعل كبير من الجمهور، وقالت: "أُحضّر لهذا الحفل منذ فترة طويلة، خصوصًا أنني من الشخصيات التي تُحضّر كثيرًا لأي حفل، وينتابني شعور بالرهبة بالوقوف على المسرح، وكأنني أقف للمرة الأولى عليه، رغم وقوفي آلاف المرات على خشبته، ولذلك يسبق الحفل تدريب وطقوس، مثل أنني أغني مع نفسي، وأُجري بعض التمرينات، وتناول مشروبات دافئة، وكأنني مطربة جديدة، ولكنني أرى أن هذا أمر طبيعي لأن مواجهة الجمهور في حد ذاتها أمر مهيب".
تصفيق حاد وحضور قبل بدء الحفل بساعات واحتشاد الآلاف من الجمهور، مشهد يؤكد على صدق محبة الجمهور لها وتعلقهم بها وسعادتهم بعودتها لإحياء الحفل، فلمست آمال ماهر شدة تفاعل الجمهور، وقالت عن ذلك: "الحمد لله هذه محبة ومنحة من عند الله وأحمدُ الله عليها، خصوصًا أنني بيني والجمهور عِشرة وثقة وأشياء كثيرة حلوة عشتها معهم وعاشوها معي، وتربطني بهم صلة كبيرة".
وحول التنوع في أغنياتها والمزج بين القديم والحديث واختيار أغنيات لوردة وأم كلثوم وعبد الحليم حافظ وهذا الكوكتيل الرائع الذي قدمته على المسرح، قالت: "أحببت أن أُرضي جميع الأذواق، لأن من يحضرون لي من الجمهور ليسوا الشباب الصغير فقط، ولكن الجمهور متوسط العمر والكبار، الذين يحبون بالفعل الاستماع إلى أغانيّ الخاصة، ولكن مع الاحتفاظ بأنهم يحبون الاستماع إلى الأغنيات القديمة، ولذا أحرص طوال الوقت على المزج بين القديم والجديد لتلبية رغبات كل الفئات".