الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

رافضا ضغوط واشنطن للتراجع.. عباس يتحدى المساعي الأمريكية بمجلس الأمن

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الفلسطيني محمود عباس - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

في خطوة من شأنها تعميق الخلاف مع الإدارة الأمريكية حول القضية الفلسطينية، رفض الرئيس محمود عباس، الضغوط والطلبات المتكررة من إدارة الرئيس جو بايدن، للتراجع عن طلب التصويت على قرار يمنح فلسطين صفة العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، وفقًا لما ذكره موقع "أكسيوس" الإخباري الأمريكي، نقلًا عن مصادر فلسطينية وأمريكية وإسرائيلية.

فقدان الثقة

وحسب الموقع الأمريكي، تراكمت حالة التوتر وعدم الثقة بين حكومة الرئيس محمود عباس والإدارة الأمريكية الحالية برئاسة جو بايدن، خلال السنوات الثلاث الماضية، إذ يرى عباس ومعظم قيادات السلطة الفلسطينية أن إدارة الرئيس الأمريكي لا تتخذ إجراءات جدية وملموسة لدفع عملية السلام نحو تحقيق حل الدولتين في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الذي طال أمده.

وتعتبر السلطة الفلسطينية أن إدارة بايدن تركز في سياستها على تهدئة التوترات مع إسرائيل دون معالجة جذور الصراع والقضايا الرئيسية المتعلقة بالوضع النهائي.

تصويت مجلس الأمن

من المتوقع أن يُصوّت مجلس الأمن الدولي، اليوم الخميس، على مشروع قرار تقدمت به السلطة الفلسطينية، من شأنه أن يمنح فلسطين صفة العضوية الكاملة في منظمة الأمم المتحدة بدلًا من وضعها الحالي كمراقب.

ومنذ عام 2011، يرفض مجلس الأمن الدولي بشكل متكرر طلب السلطة الفلسطينية للحصول على العضوية الكاملة في المنظمة الأممية، و2 أبريل الماضي، تقدمت بعثة فلسطين الدائمة لدى الأمم المتحدة بطلب جديد لمجلس الأمن لدراسة معاودة النظر في طلب العضوية.

وتعد هذه الخطوة ذات أهمية كبيرة للفلسطينيين، إذ سيترتب عليها اعتراف الأمم المتحدة رسميًا بدولة فلسطين في حال تمرير القرار، لكن للحصول على صفة العضوية الكاملة يتطلب أولًا الحصول على 9 أصوات مؤيدة على الأقل من أصل 15 دولة في مجلس الأمن، ليتم عرض القرار للتصويت.

ثم يجب حصول القرار على موافقة مجلس الأمن، قبل إحالته لاحقًا للتصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة التي يتطلب تمريره موافقة ثلثي الأعضاء.

ووفقًا لمصدر إسرائيلي رفيع المستوى، فمن المتوقع أن تؤيد 8 دول في مجلس الأمن الدولي المكون من 15 عضوًا الطلب الفلسطيني بمنح فلسطين العضوية الكاملة، وهي: روسيا والصين والجزائر ومالطا وسلوفينيا وسيراليون وموزمبيق وغيانا.

بينما من المرجح أن تمتنع بريطانيا عن التصويت، أما باقي الدول الأعضاء مثل فرنسا وسويسرا واليابان وكوريا الجنوبية والإكوادور، فتسعى الولايات المتحدة وإسرائيل إلى حثها للتصويت ضد القرار الفلسطيني أو الامتناع للحيلولة دون حصوله على 9 أصوات أو أكثر.

مساعٍ أمريكية وإسرائيلية

أفادت مصادر أمريكية وإسرائيلية لـ"أكسيوس" بأن إدارة الرئيس جو بايدن تبذل جهودًا حثيثة لمنع الفلسطينيين من الحصول على 9 أصوات أو أكثر في مجلس الأمن، حتى لا تضطر الولايات المتحدة إلى استخدام حق الفيتو ضد القرار الفلسطيني.

ويخشى البيت الأبيض أن يجلب استخدام حق النقض ضد هذا القرار، خاصة في ظل استمرار الحرب بقطاع غزة، انتقادات دولية واسعة لإدارة بايدن ومن داخل صفوف الحزب الديمقراطي نفسه، بما في ذلك من بعض مؤيدي الرئيس.

صفقة إقليمية

على الرغم من الضغوط الأمريكية للتراجع عن التصويت، أشار مسؤول أمريكي كبير إلى أن إدارة بايدن بحثت في الأشهر الأخيرة خيارات محتملة للاعتراف بفلسطين كدولة، لكن ليس عبر محاولة أحادية الجانب في الأمم المتحدة.

وأوضح المسؤول أن إدارة بايدن درست سيناريوهات لاعتراف أمريكي بفلسطين كجزء من صفقة إقليمية أوسع تشمل خطة لما بعد انتهاء الحرب على غزة، إضافة إلى تطبيع العلاقات بين إسرائيل وجيرانها في المنطقة.

وعلى الرغم من التصريحات الأمريكية بشأن إمكانية الاعتراف بفلسطين كجزء من صفقة إقليمية، واصلت إدارة بايدن مساعيها ومارست ضغوطًا مكثفة على الرئيس الفلسطيني محمود عباس ومستشاريه، للتراجع عن طلبهم بالتصويت في مجلس الأمن، حسبما أكد الموقع، إذ أبلغ أنتوني بلينكن، وزير الخارجية الأمريكي، الرئيس الفلسطيني، مباشرة بهذا الأمر عبر اتصال هاتفي، كما أثار مسؤولون أمريكيون المسألة مع نظرائهم الفلسطينيين تقريبًا كل يوم خلال الأسبوعين الماضيين، إلا أن الرئيس عباس ورفاقه من القيادة الفلسطينية رفضوا التراجع عن طلبهم وإجراء التصويت.

وقال مسؤول فلسطيني كبير إن عباس رفض أيضًا مقترحًا أمريكيًا بتعليق الطلب الفلسطيني في مجلس الأمن مقابل دعوته لزيارة البيت الأبيض ولقاء الرئيس بايدن، معتبرًا أنه وافق على اقتراح أمريكي مماثل قبل عام لكنه لم يتلق الدعوة.

تحركات فلسطينية متواصلة

أقر مسؤولون أمريكيون بفشلهم في إقناع الفلسطينيين بتعليق طلبهم للتصويت في مجلس الأمن للحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة. وفي المقابل، برر المسؤولون الفلسطينيون إصرارهم على المضي قدمًا في التصويت، إذ قال أحد كبار المسؤولين إن "فلسطين اعتبرت أن العضوية الكاملة في الأمم المتحدة متأخرة للغاية، إذ انتظرنا أكثر من 12 عامًا منذ طلبنا الأول للانضمام كدولة عضو".

وأضاف أن "طلبنا للولايات المتحدة بتقديم بديل جوهري للاعتراف الأممي بدولة فلسطين، لكنها لم تفعل"، معربًا عن إصرار القيادة الفلسطينية على المضي قدمًا في التصويت بمجلس الأمن.