الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

"قُبلة حياة".. إيران تعيد الدماء إلى وجه نتنياهو

  • مشاركة :
post-title
الهجوم الإسرائيلي على مجمع السفارة الإيرانية في دمشق – وكالات

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

فيما بدا أن صبر الرئيس الأمريكي جو بايدن قد نفد أخيرًا تجاه حليفه المزعج، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بعد مقتل سبعة عمّال إغاثة من "المطبخ المركزي العالمي" على يد جيش الاحتلال الإسرائيلي بغزة في الأول من أبريل الجاري، جاء الهجوم الإسرائيلي على المجمع الدبلوماسي الإيراني في العاصمة السورية دمشق، والذي أعقبه رد إيراني، بمثابة عودة الحياة لـ"بيبي" اليائس داخليًا والمغضوب عليه خارجيًا.

إضافة إلى شعوره بضغط البيت الأبيض، كان نتنياهو تحت ضغط من المتطرفين القوميين الذين يبقي دعمهم في البرلمان الإسرائيلي ائتلافه في السلطة. حيث يعتقدون أن الحرب قدمت لإسرائيل "فرصة لا تقدر بثمن لإعادة توطين اليهود في غزة"، بعد إخلاء المستوطنات اليهودية في عام 2005 كجزء من الانسحاب.

هنا، يشير جريمي بوين، المحرر الدولي في "بي بي سي" إلى أنه "كان واضحًا لأصدقاء إسرائيل وأعدائها على حد سواء أن الحصار الذي فرضته على غزة لمدة ستة أشهر كان سببًا في خلق أزمة الغذاء الأكثر إلحاحًا في العالم. وكانت هناك موجة أخرى من التكهنات بأن الولايات المتحدة ستضع شروطًا على استخدام الأسلحة التي تزودها بها إسرائيل".

وبدا هذا عندما رددت صحيفة "نيويورك تايمز" الغضب العميق، خاصة بين الديمقراطيين البارزين في الكونجرس الأمريكي. ودعت إلى وقف توريد الأسلحة إلى إسرائيل ووجهت ضربة لبنيامين نتنياهو.

وتحت عنوان "المساعدة العسكرية لإسرائيل لا يمكن أن تكون غير مشروطة"، انتقدت هيئة تحرير الصحيفة نتنياهو والمتشددين في حكومته لخرقهم "رابطة الثقة" مع أمريكا.

وأضافت أن التزام الولايات المتحدة تجاه إسرائيل وحقها في الدفاع عن نفسها لا يعني أن الرئيس بايدن "يجب أن يسمح للسيد نتنياهو بمواصلة ألعابه المزدوجة الساخرة".

لكن، كان أول هجوم إيراني مباشر على إسرائيل بمثابة "قُبلة حياة" لرئيس الوزراء الإسرائيلي، وفق تعبير بوين.

الدفاعات الإسرائيلية تتصدى للقصف الإيراني – وكالات
قبول وتجاهل

مع الهجوم الإيراني الذي أثار سخرية مرتادي وسائل التواصل الاجتماعي، ساعدت الولايات المتحدة، وحلفاء غربيون آخرون، إسرائيل على إسقاط أكثر من 300 طائرة مُسيّرة وصاروخ أطلقتهم إيران.

ثم استُبدلت الدعوات المطالبة بوضع شروط على المساعدات العسكرية لإسرائيل بعبارات تضامن مدوية؛ بينما غابت غزة عن عناوين الصحف الرئيسية ليوم أو يومين على الأقل.

كما أكد الرئيس بايدن أن الدعم الأمريكي لإسرائيل "التزام صارم"، فيما ينسجم مع سياسته الثابتة منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

ومنذ أكتوبر الماضي، قبلت إسرائيل الأسلحة والدعم الدبلوماسي الذي رافقها، فيما تجاهلت دعوات جو بايدن -اليائسة والغاضبة بشكل متزايد- لاحترام قوانين الحرب وحماية المدنيين.

ومثل جو بايدن، نشر رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون طائرات قتالية. كلاهما أدان إيران، وحث كلاهما إسرائيل على عدم الرد.

لكن، يلفت "بوين" إلى أنه "بعد أيام قليلة فقط من التعاون العسكري غير المسبوق من جانب حلفائها ضد إيران، يبدو أن إسرائيل عازمة مرة أخرى على تجاهل ليس فقط نصيحة جو بايدن بعدم الانتقام، ولكن أيضًا الدول الأخرى التي ساعدتها ليلة السبت".

ويشير تحليل "بي بي سي" إلى أن بنيامين نتنياهو وحكومته، مرة أخرى، عازمان على تجاهل رغبات الحلفاء الذين بذلوا جهدًا إضافيًا لمساعدة إسرائيل ضد أعدائها. حيث يطالب حلفاؤه المتطرفون بشن هجوم ساحق على إيران، وقال أحدهم إن على إسرائيل أن "تصاب بالجنون".

وفي الوقت نفسه، تستمر الكارثة الإنسانية في غزة. حيث تحول الاهتمام الدولي عنها، فيما لا يزال جيش الاحتلال "يعمل في غزة ويقتل المدنيين"، وفق "بوين".

أيضًا، تصاعدت المواجهات وأعمال العنف بين الفلسطينيين والمستوطنين اليهود في الضفة الغربية المحتلة مرة أخرى، كما يمكن أن تتصاعد المواجهة الحدودية بين إسرائيل وحزب الله بسرعة.

أمّا عن العدو القوي، فقد تعهدت إيران بالرد بقوة أكبر إذا هاجمت إسرائيل، وقال رئيس أركان القوات المسلحة حسين باقري إن الهجوم على إسرائيل كان "محدودًا" ووعد برد "أكبر بكثير" إذا قامت إسرائيل بالرد.