الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

بعد 3 ساعات من مكالمة "بايدن" و"نتنياهو".. إسرائيل ترضخ للتهديد الأمريكي

  • مشاركة :
post-title
جو بايدن

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

بعد ثلاث ساعات من مكالمة "صعبة" دارت بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وافقت الحكومة الإسرائيلية على خطوات جديدة لزيادة تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة، وفق "أكسيوس".

لحظة فاصلة

وذكر موقع "أكسيوس" الأمريكية، أن قتل إسرائيل سبعة من موظفي "المطبخ المركزي العالمي" شكّل لحظة فاصلة في واشنطن، أدت إلى تسريع وتيرة التراجع المستمر منذ أشهر في الدعم الأمريكي للحرب في غزة.

وأمس الخميس، تغيرت اللهجة الأمريكية تجاه حليفتها التقليدية إسرائيل إلى "تهديد وتحذير"، إذ دعا الرئيس الأمريكي إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، وأخبر "نتنياهو" أن السياسة الأمريكية المستقبلية ستتحدد من خلال تقييم الإجراء الفوري الذي ستتخذه إسرائيل بشأن معالجة الأزمة الإنسانية في غزة وحماية عمال الإغاثة، وفق "رويترز".

بايدن يهدد نتنياهو

وأوضحت "رويترز" أن بايدن هدد نتنياهو، في المكالمة الهاتفية، بربط دعم الهجوم الإسرائيلي في غزة باتخاذ خطوات ملموسة لحماية عمال الإغاثة والمدنيين، في سعي منه للمرة الأولى للاستفادة بربط المساعدات الأمريكية لـ"تل أبيب" بالسلوك العسكري الإسرائيلي.

وحذر المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي قائلًا: "إذا لم نشهد تغييرات من جانبهم، فلا بد أن تكون هناك تغييرات من جانبنا"، مطالبًا إسرائيل باتخاذ خطوات ملموسة في الساعات والأيام المقبلة.

حتى السيدة الأمريكية الأولى جيل بايدن، حثّت زوجها على وقف الحرب، وقالت: "أوقفها الآن"، كما روى بايدن سرًا في اجتماع مع أفراد الجالية المسلمة، يوم الثلاثاء الماضي، وفق "أكسيوس".

تسارع وتيرة الانخفاض المستمر للدعم الأمريكي للحرب في غزة
توتر غير مسبوق

وتحول اجتماع افتراضي رفيع المستوى بين مسؤولين كبار في أمريكا وإسرائيل إلى لحظات من التوتر الدبلوماسي غير المسبوق في مشهد درامي ملتهب، إذ انفجر رون ديرمر، وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، غضبًا وسط نقاش محتدم حول الخطط الإسرائيلية لشن غزو بري على مدينة رفح الفلسطينية، جنوبي قطاع غزة.

وأشعل ديرمر، سفير تل أبيب السابق لدى واشنطن، فتيل الجدل برد فعل عنيف، إذ صاح ولوّح بذراعيه بعنف، وهي لحظات كشفت تباينات حادة في وجهات النظر بين الجانبين حول كيفية التعامل مع المدنيين الفلسطينيين المحاصرين برفح، في ظل الخطط الإسرائيلية لإجلائهم إلى مخيمات مؤقتة، بحسب "إن بي سي نيوز" الأمريكية.

وتواجه خطة إسرائيل لإجلاء نحو 1.4 مليون مدني فلسطيني من مدينة رفح الفلسطينية على مدار أسابيع إلى مخيمات مؤقتة شمال المدينة، انتقادات لاذعة من الجانب الأمريكي، إذ لم تتضمن تفاصيل كافية حول كيفية تلبية الاحتياجات الأساسية لهذا العدد الهائل من المدنيين المشردين.

قتل عشوائي

وكتب خوسيه أندريس مؤسس "المطبخ المركزي العالمي" والذي يشغل منصب الرئيس المشارك للمجلس الرئاسي للرياضة واللياقة البدنية والتغذية في إدارة الرئيس بايدن: "يتعين على الحكومة الإسرائيلية أن توقف هذا القتل العشوائي، ويجب عليها التوقف عن تقييد المساعدات الإنسانية، والتوقف عن قتل المدنيين وعمال الإغاثة، والتوقف عن استخدام الغذاء كسلاح"، وفق وكالة "صوت أمريكا".

وانتقد "جون فافريو" مساعد الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، الرئيس الحالي بايدن بشدة، ووصفه بأنه "غاضب بشكل خاص من قتل موظفي الإغاثة، هذه القصص تجعله يبدو ضعيفًا فقط"، وفق تقرير لصحيفة "بوليتيكو".

فرض عقوبات على إسرائيل

ودعا ريتشارد هاس، أحد أعمدة مؤسسة السياسة الخارجية، الولايات المتحدة، أمس الخميس، في برنامج "مورنينج جو" المفضل لـ"بايدن" على قناة "MSNBC"، إلى النظر في فرض عقوبات على إسرائيل، وقال: "أنا آسف لأن الأمر وصل إلى هذا الحد" .

ورفض 55% من الأمريكيين في استطلاع للرأي أجرته مؤسسة جالوب الشهر الماضي تصرفات إسرائيل في غزة، وتجاوزوا عتبة الأغلبية للمرة الأولى، حتى قبل موجة الغضب الجديدة بشأن حادث مقتل عمال الإغاثة.

وحتى هذه اللحظة، لم تتغير سياسة الولايات المتحدة تجاه إسرائيل، إذ وافقت إدارة بايدن على نقل آلاف القنابل إلى إسرائيل في نفس يوم حادث مقتل عمال "المطبخ المركزي العالمي"، حسبما ذكرت صحيفة واشنطن بوست، لكن بعد أن صرح بشكل لا لبس فيه بأنه سيغير سياسته بشأن الحرب إذا لم تفعل إسرائيل ذلك، سيكون بايدن الآن تحت ضغط للمتابعة.