تواجه المملكة المتحدة دعوات متجددة لوقف تصدير الأسلحة إلى إسرائيل، في أعقاب القصف المميت الذي شنّه جيش الاحتلال على قافلة إنسانية في غزة، حسبما ذكرت وسائل الإعلام.
وفي يوم الاثنين، لقي سبعة من عمال الإغاثة في المطبخ المركزي العالمي حتفهم، معظمهم من الأجانب ومن بينهم ثلاثة مواطنين بريطانيين، في غارات جوية إسرائيلية، قوبل بإدانة إدانة دولية واسعة.
وصرح بيتر ريكيتس، مستشار الأمن القومي السابق لرئيس الوزراء آنذاك ووزير الخارجية الحالي ديفيد كاميرون، يوم الأربعاء، في تعليقات على الحادث أن بريطانيا "وصلت الآن إلى هذه النقطة"، وحثّ المملكة المتحدة على إرسال "إشارة" إلى إسرائيل بأنها لم تأخذ التزاماتها بموجب القانون الدولي على محمل الجد بما فيه الكفاية.
وقال ريكيتس لـ"بي بي سي": في بعض الأحيان، في الصراع، تمر بلحظة يسود فيها غضب عالمي يتبلور فيه شعور بأن الأمور لا يمكن أن تستمر على هذا النحو، آمل أن يخدم هذا الحادث المروع هذا الغرض".
انتهاك القانون الدولي
كما طالبت أحزاب المعارضة الرئيسية في بريطانيا، حكومة المحافظين بنشر المشورة القانونية التي تلقتها بشأن ما إذا كانت إسرائيل قد انتهكت القانون الإنساني الدولي خلال الحرب في غزة.
وقال ديفيد لامي، المتحدث باسم الشؤون الخارجية لحزب العمال المعارض، إن "هناك اتهامات خطيرة للغاية بأن إسرائيل انتهكت القانون الدولي".
ودعا الحكومة إلى "نشر المشورة القانونية الآن"، مدعيًا أنه "إذا قالت إن هناك خطرًا واضحًا من احتمال استخدام أسلحة المملكة المتحدة في انتهاك خطير للقانون الإنساني الدولي، فقد حان الوقت لتعليق بيع تلك الأسلحة. "
ولم يلتزم رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك بنشر النصيحة القانونية، لكنه قال إن لندن اتبعت "مجموعة من القواعد واللوائح والإجراءات" الصارمة بشأن ترخيص صادرات الأسلحة.
أفادت صحيفة "ذا جارديان" البريطانية، بأن أكثر من 600 محام بريطاني طالبوا في رسالة للحكومة البريطانية بوقف بيع الأسلحة إلى تل أبيب.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ الرسالة التي وجهها أكثر من 600 محام بريطاني إلى رئيس الوزراء ريشي سوناك، تؤكد أن استمرار بيع الأسلحة لتل أبيب "انتهاك للقانون الدولي".
سوناك يهدد
وفي وقت سابق، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، بأن رئيس الوزراء البريطاني، أبلغ نظيره الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن لندن تدرس إعلان "إسرائيل" دولة منتهكة للقانون الدولي.
وأضافت، أن سوناك قال لنتنياهو إن بريطانيا تدعم القضاء على حماس لكن ليس بكارثة إنسانية، وأشارت إلى أن سوناك قال لنتنياهو إنه دون زيادة المساعدات سيضطر لإعلان أن "إسرائيل" تنتهك القانون الدولي.
كما صرح سوناك لصحيفة "ذا صن"، قائلًا: "يتعين على تل أبيب أن تعمل بشكل وثيق مع وكالات الإغاثة حتى لا يتكرر ما حدث".
وأضاف "سوناك" أنّ "بريطانيا لديها نظام ترخيص تصدير أسلحة نلتزم به وهناك مجموعة من الإجراءات التي سنتبعها".
مبيعات الأسلحة البريطانية لإسرائيل
ويقول وزراء المملكة المتحدة إن مبيعات الدفاع لإسرائيل بلغت قيمتها نحو 42 مليون جنيه إسترليني في عام 2022.
ووفقًا للحملة ضد تجارة الأسلحة، وهي مجموعة ضغط من أجل إنهاء مبيعات الأسلحة، وافقت المملكة المتحدة على ما لا يقل عن 474 مليون جنيه إسترليني من الصادرات إلى إسرائيل منذ عام 2015.
وبحسب ما ورد، تشمل هذه الصادرات قطع غيار للصواريخ والدبابات والطائرات المقاتلة، بما في ذلك الإطارات ومقاعد القاذف والمراوح ومعدات الاستهداف بالليزر للطائرات المستخدمة في غزة.
وتشارك بريطانيا أيضًا في تصنيع أجزاء للطائرات المقاتلة الأمريكية الصنع من طراز F-35 التي تستخدمها القوات الجوية الإسرائيلية، وفقًا لخبير الحد من الأسلحة روي إسبيستر، من مجموعة الحملات "سيفر ورلد"
وقال "إسبيستر" لصحيفة "ذا ناشيونال": "تنتج المملكة المتحدة 15% من كل طائرة من طراز F-35، وبالتالي إذا قالت المملكة المتحدة "لا" للصادرات، فإن ذلك يصبح مهمًا، ويشكل مشكلة بالنسبة للقدرات الإسرائيلية التي قد تخاطر بإزعاج الأمريكيين".