تدرس الولايات المتحدة ودول غربية أخرى، نقل مجموعة متعددة الجنسيات تقودها أمريكا، التي تتولى تنسيق شحن الأسلحة إلى أوكرانيا، إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وأشار تقرير لصحيفة "بوليتيكو" إلى أن المقترح هو "أحد المقترحات العديدة الجديدة التي يمكن أن تساعد في الحفاظ على تدفق الأسلحة إلى كييف، في ظل رئاسة دونالد ترامب الثانية".
وخلال اجتماع وزراء خارجية الناتو في بروكسل، يومي الأربعاء والخميس المقبلين، من المتوقع أن يناقش المسؤولون مجموعة من الخيارات، بما في ذلك النقل التدريجي للمجموعة، التي تسمى "مجموعة الاتصال الدفاعية الأوكرانية" (UDCG)، إلى سيطرة الحلف، وفقًا لثلاثة مسؤولين أوروبيين ومسؤول أمريكي معني بالأمر.
وقال أحد المسؤولين إن الهدف هو الانتهاء من هذه الخطوة خلال قمة زعماء حلف شمال الأطلسي في واشنطن في يوليو المقبل، حسب الصحيفة.
وقال مسؤول أمريكي ثان إن اقتراحًا آخر من شأنه أن يمنح الناتو مقعدًا أكثر رسمية على الطاولة داخل المجموعة الأوكرانية، بدلاً من نقله تحت سيطرة الناتو.
وأشار المسؤول إلى أن الفكرة من الجانب الأمريكي تتمثل في تعزيز العلاقات بين حلف شمال الأطلسي وأوكرانيا، للحصول على دعم طويل الأمد.
مجموعة الاتصال الدفاعية
تم إطلاق "مجموعة الاتصال الدفاعية الأوكرانية" (UDCG) في الأسابيع الأولى من الحرب، في ربيع عام 2022، من قِبل وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، ورئيس هيئة الأركان المشتركة -آنذاك- الجنرال مارك ميلي، لتنسيق الدعم الغربي لدفاعات كييف.
وكانت الفكرة هي جمع وزراء الدفاع من مختلف الدول الغربية لمناقشة الأسلحة والمساعدات العسكرية الأخرى التي سيتم إرسالها إلى كييف.
ويُنسب إلى هذه المجموعة الفضل في تسريع توفير المعدات والأسلحة، وغيرها من المساعدات لأوكرانيا، بعشرات المليارات من الدولارات، التي كانت حاسمة في إيقاف تقدم القوات الروسية.
ونقلت "بوليتيكو" عن المسؤول الأمريكي أن المناقشات حول مشاركة الناتو مع المجموعة تجري "على مستويات رفيعة للغاية"، بهدف إضفاء الطابع الرسمي على الدعم الأوروبي ودعم التحالف لكييف.
وأضاف أن أحد الاعتبارات الدافعة للاقتراح هو الانتخابات الأمريكية والأوروبية، ما جعل هناك أهمية لـ"جعل المجموعة أكثر ديمومة".
وسيكون نقل المجموعة إلى حلف شمال الأطلسي خطوة مهمة نحو تعزيز الدعم الغربي لحرب أوكرانيا في المستقبل المنظور، وسط مخاوف أوروبا من عودة ترامب إلى البيت الأبيض.
وعلى المدى القريب، تهدد السياسة الداخلية في الولايات المتحدة، ودول أخرى في أوروبا، بقطع التمويل اللازم لإرسال أسلحة إضافية إلى كييف.
وقال الخبراء إن إضفاء الطابع الرسمي على المجموعة داخل الناتو "من شأنه أن يقطع شوطًا طويلًا نحو حماية الدعم لأوكرانيا من التغييرات في الحكومات الأمريكية والغربية، وخاصة من ترامب".
وفي حالة نجاحها، ستكون هذه الخطوة هي الأحدث، ضمن سلسلة من الإجراءات المتخذة لدعم المؤسسات تحسبًا لرئاسة أخرى لترامب.
وفي أواخر العام الماضي، وافق المشرّعون الأمريكيون على قانون يتطلب موافقة الكونجرس إذا حاول الرئيس المستقبلي الانسحاب من الناتو، ويدرسون المزيد من إجراءات الحماية.
استمرار الدعم
كان الاجتماع الشهري المغلق للمجموعة، الذي يتم حضوره افتراضيًا أو شخصيًا في قاعدة "رامشتاين" الجوية بألمانيا، بمثابة قوة مركزية في تجهيز أوكرانيا بكل شيء، بدءًا من الدبابات القتالية الحديثة، إلى الطائرات المقاتلة من طراز F-16.
وبصرف النظر عن حلفاء الناتو، تضم مجموعة الاتصال أيضًا نحو 20 دولة أخرى، من خارج المسرح الأوروبي الأطلسي.
ومع ذلك، واجهت المجموعة عقبات في الأشهر الأخيرة مع جفاف التمويل الأمريكي لأوكرانيا.
ففي ديسمبر الماضي، قال البنتاجون إنه لن يتمكن من إرسال أي أسلحة إضافية من مخزوناته حتى يخصص الكونجرس أموالًا إضافية للمجهود الحربي.
وبينما أقر مجلس الشيوخ الأمريكي حزمة تكميلية بقيمة 95 مليار دولار، تتضمن مساعدات إضافية لأوكرانيا، التشريع ظل متوقفًا في مجلس النواب لعدة أشهر.
لكن، جمع البنتاجون حزمة مساعدات جديدة بقيمة 300 مليون دولار في الشهر الماضي، بما في ذلك معدات وذخيرة المدفعية والدفاعات الجوية التي تشتد الحاجة إليها، وذلك باستخدام وفورات التكاليف من العقود السابقة.
وبينما سمح هذا بإرسال أسلحة إضافية دون الإضرار بالاستعداد العسكري الأمريكي، لكن مسؤولي وزارة الدفاع يقولون الآن إنهم لا يستطيعون إرسال مساعدات إضافية حتى يمرر الكونجرس التشريع.
وقالت سابرينا سينج، المتحدثة باسم البنتاجون، أمس الاثنين: "الشيء الأكثر أهمية الذي نريد أن نرى موافقة الكونجرس عليه هو التشريع الإضافي".
وأضافت: "نأمل، عندما يعود مجلس النواب إلى الانعقاد الأسبوع المقبل، أن يطرحوه على المجلس، وبعد ذلك يمكننا الاستمرار في طرح تلك الحزم بانتظام".
وقالت جوليان سميث، سفيرة الولايات المتحدة لدى حلف شمال الأطلسي، إن التركيز ينصب على تزويد أوكرانيا بذخيرة إضافية ودفاعات جوية.