يواجه الجيش الأمريكي مشكلة كبيرة منذ أكثر من عقد، تتمثل في حرمان غالبية أفراد الخدمة العسكرية من النوم لفترات كافية، الأمر الذي تسبب في حدوث تأثيرات خطيرة على العمليات، التي من أخطرها النوم أثناء قيادة الطائرات والسفن، ما أدى إلى حوادث مميتة وأضرار بمئات الملايين من الدولارات في السفن والمركبات والطائرات.
ورصد مكتب محاسبة الحكومة الأمريكية gao، بناء على تفويض من مجلس النواب لمراجعة جهود وزارة الدفاع للحد من حرمان الجنود من النوم وإدارة التعب عبر الخدمات العسكرية، حيث عمل المكتب على تقييم مدى حصول أعضاء الخدمة على النوم الكافي ومعالجة وزارة الدفاع لإرهاق أعضاء الخدمة وإدارته، وقام بتحليل السياسات والتوجيهات وأجرى مقابلات مع مسؤولين مدركين؛ واستطلع آراء أعضاء الخدمة من مهن مختارة، بما في ذلك الطيارين، وموظفي صيانة الطيران، وقاذفي الصواريخ، ومشغلي المركبات والدبابات.
أقل من 6 ساعات
وعلى مدار أكثر من عقد من الزمن، وجدت استطلاعات وزارة الدفاع الأمريكية أن غالبية أفراد الخدمة العسكرية أفادوا، بحسب تقرير gao، بأنهم ينامون أقل من 6 ساعات في الليلة، على الرغم من توصية وزارة الدفاع بسبع ساعات أو أكثر، وعلى الرغم من تطوير البنتاجون لإرشادات حول إدارة التعب، إلا أنها لم تحدد مكتبًا أو فردًا للإشراف عليه أو تعيين قيادة للإشراف على الجهود على مستوى الخدمة.
وكشف التقرير، الذي حصلت "القاهرة الإخبارية" على نسخة منه، عن أن الإرشادات الشاملة التي تهدف لتحقيق الأداء الأمثل والاستعداد لجميع الجنود لتنفيذ المطلوب منهم على أرض الواقع لا يتم تنفيذها، مشيرين إلى أن نصف المشاركين في الاستطلاع الذي تم إجراؤه يعانون من نوعية نوم سيئة بغض النظر عن كميته، وكانت نتائج وتأثيرات ذلك على عملهم تبدأ بالاصطدام بطائرة أخرى وحتى النوم أثناء العمل.
أضرار بمئات الملايين
ويمكن أن يؤثر الإرهاق الناجم عن عدم كفاية النوم سلبًا على أداء أفراد الخدمة، ويساهم في وقوع حوادث تؤدي إلى وفيات وأضرار بمئات الملايين من الدولارات للسفن والمركبات والطائرات، وبحسب المكتب فإن الضعف الناتج عن التعب يمكن أن يكون معادلاً لآثار التسمم بالكحول ويزيد بشكل كبير من خطر الإصابة الجسدية.
وطوّر البنتاجون إرشادات جديدة لإدارة الإرهاق، منها ما يقرب من 130 مشروعًا بحثيًا أجراها الجيش والبحرية ومشاة البحرية والقوات الجوية في الفترة من 2017 إلى 2023، وقد درس 48 من هذه المشاريع استخدام الأجهزة القابلة للارتداء لتتبع بيانات النوم من بين استخدامات أخرى، مع العديد منها.
تحديات وتوصيات
تلك الإجراءات والأبحاث، بحسب مكتب المحاسبة، تواجه العديد من التحديات الرقابية، حيث لم تقم بتفويض سلطة إشرافية كافية على مستوى الإدارة، ولم تقم بتعيين قيادة للإشراف على الجهود على مستوى الخدمة، مشيرين إلى أن ذلك يعيق جهودها للحد من التعب وإدارته عبر الإدارة.
قدم مكتب محاسبة الحكومة تسع توصيات، بما في ذلك أن تقوم وزارة الدفاع بإجراء تقييم لهيكل الرقابة المتعلق بالإرهاق، وتعيين قيادة وزارة الدفاع، وإنشاء قائمة بجميع المشاريع البحثية المتعلقة بالإرهاق والاحتفاظ بها، وأن تقوم الخدمات العسكرية بتعيين القيادة المتعلقة بالإرهاق، وهو ما وافق عليه البنتاجون بشكل عام.