لم يخجل الجنود الإسرائيليون الذين يقاتلون في غزة من نشر مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، توثق بسعادة تدميرهم الوحشي للمباني وإذلال المعتقلين الفلسطينيين، لكن هناك جريمة أخرى حظيت بقدر أقل من الاهتمام والإدانة على الرغم من انتشارها.
جيتار مغني فلسطيني
وأصيب المغني الفلسطيني حمادة نصر الله بالصدمة، عندما طالع مقطع فديو "تيك توك" لجندي يعزف على الجيتار الذي اشتراه له والده قبل 15 عامًا، وقد أظهرت مقاطع فيديو أخرى عبر وسائل التواصل الاجتماعي جنودًا إسرائيليين يتفاخرون بالعثور على ساعات يد؛ وقمصان كرة قدم؛ وسرقة السجاد وبقالة ومجوهرات، وفق مجلة "+972" العبرية.
وفي مجموعة على فيسبوك للنساء الإسرائيليات تضم ما يقرب من 100 ألف مستخدم، تساءلت إحداهن عمّا يجب فعله بـ"الهدايا من غزة" التي أحضرها لها شريكها الجندي، ونشرت صورة لمستحضرات التجميل وكتبت: "كل شيء مختوم باستثناء منتج واحد، هل أحد يعرف المنتجات أم أنها في غزة فقط؟".
ما يجوز نهبه
ومنذ بدء الغزو البري الإسرائيلي في أواخر أكتوبر الماضي، ظل الجنود يأخذون كل ما تقع أيديهم عليه من منازل الفلسطينيين الذين أجبروا على الفرار، وهي ظاهرة كان الحاخامات من الحركة الصهيونية الدينية يجيبون على أسئلة الجنود حول ما يجوز نهبه وفقًا للقانون اليهودي.
وأكد جنود عادوا من القتال في غزة لمجلة "+972" أن هذه الظاهرة منتشرة في كل مكان، وأن قادتهم في الغالب يسمحون بحدوثها، وشهد جندي آخر، خدم في شمال ووسط غزة، أن الجنود "أخذوا السجاد والبطانيات وأدوات المطبخ"، وأضاف "أخذ جندي آخر مجموعة من فناجين القهوة، وصينية التقديم، ووعاء ودراجات نارية".
وقال جندي آخر خدم في غزة لـ"+972"، "إن الجنود أخذوا سبحة صلاة وملاعق وكؤوس وأواني قهوة ومجوهرات وخواتم".
ظاهرة طبيعية
أصبحت هذه الظاهرة طبيعية إلى حد كبير، حتى إنه في مقطع حديث على قناة الإذاعة العامة الإسرائيلية، قدم الجنود للمراسل أوري ليفي، مرآة أحضروها معهم من غزة.
وتحدثت "القناة 13" العبرية، أيضًا عن هذه الظاهرة في وقت سابق من هذا الشهر. ولكن بدلًا من إدانتها، أشار مقدمو البرامج ببساطة إلى أن مقاطع الفيديو يتم مشاركتها في جميع أنحاء العالم من أجل فضح الجنود الإسرائيليين.
المرصد الأورومتوسطي
وأعلن المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، الأحد، أنه تلقى شهادات جديدة حول قيام جيش الاحتلال الإسرائيلي بعمليات سلب وسرقات واسعة من المواطنين ومنازلهم، ضمن جرائم أخرى تتواصل للأسبوع الثاني في محيط مجمع الشفاء الطبي غربي مدينة غزة.
وأوضح "الأورومتوسطي"، أن هناك عمليات سلب للأموال والممتلكات والمقتنيات الثمينة من السكان ومنازلهم، لافتًا إلى أن الاحتلال في غزة يتغاضى عن سلب قواته مقتنيات ثمينة وأموالًا من السكان والمنازل دون مساءلتهم عن تلك الانتهاكات، إذ إن ذلك تم غالبًا دون توثيق رسمي.
وفي تقرير للمرصد الأورومتوسطي العام الماضي، ذكر أن الجيش الإسرائيلي أطلق العنان لجنوده في قطاع غزة ليس فقط للقتل، بل للقيام بأنشطة غير أخلاقية مثل سرقة الممتلكات والنهب خلال مداهمات منازل المدنيين الفلسطينيين.
وطالب "الأورومتوسطي" بتحقيق دولي شامل ومحايد في الانتهاكات الجسيمة بحق السكان في قطاع غزة وممتلكاتهم من قبل قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي، التي تشكل جرائم حرب بحد ذاتها، وتلحق الدمار والأضرار الجسيمة بالمدنيين وسبل عيشهم بلا ضابط أو مبرر أو ضرورة عسكرية، داعيًا لاتخاذ إجراءات تضمن المساءلة والمحاسبة القانونية.