ابنتي خافت مني وطلبت ألا أُجسد أدوار شر مُجددًا
جسدت شخصيات الفتاة الفقيرة والثرية والشعبية وأبحث عن أعمال تخلق لي مساحة جديدة
مسلسلات الـ15 حلقة تضمن إيقاعًا سريعًا للعمل لكنها لا تعني أن المجهود سيكون أقل
تنوع الأعمال في رمضان يؤكد ثراء وتصدر الدراما التلفزيونية المصرية
تبحث الفنانة المصرية مي سليم عن مساحة في أعمالها الفنية تضمن لها تقديمها بشكل مميز ومختلف، في إطار بحثها المستمر عن التجديد، لتجد ضالتها في مسلسل "سر إلهي"، الذي تتقاسم فيه البطولة مع الفنانة روجينا، فرغم أنه سبق لها تجسيد أدوار شر في أعمال مختلفة، لكن طبيعة دور الشر في شخصية "شاهيناز" استفزتها فنيًا لتقرر قبول التحدي والبحث والتدقيق في تفاصيل الدور لدرجة واجهت فيها رسائل كره من الجمهور الذي تفاعل مع الشخصية، بالإضافة إلى خوف ابنتها منها، حسبما أكدت في حوارها لموقع "القاهرة الإخبارية".
كما تحدثت مي سليم في حوارها عن تحضيرها للشخصية بمساعدة المؤلف أمين جمال والمخرج رءوف عبدالعزيز، وتطرقت إلى الكيمياء الفنية التي جمعتها بالفنان مراد مكرم، ورأيها في نوعية مسلسلات الـ15 حلقة، وتصدر الدراما المصرية في العالم العربي، وتفاصيل أخرى في هذا الحوار:
ــ تمثل شخصية "شاهيناز" التي تجسديها محور الشر في العمل.. هل تخوفتِ من تقديم هذا الدور؟
بلا شك خشيت في البداية ردود الفعل على شخصية "شاهيناز" التي ترتكب الشر بناء على قناعتها الشخصية، ولها مبرراتها في ذلك، لكن دعيني أقول لكِ إن تجسيد الشر يعد من أصعب الأدوار، خصوصًا أن الشر في "سر إلهي" مختلف عن أي عمل آخر قدمته، وقبولي للدور لأنه استفزني لما يحمله من تفاصيل كثيرة تؤكد أن الشر له أشكال متعددة، خصوصًا عندما يكون من يرتكبه له مبرراته وراء أفعاله هذه.
ــ رغم أنكِ سبق وأن جسدتِ أدوار شر، لكن ردود الفعل على الدور كان كبيرًا.. كيف رأيتِ ذلك؟
نعم، هناك من لم يتوقعوا أن أُجسد كل هذا الشر، خصوصًا ابنتي التي خافت مني، وقالت لي لا تجسدين أدوار شر بهذه الطريقة مرة أخرى، وهناك من كرهني بسبب ما أفعله مع "نصرة" التي تجسد دورها الفنانة روجينا، لكن ليس معنى تجسيدي المتكرر لأدوار الشر أنني كذلك، فهو مخالف لطبيعتي في الواقع، وليس لي صراعات مع أحد، لكنني سعيدة أنني استطعت تجسيد الشر بهذه الطريقة التي جعلت المشاهد يقتنع به، ويتفاعل معه بهذا الشكل.
ــ مرت "شاهيناز" بالعديد من المشاهد الصعبة هل كان ذلك مبررًا لشرها وكيف كان تحضيرك لها؟
الحقيقة أن "شاهيناز" شخصية أنانية وطموحة وتحب السيطرة، ولا تسمع إلا نفسها، ما يوقعها في العديد من الأزمات، وبالفعل كل مشاهد العمل صعبة، خصوصًا مشاهد النهاية التي ستضح خلال الحلقة الأخيرة للمسلسل، ومشهد المقابر الذي كان حقيقيًا ومُقبضًا لي، وأيضًا مشهد قتلها لـ"المحامي عزيز" الذي جسّد دوره الفنان أحمد سلامة، والأصعب عندما صُوّر زوجها "سراج" الذي يجسد دوره الفنان مراد مكرم الجريمة فيديو، بالإضافة إلى مشاهد تحدي "نصرة" وسجنها واتهامها بالباطل في قضية قتل والدها "هارون"، الذي جسد دوره الفنان أحمد بدير وهو المشهد الذي قدمه ببراعة شديدة، ومشاهدي مع ابنتي "حلا" التي تجسد دورها الفتاة الموهوبة مريم أشرف زكي، التي تكتشف بعد ذلك أنها ليست والدتها.
ــ على ذكر الفنان مراد مكرم شهد المسلسل وجود توافق فني كبير بينكما فما تعليقك؟
بالتأكيد استمتعت بالعمل معه للغاية ومعظم المشاهد بيننا كانت وكأنها مباراة تمثيلية فلكل منهما أهدافه، خصوصًا بعد اكتشاف أن "سراج" يسعى للاستيلاء على ممتلكاتي وشركاتي.
ــ حديثك عن "شاهيناز" يؤكد أنها تحمل العديد من التحديات
بالطبع، فشخصية "شاهيناز" تحمل العديد من التحديات لي كممثلة، أهمها استطاعتي تجسيد الشر المتقن بكل تفاصيله، وكره الجمهور لي دليل على نجاحي، فهي من الشخصيات التي نشعر عند مشاهدتها أن هناك سببًا أو خطًأ في نشأتها جعل كل هذا الشر يتكون بداخلها، وكل ذلك توصلت إليه وتمكنت من تجسيدها بعد أن عقدت جلسات عمل مع المؤلف أمين جمال والمخرج رءوف عبد العزيز، اللذان درسا معي تفاصيل الدور وطريقة "شاهيناز" في كل شيء "حديثها، أسلوبها وحتى ملابسها".
ــ تحرصين كأي فنان على التنوع في اختيار أدوارك.. لكن هل تعمدتِ التنوع في تجسيد الشر؟
المهم بالنسبة لي أن يتضمن الدور مساحة جديدة تضمن لي الظهور بشكل مختلف، خصوصًا أنني أفضل التنوع دائمًا في أعمالي سواء التلفزيونية أو السينمائية، فعل سبيل المثال في الدراما جسدت نوعية أدوار الفتاة البسيطة الفقيرة، والثرية، والشعبية، كما قدمت التراجيدي والكوميدي والشر، والأمر نفسه في السينما حيث انتهيت أخيرًا من تصوير فيلم "بنقدر ظروفك"، الذي أُجسّد فيه شخصية "ملك"، فتاة شعبية تجمعها قصة حب بالفنان أحمد الفيشاوي، وإخراج أيمن مكرم، وكل ذلك حتى لا أضع نفسي في منطقة تمثيلية واحدة، لأن الفنان كما ذكرت لا بد أن يكون حريصًا على التنوع حتى لا يمل الجمهور منه، لأنه لا داعي لتكرار الأدوار لمجرد الظهور الذي لن يضيف شيئًا لمشواري المهني.
ــ هل أسهمت مسلسلات الـ15 حلقة في سرعة إيقاع الأعمال؟
يترتب ذلك على حسب طبيعة العمل، فمثلًا طبيعة الأحداث في مسلسل "سر إلهي" تكفي 15 حلقة حتى نبتعد عن التطويل، والدليل على ذلك أن كل حلقة تشهد مفاجأة لأن إيقاع العمل سريع، وهذا لا يعني أن المجهود سيكون أقل على صنّاع العمل، بدليل أنني بذلت فيه مجهودًا كبيرًا، وكأنني أقدم عمل 30 حلقة لقوة مشاهده وكثرة تفاصيله التي تؤكد أنه عمل مهم.
ــ تشاركين في الموسم نفسه بمسلسل "المداح 4".. هل كنتِ حريصة على التواجد بأكثر من عمل خصوصًا مع خروج مسلسل "أمير العوامري" من السباق؟
لم أتعمد المشاركة في أكثر من عمل، لكن طبيعة الأدوار المميزة التي أسندت إلي كانت دافعًا وراء مشاركتي بها فمسلسل المداح من الأعمال المختلفة، إذ أظهر فيه بشخصية الشيطانة "كاسيا" التي تتعاون مع "دكتور سميح" الذي يجسد دوره الفنان المتميز فتحي عبدالوهاب، لتدمير "صابر" (حمادة هلال)، واختلاف الشخصية يكمن في شكلها عندما تتحول، وما زال هناك العديد من المفاجآت خلال الحلقات المقبلة.
أما بالنسبة لمسلسل "أمير العوامري" فقد بدأنا تصوير العمل في وقت متأخر قبل شهر رمضان بثلاثة أسابيع، وهو مليء بالتفاصيل ومكون من 30 حلقة، وبالتالي لم نكن سنستطيع اللحاق بالعرض في رمضان، وكان الأفضل له الخروج حتى يتم الانتهاء من تصويره وعرضه في الوقت المناسب، وأجسد فيه شخصية "منيرة" الفتاة المناضلة القوية المجتهدة، وستمر بالعديد من المراحل، وتجمعها بـ"أمير"، الذي يجسد شخصيته الفنان هاني سلامة قصة حب يتخللها بعض الصراعات.
ــ كيف ترينِ المنافسة هذا العام في ظل تنوع الأعمال؟
كثرة الأعمال ونوعها يؤكد ثراء الدراما التلفزيونية المصرية وأنها في الصدارة وقادرة على المنافسة في شهر رمضان وعلى مدار العام، لأن الدراما لا يشارك فيها النجوم فقط، لكن هناك العديد من العاملين وراء الكاميرا تمثل لهم مصدر رزق.