الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

5 أضعاف مساحة باريس.. ملياردير الفحم يبني أكبر محطة للطاقة النظيفة في العالم

  • مشاركة :
post-title
يجري بناء مجمع خافدا للطاقة المتجددة في ولاية جوجارات الهندية

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

يعتزم أكبر مستورد للفحم في الهند، بناء أكبر محطة للطاقة النظيفة بالعالم، في غضون خمس سنوات، وتبلغ مساحة المحطة خمسة أضعاف مساحة باريس، ومن المتوقع أن تولد كهرباء تكفي لتشغيل سويسرا، وفق ما ذكرت شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية.

وقالت الشبكة، إن حجم المشروع، الذي يحول مساحات شاسعة من الصحراء المالحة القاحلة على حافة غرب الهند إلى واحدة من أهم مصادر الطاقة النظيفة في أي مكان على هذا الكوكب، هائل للغاية لدرجة أن الرجل المسؤول لا يستطيع مواكبته.

ونقلت الشبكة عن ساجار أداني، في مقابلة الأسبوع الماضي: "لم أعد أقوم بالحسابات بعد الآن".

وأداني هو المدير التنفيذي لشركة "أداني جرين إنيرجي المحدودة "، وهو أيضًا ابن شقيق "جاوتام أداني" ثاني أغنى رجل في آسيا، الذي تنبع ثروته البالغة 100 مليار دولار من مجموعة أداني، أكبر مستورد للفحم في الهند، وتأسست المجموعة عام 1988، ولديها أعمال في مجالات تتراوح بين الموانئ ومحطات الطاقة الحرارية إلى وسائل الإعلام والأسمنت.

وتقوم وحدة المجموعة للطاقة النظيفة "AGEL" ببناء محطة مترامية الأطراف للطاقة الشمسية وطاقة الرياح في ولاية "جوجارات" بغرب الهند، بتكلفة تبلغ نحو 20 مليار دولار.

وستصبح أكبر حديقة للطاقة المتجددة في العالم، عندما يتم الانتهاء من بنائها في غضون خمس سنوات تقريبًا، ومن المفترض أن تولد ما يكفي من الكهرباء النظيفة لتزويد 16 مليون منزل هندي بالطاقة.

ويعد نجاح مجمع "خافدا" للطاقة المتجددة أمرًا بالغ الأهمية لجهود الهند للحد من التلوث، وتحقيق أهدافها المناخية مع تلبية احتياجات الطاقة المتزايدة في أكبر دولة بالعالم، من حيث عدد السكان وأسرع اقتصاد رئيسي نموًا، ولا يزال الفحم يُشكل 70% من الكهرباء التي تولدها الهند.

وقالت شركة "أداني جرين إنيرجي المحدودة"، إن الحديقة، التي تقع على بعد 12 ميلًا فقط من واحدة من أخطر الحدود في العالم، التي تفصل بين الهند وباكستان، ستغطي أكثر من 200 ميل مربع وستكون أكبر محطة للطاقة على كوكب الأرض بغض النظر عن مصدر الطاقة.

وأضاف أداني، أنها "منطقة كبيرة جدًا، منطقة غير مثقلة بالأعباء، لا توجد حياة برية، ولا نباتات، ولا سكن. ولا يوجد استخدام بديل أفضل لتلك الأرض".

ولم تتأثر الخطط الخضراء الكبيرة للمجموعة بالعام المضطرب، الذي مرت به منذ يناير 2023، عندما اتهمتها شركة "هندنبرج ريسيرش" الأمريكية للبيع على المكشوف بالتورط في عمليات احتيال على مدى عقود.

وأدانت مجموعة التعدين الهندية تقرير "هندنبرج" ووصفته بأنه "لا أساس له من الصحة" و"خبيث".

لكن ذلك فشل في وقف الانهيار المذهل لسوق الأوراق المالية، والذي أدى في وقت ما إلى محو أكثر من 100 مليار دولار من قيمة شركاتها المدرجة. كما تضررت ثروة جاوتام أداني الشخصية، حيث انهارت بأكثر من 80 مليار دولار في الشهر التالي لصدور التقرير.

لكن رجل الأعمال استعاد عافيته منذ ذلك الحين، وتقوم المجموعة الآن بضخ المليارات في قطاع الطاقة النظيفة، وتخطط لاستثمار 100 مليار دولار في تحول الطاقة على مدى العقد المقبل، مع تخصيص 70% من الاستثمارات للطاقة النظيفة.

ويأتي محور الطاقة النظيفة لمجموعة أداني في وقت حددت فيه الهند لنفسها بعض الأهداف المناخية الطموحة.

ووعد ناريندرا مودي، رئيس الوزراء، بأن المصادر المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح ستُلبي 50% من احتياجات الهند من الطاقة بحلول نهاية هذا العقد.

وفي عام 2021، تعهد مودي بأن تحقق الهند صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2070، وهو ما لا يزال متأخرًا بعقدين من الزمن عن الاقتصادات المتقدمة، وفق "سي إن إن".

وحددت الحكومة الهندية هدفًا يتمثل في توليد 500 جيجاوات من الطاقة الكهربائية من الوقود غير الأحفوري بحلول عام 2030.

وتهدف شركة "أداني جرين إنيرجي المحدودة" - أكبر شركة للطاقة المتجددة في البلاد - إلى توفير ما لا يقل عن 9% من ذلك، مع ما يقرب من 30 جيجاوات يتم توليدها من محطة خافدا، حديقة في ولاية جوجارات وحدها.

وقال "أداني" إن الفشل في التحول إلى الطاقة المتجددة ليس خيارًا.

وأضاف الشاب البالغ من العمر 30 عامًا: "ليس هناك خيار أمام الهند سوى البدء في القيام بالأشياء بحجم ونطاق لم يكن من الممكن تصوره من قبل"، لأن الطلب على الطاقة سينفجر في السنوات المقبلة.