الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

الاتجاه نحو الحرب العالمية.. هل تستعد واشنطن لحرب برية مع روسيا؟

  • مشاركة :
post-title
الرئيسان الأمريكي والروسي جو بايدن وفلاديمير بوتين

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

أثبتت وثائق رسمية أن العديد من القوات الأمريكية، سواء داخل أوكرانيا أو خارجها، تشارك في التخطيط للعمليات العسكرية الأوكرانية، وتوفير المعلومات الاستخبارية عبر الأقمار الصناعية، ولعب أدوار أساسية في استهداف الأسلحة الروسية.

وصرّح مسؤول أوكراني لصحيفة "واشنطن بوست" بأن القوات الأوكرانية نادرًا ما تطلق صواريخ HIMARS دون بيانات الاستهداف الدقيقة التي تقدمها القوات الأمريكية في أوروبا.

انخراط الناتو في الحرب

وذكر موقع "فير أوبزرفر" الأمريكي، أن قوات الناتو منخرطة بالفعل بشكل عميق في الحرب، مشيرًا إلى أنه من بين العديد من الأكاذيب التي قالها بايدن في خطابه عن حالة الاتحاد، إصراره على أنه "لا يوجد جنود أمريكيون في حالة حرب في أوكرانيا".

وتضمنت مجموعة وثائق البنتاجون التي تم تسريبها في مارس 2023 تقييمًا بأن هناك بالفعل ما لا يقل عن 97 جنديًا من القوات الخاصة لحلف شمال الأطلسي يعملون في أوكرانيا، بما في ذلك 50 بريطانيًا و14 أمريكيًا و15 فرنسيًا.

وجود عسكري أمريكي

كما اعترف الأدميرال جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، بوجود "وجود عسكري أمريكي صغير" في السفارة الأمريكية في كييف لمحاولة تتبع آلاف الأطنان من الأسلحة الأمريكية عند وصولها إلى أوكرانيا.

ومن المؤكد أن كل هذه القوات التابعة للولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي "في حالة حرب في أوكرانيا"، حيث أشار "فير أوبزرفر" إلى إن خوض الحرب في بلد لا يوجد به سوى أعداد صغيرة من الجنود على الأرض كان بمثابة السمة المميزة لصناعة الحرب في الولايات المتحدة في القرن الواحد والعشرين.

ويعد مبدأ الحرب "المحدودة" والحرب بالوكالة على وجه التحديد هو المعرض لخطر الخروج عن نطاق السيطرة في أوكرانيا، ما يطلق العنان للحرب العالمية الثالثة التي تعهد بايدن بتجنبها.

التصعيد العسكري بسبب الحرب الأوكرانية قد يؤدي إلى حرب عالمية ثالثة

غليان الضفدع

وحاولت الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي إبقاء تصعيد الحرب تحت السيطرة من خلال التصعيد المتعمد والمتزايد لأنواع الأسلحة التي يقدمونها والتوسع الحذر والسري لمشاركتهم، وهو ما يشبه بـ"غليان الضفدع"، برفع درجة الحرارة تدريجيًا لتجنب أي تحرك مفاجئ قد يتجاوز الخط الأحمر الروسي ويشعل شرارة حرب واسعة النطاق بين حلف شمال الأطلسي وروسيا.

وحذّر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج في ديسمبر 2022، "إذا سارت الأمور على نحو خاطئ، فمن الممكن أن تسوء بشكل فظيع".

نحو حرب لا يريدها أحد

ولفترة طويلة شهدت سياسة الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي تناقضات صارخة، فمن ناحية، بايدن يقول إنه لا يريد بدء الحرب العالمية الثالثة، ومن ناحية أخرى، فإن هذا هو ما تقود إليه سياسته المتمثلة في التصعيد التدريجي.

وأوضح العقيد البحري المتقاعد مارك كانسيان، الرئيس السابق لقسم هيكل القوة والاستثمار في مكتب الإدارة والميزانية بوزراة الدفاع الأمريكية، "أن أمريكا تقوم ببناء مخزونات لحرب برية كبرى مع روسيا في المستقبل.

وبينما تستعد الولايات المتحدة لخوض حرب برية كبرى مع روسيا، لكن الأسلحة اللازمة لخوض تلك الحرب ستستغرق سنوات لإنتاجها، وسواء أكانت تلك الأسلحة أم لا، فقد يتصاعد ذلك بسرعة إلى حرب نووية.

الحرب الروسية الأوكرانية تواصل عامها الثالث

تصعيد روسي

من ناحية أخرى فإن تصعيد روسيا من "العملية العسكرية الخاصة" المحدودة الأصلية إلى التزامها الحالي بتخصيص 7% من ناتجها المحلي الإجمالي للحرب وإنتاج الأسلحة قد تجاوز التصعيد الغربي، ليس فقط في إنتاج الأسلحة بل وأيضًا في القوة البشرية والقدرة العسكرية الفعلية.

وهناك فجوة واسعة بين خطاب بايدن وغيره من القادة الغربيين حول الطموحات الروسية لغزو دول أخرى في أوروبا، وما كانت روسيا مستعدة لقبوله في المحادثات في تركيا عام 2022، عندما وافقت على الانسحاب إلى مواقعها قبل الحرب، مقابل التزام بسيط بالحياد الأوكراني.

روسيا لا تتسابق نحو كييف

على الرغم من موقف أوكرانيا الضعيف للغاية بعد هجومها الفاشل في عام 2023 ودفاعها المكلف وخسارتها أفدييفكا، فإن القوات الروسية لا تتسابق نحو كييف، أو حتى خاركيف، أو أوديسا أو الحدود الطبيعية لنهر دنيبرو.

وأفاد مكتب رويترز في موسكو أن روسيا أمضت أشهرًا في محاولة فتح مفاوضات جديدة مع الولايات المتحدة في أواخر عام 2023، لكن في يناير 2024، أغلق مستشار الأمن القومي جيك سوليفان هذا الباب برفض قاطع للتفاوض بشأن أوكرانيا.